الوزراء الصامتون الرئيس قال للحكومة: لا يمكن للإعلام النجاح إذا لم تتوفر لديه المعلومة.. والمعلومة لديكم
صاحبة الجلالة _ ماهر_عثمان
في خضم ما يمر به المواطن من أزمات هناك مجموعة من الوزراء مازالوا يلتزمون الصمت وسنضع عدة احتمالات لتفسير سبب صمتهم.
الاحتمال الأول: أنهم لا يمتلكون مهارة الحديث أمام الإعلام وكالعادة فإنهم إذا تحدثوا يختبئون خلف بيان مكتوب يقوم به موظف من المكتب الصحفي.
الاحتمال الثاني: أنهم لا يملكون ما يقولونه ويجدون أنفسهم في حالة من حالات الحرج إما لأن ما سيقولونه غير صحيح أو لأنه سيثير الناس ولا يهدئهم.
الاحتمال الثالث: أنهم لا يمتلكون الشجاعة الكافية لتحمل ما تفرزه وسائل التواصل الاجتماعي رغم أن ما تفرزه في كثير من الأحيان يبدو غير صحيح أو يكون بمستوى غير لائق ويتضمن ألفاظ وكلمات غير مناسبة وفيها إحراج أدبي.
والجواب على كل تلك الاحتمالات والتفسيرات سواء أكانت واحدة أو أكثر كان في كلام السيد الرئيس بشار الأسد للحكومة الجديدة حين قال " "دور الإعلام يتمثل في أن يكون جسرا بين المواطن والمسؤول.. إن لم يدخل الإعلام في طرح الحلول لن يجد لنفسه موقعا بين المواطنين.. ولا يمكن للإعلام أن ينجح إذا لم تتوفر لديه المعلومة.. والمعلومة موجودة في باقي المؤسسات والوزارات بشكل أساسي.. فإن لم تتعاونوا مع الإعلام لا يمكن أن ينجح وبالتالي إذا نجاح الإعلام أنتم ستكونون جزءا منه وإذا فشل الإعلام ستكونون جزءا منه" مشددا على ضرورة وجود استجابة لكل متطلبات الإعلام بالمعلومة وبالتصريح وبالبيان.
وهذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها السيد الرئيس عن الإعلام ويدعو المسؤولين للتجاوب مع الإعلاميين والحديث إليهم لأنهم صلة الوصل مع الناس .. فلماذا إلى الآن لم يتم العمل على خلق حالة إعلامية صحيحة بحيث يكون للمسؤول إسبوعيا مؤتمر صحفي يجيب فيه على الأسئلة التي تتعلق بعمل وزارته ويحتاج الناس للحصول على أجوبة عليها .
ودعونا نقول أنه يمكن أن يكون المؤتمر افتراضيا حيث يتلقى الأسئلة عبر الفيسبوك أو البريد الالكتروني ويجيب عليها بذات الطريقة.
الإعلامي نزار الفرا وفي حديث خاص لصاحبة الجلالة رأى أن بعض المسؤولين يتذرعون بسرية الإجراءات التي يقولون إنها تلتف على العقوبات لعدم حديثهم للإعلام وتهرباً من أي وعد لن يتحقق أو زلة لسان تكون مصدر سخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع أن الصراحة والوضوح هما ما يطلبه المواطن حتى لو لم يكن هناك حديث عن التفاصيل أو عن وعود وفق جدول زمني.
وأوضح الفرا.. يضاف إلى ما سبق أن عدم التنسيق بين وزارات الدولة أوقع بعض الوزراء والمسؤولين بحرج عند الوعد بشيء.. ليصدر بعد أيام قرار معاكس يضع المسؤول بموقف محرج أمام الرأي العام.
وختم الإعلامي نزار الفرا بالقول.. " بكل الأحوال يجد كثير من المسؤولين الصمت أسلم لهم على مبدأ ( لا تنام بين قبور ولا تشوف منامات موحشة) ما لم يكن هناك توجيه ملزم بضرورة الحديث والتواصل وتقديم المعلومة للإعلام مع أن التوجيه الأعلى هو ما صدر مراراً عن السيد رئيس الجمهورية في كلماته التوجيهية للحكومات المتعاقبة.
وعلى ما يبدو أن أغلب الوزراء يؤمنون بالحكمة التي كانت تعلق على الجدران فيما مضى وتقول " إذا كان الكلام من فضة .. فالسكوت من ذهب" .
هامش: لا يحق للوزراء الذين لديهم مشاكل في وزاراتهم أو أزمات تتعلق بها وتمس المواطن بشكل المباشر أن يصمتوا .. وإذا كانوا لا يمتلكون مهارات الحديث للإعلام فيجب أن يتبعوا دورات تقيمها لهم وزارة الإعلام .