تاجر يشتكي قرارات الحكومة.. فماذا يقول المواطن إذا..؟؟ غرفة تجارة دمشق تتهم الحكومات بالتجريب
أحيانا يصدر عنا جميعا في "سهوة ما" تصريح قد يكون غريبا نوعا ما ويستهجنه الآخرون وهذا أمر طبيعي.. لكن أن يكون هناك من يتفنن بانتقاء التصريحات الغريبة والعجيبة والاستفزازية بشكل مقصود وبمرحلة حرجة يعاني فيها السوريون أصعب أزماتهم فهذا يرسم إشارات استفهام كبيرة تزداد اتساعا عندما تكون هذه التصريحات تطلق باسم تجار دمشق .
ومثار حديثنا هذا اليوم ما صرح به أمين سر غرفة تجارة دمشق محمد الحلاق لإذاعة ميلودي إف ام مكيلا الاتهامات للحكومات السابقة بالتقصير مع التجار وشاكيا الظلم الذي وقع عليهم من قبلها في وقت يدرك كل السوريين من صغيرهم وحتى كهلهم أن جميع القرارات الحكومية التي صدرت كان المستفيد الأكبر منها "حضرتهم" .. فلماذا هذا البكاء والنحيب والشكوى الآن.. هل " يُسبق " السيد الحلاق على الحكومة الجديدة من باب "الحربقة" كما يحب أن يسميها التجار أنفسهم.
وفي وقت يعتبر الأصعب فيما مر على السوريين خلال السنوات العشر الماضية لنلقي نظرة على "مشاكل و"معاناة" السيد الحلاق وزملائه التجار ومطالبهم والتي تمثلت بامتعاضهم لعدم إطلاع الحكومة لهم على القرارات قبل صدورها وأخذ رأيهم بها حتى لا تخرج لغير مصلحتهم إضافة إلى المشكلة "الكبيرة" التي ساقها الحلاق متمثلة بإلزام التجار تسجيل عمالهم في التأمينات الاجتماعية..!
السيد الحلاق الذي استخف يوما ما بالوضع المعيشي للناس دون أن يقدم اعتذارا وذلك عندما انخفض سعر الصرف وبقيت الأسعار على حالها حيث قال " المستهلك يعتقد أنه سينزل إلى الأسواق ويجد التجار تبيع منتجاتها ببلاش".. هو نفسه اليوم وبتصريحه لميلودي ينهج نفس الأسلوب عندما يؤكد أن سبب ارتفاع الأسعار هي الرسوم الجمركية المرتفعة والتي إذا خفضتها الحكومة فسينخفض العبء عن المواطن في استهلاك منتج ما.
يقال دائما بأن المقصر بأداء واجباته تجاه المجتمع لن يكون له حق يطالب به.. فماذا قدمتم للبلد كممثلين لتجار سورية باعتبار أن غرفة تجارة دمشق هي من تقود التجار في سورية كعرف.. وأين هي المبادرات التي أطلقتموها.. وما هي الأفكار والرؤى التي تمخضت عن "خبرتكم" التي تتحدثون بها من أجل مساعدة البلد للتخفيف مما يعانيه.. وكم خطوة قطعتموها باتجاه الناس الذين أصبحتم أنتم أكبر معاناة لهم...؟؟
كل كلام الحلاق للأسف لا يراعي الوضع العام في البلد ولا الوضع المعيشي للناس الذين يعتبرون أن مشكلتهم الأساسية هي طبقة التجار.. فيا أمين سر غرفة تجارة دمشق المحترم في خضم ما تراه ظلم حكومي ومعاناة تشتكي منها .. ماذا يمكن أن يقول المواطن الذي يعاني في الحصول على رغيف الخبز ولا يجد غاز يطهي عليه طعام أبنائه وارتفاع أسعار كل ما يستهلكه بقدرة شرائية لا تذكر تتطلب منه العمل 19 ساعة عمل ليؤمن قوت يومه.. برأيك إذا كان لأحد أن يشتكي أليس من المفترض أن يكون هو..؟؟؟