راتب يكفي ثلاثة أيام و ليس ثلاثين يوما وزراء لا يعرضون لنا حلولهم إن كانت عندهم حلول !!!!
صاحبة_الجلالة _ ماهر عثمان
أصبح السوريون خلال الأشهر القليلة الماضية يرزحون تحت ضغوط هائلة من الغلاء وضعف القدرة الشرائية لمرحلة اضطر الكثيرون فيها لتغيير عاداتهم الغذائية والاكتفاء في النصف الأخير من الشهر بوجبة طعام واحدة في اليوم وذلك بعد سيل من رفع الأسعار من قبل التجار و الحكومة لم يستثن مادة بدءا من الخبز ومرورا بالمحروقات والأدوية وأجور النقل ولم ينته عند المواد الغذائية فيما بقيت الرواتب والأجور تراوح مكانها بانتظار معجزة "توافر الإمكانيات والموارد".
وطبعا كل ما ذكر آنفا تم التطرق إليه مرارا وتكرارا لكن الفكرة التي تتطلب الوقوف عندها مليا تقوم على أسئلة محددة مفادها.. أيتها الحكومة بعد كل القرارات الاقتصادية التي اتخذتها و رفع الأسعار وزيادة الضرائب والرسوم.. هل لديك حل سري لا يجب أن يعرفه المواطن..؟؟.. وهل تسيرين في طريق تدركين حقيقة بداياته ونهاياته..؟؟ فإذا كان الأمر كذلك فليخرج على الناس أحد الجهابذة من طرفك ليخبرهم متى ستكون نهاية هذا الطريق ويشرح لهم ألف باء الحل ومتى سيلمسون نتائجه .. بعد شهر.. سنة .. خمسة سنوات ...؟؟ وذلك كي يستطيع هؤلاء الناس تدبر أمورهم ومعرفة خواتيمها.. إلا إذا كنت تظنين أن الحل غيبي وغير قابل للفهم فهذا أمر آخر .
المواطنون حفظوا عن ظهر قلب كل المسوغات من العقوبات الاقتصادية إلى قانون قيصر وصولا إلى ارتفاع الأسعار عالميا ما يتطلب الخروج عن التطرق الدائم لها مع كل حديث عن أزمة .. لأن دور الحكومات المفترض هو إيجاد الحلول وخلق المسارات الجديدة للخروج من الأزمات أو بأضعف الإيمان تقليصها، وبالتالي إذا كانت هناك صيغة للحل قولوها.. فالأزمات مستمرة وتتفاقم ولا تنفع فيها أن تكون القرارات خبط عشواء.
وحول هذا الموضوع أكد الدكتور شفيق عربش أستاذ كلية الاقتصاد في جامعة دمشق لصاحبة الجلالة أنه يخطأ من يعتقد بأن هذا القطار المتوقف يوهم الناس بأنه يسير، فالحكومة تعتقد أنها تستطيع جعل الناس يعيشون في وهم أنها تعمل لكن في الحقيقة ليس هناك أي شيء من هذا العمل على أرض الواقع سوى تضخم الأزمات وارتفاع فروق الأسعار وتدني مستوى المعيشة حيث أصبح شراء "صحن بيض" يتطلب من رب الأسرة العمل لمدة ثلاثة أيام ليستطيع شرائه.
ورأى عربش أن الحكومة لا تشعر بشيء تجاه المواطنين ولا تريد أن تشعر لأنها "فاقدة للإحساس" أساسا حيث وزراء الحكومة هم عبارة عن مجموعة من الجباة يسمون وزراء يتنافسون فيما بينهم من يستطيع تحصيل أموال أكثر من الآخر.
ويضيف عربش أن (95) بالمئة من الشعب بعد استثناء الخمسة بالمئة الذين يعيشون خارج عالمنا يعيشون ضائقة خانقة يلهثون في خضمها وراء أبسط الأشياء التي أصبحوا عاجزين عن تأمينها بالرواتب والدخول الحالية.
وبين عربش أن الحكومة تقول دائما أنها تدفع غاليا ثم السلع والخدمات التي تقدمها ولذلك تقوم برفع أسعارها كي تستمر في تقديمها وبالتالي أقول لها.. " إذا كان هذا المبرر سليما من الناحية الاقتصادية فالعاملين في الدولة يبيعون عملهم لهذه الحكومة بسعر مدعوم ومن حقهم الحصول على سعر أعلى باعتبار أن الراتب لا يكفي ثلاثة أيام.