«الغذاء العالمي»: 60 بالمئة من سكان سورية يعانون انعدام الأمن الغذائي
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أن ما يقرب من 60 في المئة من سكان سورية يعانون انعدام الأمن الغذائي.
يأتي ذلك في وقت تواصل الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية أخرى فرض إجراءاتها القسرية الأحادية الجانب الجائرة على الشعب السوري، والتي تستهدفه في لقمة عيشه ومستلزماته المعيشية الأساسية اليومية، فضلاً عن مواصلة قوات الاحتلال الأميركي نهب مقدرات الشعب السوري من النفط والقمح وقيام النظام التركي بحبس مياه نهر الفرات باتجاه الأراضي السورية.
وحذر المدير التنفيذي للبرنامج ديفيد بيسلي، في بيان نشره في الصفحة الرسمية للبرنامج على الانترنت من أن المزيد من السوريين يعيشون اليوم في قبضة الجوع أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب التي استمرت عقداً من الزمن.
وأوضح البيان أنه خلال زيارة استغرقت ثلاثة أيام لسورية، التقى بيسلي في حلب بالعائلات المستفيدة من المساعدات الغذائية للبرنامج، مشيراً إلى أن الأمهات اللاتي تحدث إليهن في مراكز التغذية والتوزيع، اشتكين من الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغذائية ووصفن الخيارات الصعبة التي يتعين عليهن القيام بها للبقاء على قيد الحياة.
وحسب البيان، فإن نحو 12.4 مليون شخص – ما يقرب من 60 في المئة من السكان، يعانون الآن انعدام الأمن الغذائي ولا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية، لافتاً إلى أن هذا أعلى رقم تم تسجيله في تاريخ سورية بزيادة نسبتها 57 في المئة عن عام 2019.
وأشار البيان، إلى أن القطاع الزراعي في سورية يكافح لإنتاج ما يكفي لتلبية احتياجات السكان، وأن أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء البلاد وصلت إلى مستويات قياسية في شهر أيلول الماضي، مقارنةً بالسنة الماضية فقط، حيث ارتفع سعر سلة الأغذية الأساسية بأكثر من الضعف وأصبح الآن بعيداً عن متناول ملايين العائلات.
وأكد البيان أن الانخفاضات القياسية في كل من مستويات هطول الأمطار ومستوى نهر الفرات، أثرت على 3.4 ملايين شخص، حيث سجلت المحافظات المنتجة للقمح والشعير خسائر كبيرة.
وقال بيسلي: «الصراع (الحرب الإرهابية) والتغير المناخي وجائحة كوفيد 19 والآن تكلفة المعيشة تدفع الناس إلى ما وراء قدرتهم على التحمل».
وحسب البيان، يوفر برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية لأكثر من خمسة ملايين شخص في جميع أنحاء سورية كل شهر، لكن الوكالة تواجه قيوداً شديدة في التمويل واضطرت مؤخراً إلى تقليل حجم الحصة الغذائية الشهرية التي تتلقاها العائلات، مشيراً إلى أن برنامج الأغذية العالمي يتم تمويله بنسبة 31 في المئة فقط ويحتاج بشكل عاجل إلى ما يقرب من 480 مليون دولار أميركي للأشهر الستة المقبلة.
والأربعاء الماضي، التقى وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، مع بيسلي والوفد المرافق له، وبحث معه علاقة التعاون بين الحكومة السورية وبرنامج الغذاء العالمي والخطط الإستراتيجية المقبلة وسبل تعزيزها التعاون بين الحكومة السورية وبرنامج الغذاء العالمي.
وأكد المقداد خلال اللقاء، ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية من دون عراقيل والالتزام بمبادئ العمل الإنساني والابتعاد عن التسييس الذي تمارسه بعض الدول الغربية.
وتحدث المقداد عن آثار الإجراءات القسرية الأحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري من الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية والتي تؤثر سلبياً في فعالية عمل البرنامج وغيره من المنظمات الإنسانية داخل سورية إضافة إلى التداعيات الخطيرة لهذه الإجراءات على كل مناحي الحياة اليومية وخاصة الغذائية والخدمات الأساسية للمواطن السوري.
الوطن