كيف انعكست هموم السوريين على أشكالهم ولغة جسدهم..؟ د. بازو: في لغة الجسد النفسية ينعكس الضغط اليومي على كل أعضاء الجسد
وأنت تسير في شوارع مدننا وقرانا تلحظ بشكل جلي أن عيون الناس وحركة سيرهم وتعابير وجوههم تشي بأمور كثيرة بعض منها قد يفهم والكثير المتبقي يملؤه التناقض والغموض .
وفي الجزء الذي يمكن أن يفهم فإن تلك التعابير وأسلوب الحركة يصوران بشكل ما معاناة الناس من الأوضاع الاقتصادية وصعوبة تأمين كفاف اليوم فتلك الأوضاع المتعلقة بالحاجة وضعف ذات اليد تغذي نفسها بنفسها وتعيد إنتاج ذاتها لأن أي مشكلة ناجمة عن الفقر والحاجة بالضرورة ستستدعي مشكلة أخرى والتي بدورها أيضا تستدعي أخرى وهكذا دواليك وصولا إلى نتائج مؤلمة نراها ترتسم على وجوه وحركات الجسد.
وردا على سؤال حول أن العيش وسط تلك الأوضاع يغير سيكولوجية الأفراد ومشاعرهم وحتى ملامحهم الخارجية حيث قال الأخصائي في علم النفس الدكتور ياسر بازو.. " في هذا الإطار لك أن تقدر وتقيس حجم التفكير اللحظي واليومي لكل إنسان سوري بالغ بهموم التأمين لمتطلبات الاستمرار في الحياة " موضحا أن المتطلبات بكل أشكالها ونوعيتها أصبحت تضغط على الدماغ للبحث عن استنباط أساليب وطرائق للحصول عليها.
وبين الدكتور ياسر أن آليات التفكير تستهلك كما كبيرا من اهتلاك الخلايا وهذا بدوره يحرم جميع أنحاء الجسم من التروية الدموية الكافية بشكل غير لو كان الإنسان في حالة عادية وخارج المأزق الحياتي وبالتالي يؤثر على فعاليتها وأداء وظائفها .
وأكد الدكتور ياسر أن ما يسمى بلغة الجسد تعطينا إجابات عن انعكاس الحالة الداخلية بشكل محدد التفكير والمزاج عن أوضاع وتشكيلات مظهر الإنسان الخارجي ككل فعلى سبيل المثال التشاؤم يعكس انكماش الجفون والإغلاق غير المكتمل للعينين يعكس حاجة الإنسان في حالات كثيرة للتفريغ بطريقة البكاء وذلك عند وصوله لمرحلة المراجعة اليومية أو إحباطه في موقف معين.
وأوضح دكتور علم النفس أنه في العلوم المتقدمة في لغة الجسد النفسية ينعكس الضغط اليومي على أنحاء وأعضاء مختلفة من الجسد وتكون التعابير تتصف بطابع وأشكال الوهن والتهدل وهذا ينطبق على انتصاب العمود الفقري في الحركة اليومية أو انحنائه .
وختم الدكتور ياسر بالقول.. " إن ما ذكرته هو بعض من انعكاس الحالة النفسية على لغة الجسد.. وللحديث شجون وشجون.. لكني أردت أن أعطي تفسيرا نفسيا لما طرح من تساؤل ملفت لنا جميعا كاختصاصيين".
هامش: في ظل تعابير وجوهنا تلك .. وانحناءات ظهورنا .. واختلاج حركاتنا..هل يمكن لحالتنا النفسية أن تستقر قريبا.. وإن استقرت.. فهل سيكون بمقدور العطار أن يصلح ما أفسده الدهر..؟؟؟