ليس بسبب الثأر كما أُشيع.. وإنما لغسل العار صاحبة الجلالة تكشف كواليس الهجوم المسلح على القصر العدلي بحماة
صاحبة_الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
ليس بسبب الأخذ بالثأر كما تداولت وتناقلت وسائل الإعلام حول جريمة القتل التي هزت مدينة حماة أمام القصر العدلي وفي وضح النهار حين أقدم أربعة أشخاص مجهولين ومسلحين ببنادق حربية يستقلون دراجتين ناريتيين على إطلاق النار على دورية سجن حماة المركزي أثناء قيامها بنقل السجناء إلى مبنى فرع السجن بعد حضور جلسات المحاكم ..وإنما تقف ورائها جريمة قتل سابقة تعود للعام الماضي.
صاحبة الجلالة ومن خلال وثائق تحقيقات القضاء العسكري تكشف اليوم كواليس والدوافع الحقيقية لتلك الجريمة الغريبة والمتشعبة الأطراف والتي محورها فتاة قتلت في ريف حماة منذ عام واعترف أحد أشقائها بقتلها بالتنسيق مع أخوته لوجود علاقة غرامية بغياب زوجها بينها وبين أحد الأشخاص من معارفهم حيث تم توقيف الشقيق وأخ ثان له وعشيق الأخت الذي بدوره جلب أطرافا أخرى للقضية بعد ضبط مخدرات بحوزته عند إلقاء القبض عليه..وجميع هؤلاء اجتمعوا في السجن المركزي بحماة باستثناء الشقيق الأكبر للفتاة الذي تبين فيما بعد أنه القاتل الحقيقي.
القصة الحقيقية بدأت قبل عام من ذلك الهجوم المسلح الذي وقع على القصر العدلي وكان هدفه تصفية احد السجناء المنقولين بعد عرضه على القضاء والذي انتهى بفرار المهاجمين مخلفين وراءهم واحدا منهم أصيب خلال الهجوم وكان بحوزته قنبلة ومدخرات لبندقية حربية حيث تم نقله على الفور للمشفى لتلقي العلاج لكنه فارق الحياة فيما أصيب شرطيين خلال تصديهما للهجوم ونقلا للمشفى لتلقي العلاج أيضا..
فمن خلال مراجعة كاميرات المراقبة بمحيط القصر العدلي تم التعرف على عدد من المهاجمين وهم "ح،ص" و " ع،ش" ليتضح أنهما من أقارب أحد السجناء وهو المدعو " م، ش" وبالتحقيق معه اعترف أن المهاجمين هم أشقائه بالإضافة لاشتراك أصدقائهم " م، ر" ، " م، ك" و" م " الذي توفي بعد إصابته خلال الهجوم.
وأكد السجين " م، ش" الذي كان أيضا من ضمن السجناء الذين كان يتم نقلهم أنه تم توقيفه في وقت سابق بعد اعترافه خلافاً للواقع بقتل شقيقته المدعوة " غ" بعد اكتشاف وجود علاقة غرامية لها مع المدعو "أ، ر" الشخص الذي أريد تصفيته بالعملية وذلك أثناء غياب زوجها موضحا أن شقيقه المتواري " ع، ش" هو من قتل شقيقته وهو الذي خطط للهجوم على الدورية خلال نقل المدعو " أ " بهدف قتله.
وكان " أ " المستهدف بعملية التصفية أي "عشيق الأخت" قد تم فصله عن البقية بتلك القضية بسبب ضبط مخدرات بحوزته أثناء إلقاء القبض عليه والتي تبين أن مصدرها شخص يدعى " خ، ح" تم توقيفه أيضا بنفس السجن.
وبالعودة إلى "م" شقيق الفتاة الذي اعترف بقتلها وهو لم يفعل.. فقال بالتحقيق.. قبل الحادثة بأسبوع تواصل معي أخي "ع" إلى داخل السجن وأخبرني أنه علم أن هناك جلسة لنا جميعا أمام القضاء وأنه سيحضر برفقة ابن عمنا خلال نقلنا للقصر العدلي لقتل المدعو "أ " .. لكنني لم أخبر أحدا بذلك.
وأضاف "م" .. علمت أيضا في وقت لاحق أن أخي والمهاجمين معه وبعد فشلهم بقتل المدعو "أ" أمام القصر العدلي توجهوا لقرية صوران لمنزل أحد أقارب المدعو "أ" وقاموا بإطلاق النار عليه وعلى زوجته ما أدى لوفاته فيما أصيبت الزوجة.
وقد تم تقديم المتهمين للقضاء العسكري كون أحد المتوارين يحمل صفة عسكرية وذلك بانتظار صدور الحكم الذي يستحقونه.