“أسقط للعدو سبع طائرات”… رحيل العميد الطيّار الحربي أديب عجيب الجرف
أنشدت فيروز ذات يوم “طيري وخلّي هالقلوب يطيروا، بلكي الهوا بيبعّد نواطيرو”، وكأن هذه الكلمات لها دلالات كثيرة إحداها طائرة الميغ التي كانت تحلّق القلوب معها في حربنا مع العدو.
توفّي الثلاثاء رجل من الرجال الذي كانت “تطير القلوب معهم” وبطل من الطيارين الذين شاركوا في حرب تشرين التحريرية، الطيّار المتقاعد “أديب عجيب الجرف” الذي كان أسطورة أرعبت العدو وأسقط العديد من طائراته الحربية.
ينحدر الجرف من مدينة السلمية شرق حماه وهو من مواليد 1946والتحق بالكلية الجوية وقاد الطائرة المقاتلة “ميغ 21” في الحرب التي هزمت الكيان الصهيوني..حرب تشرين التحريرية.
“أديب عجيب الجرف” الذي سطّر أبجدية خاصة بهِ عندما أسقط سبع طائرات مقاتله للعدو الصهيوني فوق سماء بيروت والقتيطرة المحررة والجولان السوري المحتل .. فاستحق لقب “بطل الجمهورية العربية السورية”.
هو “أديب عجيب الجرف” عميد طيار حربي متقاعد، أب لثلاثة أبناء، أكبرهم “فراس” وهو طبيب أسنان، و”أسامة” مساعد مهندس إلكترون وابنته الوحيدة “لمى” صيدلانية.
بدأ خدمته برتبة طالب طيار في 1964 ومن ثم ملازم أول في 1970 ونقيب في 1973، حاز على قدم ممتاز لمدة خمس سنوات، من ثمّ مقدّم وعقيد في عام 1980.
نال البطل الجرف عدّة أوسمة منها وسام الذكرى 25 لتأسيس الجيش العربي السوري 1971، وبطل الجمهورية عام 1973، زائد وسام الشجاعة رقم 1 عام 1974، بالإضافة للعديد من الأوسمة وشهادات التقدير والثناءات.
تعرّض للإصابة عندما تمّ استهداف طائرته وقفز بالمظلّة وإثر هبوطه على الأرض تعرّض لخمسة وثلاثين كسراً في مناطق مختلفة من جسده، وعاد بعدها بالهمّة الرجولية.
وعن تكريمه قال العميد الراحل الجرف ذات يوم: “القرار السليم أكثر بطولة، وأكثر خطورة من المعركة ذاتها، وقرار الرئيس الخالد حافظ الأسد بإعلان الحرب على العدو كان البطولة التي لا تجاريها بطولة أخرى، وكنا نحن عناصر الجيش السوري عند حسن ظن هذا القرار البطولي، ومن هنا جاء النصر”.
رحل الجرف وترك رسالة تخبر عن المعاني السامية للشجاعة والبطولة في التصدّي للعدو الأوحد ولكل مغتصب أرض، رسالة تعبّر عن المعنى الحقيقي ل “شرف الوطن”.
تلفزيون الخبر