إلى أين وصلنا ؟؟ فتاة جامعية تطلب فتوى لإنهاء حياة أمها تحت عنوان "الموت الرحيم"
صاحبة_الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
اعتدنا خلال السنوات الماضية سماع قصص وحوادث صنفت بأنها غريبة عن مجتمعنا ولكن ما كشفه اليوم المحامي منيب هائل اليوسفي لصاحبة الجلالة عن استشارته من قبل طالبة جامعية حول إنهاء حياة والدتها تحت عنوان "الموت الرحيم" هو أمر يتطلب الوقوف كثيرا عنده لما يعكسه أولا من خطورة الوضع الاقتصادي السائد على الناس من جهة ومدى الألم الذي يعيشه كثيرون في صمت .
المحامي اليوسفي قال لصاحبة الجلالة إن طالبة أدب انكليزي في السنة الثالثة راجعته في استشارة غريبة وهي تجهش بالبكاء طالبة منه رأي قانوني لإنهاء حياة والدتها المريضة أو ما يطلق عليه "الموت الرحيم" وذلك بسبب الآلام الكبيرة التي تعاني منها وصعوبة الوضع المعيشي الذي تعيشه الأسرة ككل ولاسيما لجهة تكاليف العلاج والجلسات التي أصبحت تتطلب مبالغ خيالية لا يمكن تأمينها.
ويتابع المحامي اليوسفي.. " إن الفتاة تنحدر من أسرة فقيرة جدا تعيش بالإيجار مع أب شبه عاجز وأم مصابة بمرض السرطان بمراحل متقدمة جدا لا علاج له وفق ما أكده لها جميع الأطباء حيث تقضي الأم معظم وقتها وهي تصرخ من شدة الآلام وسط وضع اقتصادي لا يمّكنهم من أخذها يوميا إلى المشافي إلا بموعد الجرعة ناهيك عن أدوية المسكنات المفقودة والتي إن وجدت فأسعارها خارج القدرة.
ويوضح اليوسفي أن كل تلك الأوضاع أدخلت الفتاة بحالة نفسية سيئة تمنت من فرط يأسها أن تدخل والدتها حالة سبات لكي ترتاح من أوجاعها وتمنت الموت لها من كثرة محبتها لتتخلص من هذا الكم الهائل من الوجع لدرجة دفعتها لسؤال الطبيب عن زيادة الجرعة لتنعم والدتها بموت يكون فيه خلاصها لكن الطبيب رفض ذلك ففكرت أن تقوم بذلك بنفسها وصولا إلى الاستشارة القانونية حيال هذا الفعل إن أقدمت عليه وذلك بعد أن استشارت رجال الدين عن شرعية ذلك حيث تنوعت واختلفت الآراء .
وأكد اليوسفي أن جوابه لها قانونيا هو عدم جواز فعل هذا الأمر استنادا إلى المادة/ 538/ من قانون العقوبات السوري الصادر بالمرسوم التشريعي رقم 148 لعام 1949 والتي تنص حول فعل القتل الرحيم على أن " يعاقب بالاعتقال عشر سنوات على الأكثر من قتل إنساناً قصداً بعامل الإشفاق بناءً على إلحاحه بالطلب " لافتا إلى أن الأمر لا يجوز حتى شرعا حيث لم نر أي إفتاء بذلك الخصوص.
وعن رأيه الشخصي حيال "الموت الرحيم" قال اليوسفي .. " من وجهت نظري كإنسان وبعيدا عن مهنتي أنا ضد هذا الفعل تماما لان الأعمار بيد الله وأنا برأيي لا يجوز إزهاق روح بشرية مهما كانت الأسباب لأن ذلك للخالق وحده ولا يجب لأي أحد فعل هذا".
وبقدر ما هي مؤلمة قصة هذه الفتاة بقدر ما تؤكد ضرورة الوقوف مليا عند خطورة الوضع المعيشي الذي وصلنا إليه ومدى تأثيراته وتداعياته على من نطلق عليهم "أجيال المستقبل" .. وأليس هناك مسؤولية على عاتق المعنيين بالوضع الاقتصادي بالبلد وفعاليات المجتمع المحلي في حال وصلت هذه الفتاة أو غيرها من الشباب إلى مرحلة ارتكاب أي جرم أو إيذاء نفسها بالانتحار....؟؟