إلى متى سيبقى الحديث عن تحسين الرواتب مغيباً..؟ عصام تيزيني: الفريق الحكومي يركز على ارتفاع الأسعار ويتجاهل انخفاض دخل المواطن..!؟
في وقت لا يزال يسمع المواطن من الحكومة مرارا وتكرارا تأكيدها على العمل من أجل رفع مستوى معيشته وضبط الأسواق لم ير على أرض الواقع سوى رفع لأسعار كل السلع الضرورية والأكثر من ضرورية وتحت عناوين مختلفة وعلى رأسها " لاستمرار الخدمة" فيما بقي الدخل الشهري للمواطن على حاله مع انخفاض قدرته الشرائية.
فعلى سبيل المثال راتب الموظف حامل الإجازة الجامعية أصبح بالكاد يكفي أسرته ثمنا لخمس بيضات يوميا بعد أن وصل سعر الواحدة إلى /500/ ليرة سورية حيث وبحسبة بسيطة لأسرة مكونة من خمسة أفراد يحتاج الواحد منهم بيضة واحدة باليوم ستبلغ التكلفة /75/ ألف ليرة شهريا .
الموضوع هنا لا يتعلق بمادة واحدة فكل المواد ارتفعت أسعارها عشرات الأضعاف من الخبز ومشتقات الألبان والحليب إلى الخضروات والفواكه وصولا إلى السكر والرز قابلها على ضفة الحكومة رفع أسعار البنزين والمازوت والغاز والاتصالات والنقل وقريبا الكهرباء فيما بقي في وسط نهر الغلاء دخل الموظف يراوح مكانه خوفا من الغرق فلا قدرة لديه على الوصول لضفة الشراء ولا يملك ما يؤهله لمنع تداعيات رفع أسعار المحروقات والغاز والاتصالات من أن تنهش راتبه .
والسؤال الذي يطرح نفسه .. هل فعلا المشكلة الوحيدة والكبيرة التي تحتاج إلى علاج هي ارتفاع الأسعار ..؟ وهل تكفي إجراءات الضبط والرقابة للأسواق لتحسين القدرة الشرائية للمواطن ..؟ أم أن هناك مشكلة أكبر تحتاج للوقوف عندها مليا تتمثل بتحسين الرواتب والأجور التي لم تعد تكفي الأسرة السورية سوى أيام مع كل عمليات الضبط والمراقبة التي تقوم بها الحكومة.
الصناعي عصام تيزيني أوضح لصاحبة الجلالة أن مشكلة السوريين ليست بالأسعار التي تحلق يوما بعد يوم .. وإنما المشكلة الحقيقية تكمن في قدرتهم على الشراء والتي تنهار يوما بعد آخر.
ووجه تيزيني إلى الفريق الحكومي عموما وحماية المستهلك خصوصا سؤالا مفاده.." لماذا تصرون على أن الأسعار المرتفعة هي السبب في معاناة الناس؟؟ " موضحا أن هذه المشكلة هي نتيجة طبيعية لما يحدث لاقتصادنا وعملتنا من تراجع.
واعتبر الصناعي تيزيني الحديث الحكومي المتكرر عن ارتفاع الأسعار وتجاهل انخفاض دخل المواطن هو تنصل موصوف من المسؤولية وابتعاد عن جوهر المشكلة لافتا إلى أنه لم نسمع من الحكومة عن أفكار وطروحات ولقاءات تناقش هذه المعضلة وإنما ما رأيناه هو اجتهاد حكومي للقاء المنتجين والتجار طالبين منهم الالتزام بقوائم الأسعار فيما موضوع " الجيبة المهترئة" للمستهلك غائبة تماما.
وقال تيزيني.. " إلى متى ستبقون تصدرون القوانين والقرارات لمعاقبة من يرفع الأسعار ولا تحاسبون أنفسكم على تجاهل قدرة الناس على الشراء وثبات دخلهم" .. ألا يعنيكم أن الموظف الحكومي لم يعد يستطيع الصمود براتبه أكثر من ثلاثة أيام ..؟؟!!
وأضاف تيزيني أن المشكلة ليست بالأسعار أيتها الحكومة الموقرة فلا تركزوا فقط على ضبطها (على أهمية ذلك طبعا) .. بل ركزوا وابحثوا عن مطارح ترفع قدرة المواطن على الشراء عندها يكون نهجكم متوازنا وصحيحا ودون ذلك سنظل ندور في دائرة مفرغه وسينهار كل شيء .
وختم تيزيني بالقول.. " لطفا حسنوا قدرة الناس على الشراء ولن تعدموا الوسيلة".