حدث في دمشق.. تركت طفلتها في سيارة الأجرة وهربت..!
مأساةٌ أخرى باتت تتكرّر وبشكلٍ شبه يومي، ضحاياها أطفالٌ ذنبهم الوحيد أن القدر اختار لهم أباً وأماً بعيدين كل البعد عن الإنسانية، ليتحمّلوا ومنذ اللحظة الأولى لولادتهم قساوة أحكامٍ تُطلق عليهم من هنا وهناك، أحكامٌ تبدأ بمنحهم لقب “لقيط”!!
بدأت القصة عندما أوقفت إحدى السيدات سيارة أجرة، طالبةً من السائق إيصالها إلى وجهتها المزعومة.. كل شيءٍ كان طبيعياً كما أوضح “مروان”، سائق سيارة الأجرة. وكالعادة نزلت السيدة، ليصعد مكانها بعد عدة دقائق رجلٌ وزوجته التي ما إن جلست في المقعد الخلفي، حتى صرخت من المفاجأة: “شو هاد يلي معك!!”، ليجيبها مروان باستغراب: “شو معي؟!”، موضحاً: اعتقدت أن تلك السيدة التي تواجدت معي قبلهما، لربما قد تكون نسيت محفظتها، أو تلفونها، أو أي شيءٍ آخر من أغراضها الشخصية، أما أن تترك وراءها فلذة كبدها – مكتفيةً بورقةٍ فيها بضعة كلماتٍ تعتذر فيها عن تركها لطفلتها نتيجة اضطرارها لذلك – فهذا ما لم يخطر ببالي، لا بل لا يمكن أن يخطر ببالِ أحد!!.
يتابع مروان: طلبت من الرجل وزوجته أن يذهبا معي إلى المخفر كشاهدَين، وهذا ما كان ليتمّ تسليم الطفلة إلى الجهات المعنية، مضيفاً أننا وأثناء تواجدنا في المخفر، وبعد جملةٍ من الأسئلة عن تفاصيل ما حدث، استغربت رغبة أحد عناصر الشرطة الاحتفاظ بالطفلة، التي قد تكون أصبحت الآن في إحدى دور الأيتام!!
نحن هنا لا نريد إطلاق أحكام عشوائية على من يقوم بمثل تلك الجرائم، فلسنا بموقع المحاسبة، لكن وبغضّ النظر عن الظروف القاهرة في بعض الأحيان، فهل انعدمت الحلول؟ وهل يعقل أنه ما من طريقة أخرى عند أولئك “الأمهات”!؟.. وأين مسؤولية الرجل، شريكها في فعلتها تلك؟.
والمؤسف حقاً أن العالم اليوم يحتفل باليوم العالمي للطفل، في حين أننا في كل يوم بتنا نرى تفنناً بقصص رمي “أطفالٍ رُضع”، إما في أماكن مهجورة، أو أمام الأماكن الدينية والبيوت، وهناك من لا يتردّد أبداً في رميهم حتى في حاويات القمامة في مشهدٍ لا يمتّ للإنسانية بِصلة!!.
لينا عدره
البعث