بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

السوريون الأكثر ارتداءا للألوان الفاتحة يتسمون بمرونة التفكير و الحرب على سورية والأسعار أثرت على خيارات السوريين باللباس

الاثنين 13-09-2021 - نشر 3 سنة - 4030 قراءة

صاحبة_الجلالة _ د. ياسر بازو

التقاليد والعادات لجميع الشعوب تشمل الصلات الاجتماعية وطرائق التواصل وبنية المنظومة والأخلاقية والوجدانية وهي قد تتشابه إلى حد كبير بين دولة وأخرى وتتباين وتتباعد أيضا ويرتبط ذلك كله بالتاريخ والتداخلات الديموغرافية والمصالح الاقتصادية.

ورأيت أن نتطرق إلى جانب من جوانب الحياة الاجتماعية والمرتبطة نفسيا بالشخصية الوطنية ومدى التزامها بتقاليد وأعراف اجتماعية متوارثة خضعت وما تزال للتغيير بفعل الوافد من ثقافات ورياح تغيير يصدرها مجتمعات ( القوة المعرفية ) وأنا هنا أشير إلى كل ما طرأ على بلدان ما يسمى بالعالم الثالث المستورد والمتلقي لجميع منتجات هذه القوة المعرفية وذلك في محاولة للتطرق إلى موضوع اللباس الشائع في بلدنا سورية من عدة نواحي وهي:

١- المتوارث التقليدي والمرتبط بالعقائد

٢- اللباس الفلكلوري المرتبط بالهوية المحلية المتزامن مع طقوس الاحتفالات السنوية حسب مرجعيات وأجندات تراثية

3_ اللباس الشائع المستخدم بكثرة في الحياة اليومية (الجينز) والمتغيرات التي تطرأ عليه وبشكل دائم وما يرتبط بهذه المتغيرات من دلالات في نظرة المجتمع لمرتديه ( مثلا الخصر المتهدل لبنطال جينز الشباب الذكور والتمزيق المصطنع لبنطال الاناث).

في بحوث سيكولوجية الألوان ولغة الجسد يأخذ الهندام الخارجي حيزا في تحليل ظواهر مجتمعية وتحليل للشخصية وعند انتشار لموديل معين من اللباس يدل هذا على إشارات مرجعية في نمط المزاج المجتمعي ويؤشر إما إلى الوفرة المادية وقوة المجتمع الشرائية أو إلى التباهي والمحاكاة والتقليد ومسايرة الآخرين المعتبرين قدوة في الحداثة والتطور الحضاري (وهنا الكثير يتساءل :هل التطور والحضارة في تقليد اللباس فقط طبعا سؤال محق ومشروع) لكن نتطرق هنا إلى مزاج مجتمعي متغاير ومتأثر بالتبادل والاستيراد لكل منتجات مجتمعات( قوة المعرفة) ،فالفئة الأكثر تغيرا في هذه الناحية هي فئة الشباب والبعض القليل جدا من الفئة العمرية الأكبر سنا والتي يقتصر تأثرها بنوع من الألبسة المرتبطة بالحالة المناخية (مثلا في الصيف يلجأ البعض من مختلف الأعمار لارتداء الشورت والخروج إلى الأسواق والممارسات اليومية العملية وهذا ما أدى إلى حالة استهجان في بعض المناطق الشعبية التي يرتبط اللباس فيها بالعقيدة واعتبار هذه سلوكية مستهجنة ومرفوضة فكانت سببا لصدام ومشاحنات .

والحالة المزاجية في سورية لم تتأثر في كثير من المناطق بتغييرات عالم الموضة والألبسة القادمة من الخارج لأسباب اقتصادية وتمسك الكثير من البيئات بالموروث التقليدي من حيث الحرص على الاحتشام في اللباس وخاصة للنساء ولكن يلاحظ الاختلاف بين المحافظات بطريقة اللباس والمرتبط بالمناخ حيث يصبح اللباس الخفيف لكلا الجنسين أمرا اعتياديا للمجتمع في المدن الساحلية بسبب الحرارة والرطوبة القادمة من الوقوع على شاطىء البحر أما في الداخل يصبح هذا النوع من اللباس مستهجنا وغير مقبول للغالبية.

هذا عرض لنوعية اللباس وتباينات ارتداءه أما ما يخص الألوان فتلك حالة أخرى حيث نلاحظ أن اللباس المحتشم غالبا ما يكون من فئة الألوان الغامقة وهذا مرتبط بالعقائد وتفسيرات الوعاظ لهذه الناحية من السلوك الاجتماعي وانه يجب أن يكون خافيا لكل أجزاء الجسد للنساء ويكون بالألوان الغامقة ومن دلالات هذه الألوان نفسيا الوقار والالتزام والجدية والاحترام للتقاليد ولكن لا يعني هذا أن الألوان الفاتحة عكس ذلك حيث يمكن أن نسجل مرونة بالتفكير عند مرتدي الألوان الفاتحة أكثر بقليل وتعاطي مع الأعمال بمرونة أكثر وتقبلا لبيئات عمل يمكن أن تكون حكرا على العنصر الذكوري .

تلكم كانت وجهة نظر أرجو ألا أكون أطلت وأسهبت بغير فائدة.. وللناس فيما يعشقون مذاهب وللحديث بقية.

الأخصائي النفسي الدكتور ياسر بازو


أخبار ذات صلة

بشر الطباع يجيب على السؤال ... من اختار اسم البوابات السبع ...

بشر الطباع يجيب على السؤال ... من اختار اسم البوابات السبع ...

أبواب دمشق السبع و الكواكب السبعة و اختيار الاسم احتاج لنقاشات طويلة

الحاجة أم الدعارة

الحاجة أم الدعارة

استدراج فتيات في دمشق للعمل بـ "الدعارة" عبر فرص توظيف "فيسبوكية"!!

خبير طاقة لـ‘ صاحبةالجلالة :

خبير طاقة لـ‘ صاحبةالجلالة :

القمر العملاق .. أيام غير مناسبة للزواج.!!!!