" آب اللهاب".. قول وفعل هذا العام رئيس الجمعية الفلكية السورية: حرارة آب هذا العام استثنائية.. الأعلى منذ 10 سنوات
صاحبة_الجلالة _ نيرمين مأمون موصللي
توقع رئيس الجمعية الفلكية السورية الدكتور محمد العصيري أن يكون شهر آب الجاري الأعلى حرارة خلال السنوات العشر الماضية وأن يكون عالميا استثنائياً بدرجات الحرارة من حيث ارتفاعها.
وأوضح العصيري أن عام 2021 هو العام الخامس على التوالي بالارتفاع وأعلى عام تسجل فيه الحرارة هذه الدرجات منذ بدء التسجيل حيث لوحظ نتائج هذا الارتفاع من خلال ما شهدته بعض الدول من حرارة غير مسبوقة انعكس على دول أخرى فيضانات وأمطار بكميات كبيرة جداً وكل ذلك عائد ليس للشمس ولا لأي حدث كوني بل لارتفاع نسبة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الأحفوري العالمية حيث سجلت التوابع الصنعية نسبة عالية جداً لهذا الغاز بلغت 418.94 جزيء من كل مليون جزيء في الغلاف الجوي ( النسبة الطبيعية 250 جزيْ من كل مليون جزيْ ).
وتابع الدكتور العصيري أنه يتوالى ظهور مؤشرات الاحتباس الحراري الشديد وما يخلفه من اضطرابات مناخية قاصية فوفقا لتقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO)، بلغ متوسط درجة الحرارة العالمية في عام 2020 حوالي 1.2 درجة مئوية فوق مستوى ما قبل الصناعة ليكون العام الرابع على التوالي من حيث ارتفاعات درجات الحرارة و هذا الرقم "قريب بشكل خطير" من حد 1.5 درجة مئوية الذي دعا العلماء إلى عدم تخطيه من أجل درء أسوأ آثار تغير المناخ ليأتي عا م 2021 صادماً أكثر ويتجاوز معدلات الحرارة الطبيعية في العالم وخاصة بشهر حزيران وتموز.
وبين العصيري أن عام 2021 هو عام بدء رد فعل الطبيعة على هذا الارتفاع الناتج عن الانسان حيث كان من المتوقع ظهور هذه الاضطرابات المناخية بحلول عام 2030 ولكن ظهورها المبكر يؤكد أنه حتى اللحظة لم يأخذ الانسان أي رد فعل تجاه الطبيعة وأن الخطر كبير جداً وقد تغرق دول كاملة في شمال القارة الأوروبية بحلول عام 2050 ( وهذه الدول محددة بتقرير الأمم المتحدة الصادر عام 2021 بتقييم معاهدة باريس للمناخ ) أما بالنسبة لمنطقتنا فتشهد ارتفاعات بدرجات الحرارة متتالية وهذا ما تظهره نشرات ودراسات المديرية العامة للأرصاد الجوية وهذا الارتفاع سيستمر في شهر آب الذي من المتوقع أن يشكل الذروة في سوية وفي دول الجوار وهذا يحمل أخطار على الإنسان و الغابات وغيرها من التأثيرات.
وقال رئيس الجمعية الفلكية.. " بالنهاية تدعو الجمعية الفلكية السورية بصفتها عضو في الاتحاد الدولي للفلك إلى تعاون عالمي جدي للحد من الاحتباس الحراري وتبادل البيانات والمعطيات مع دول العالم وأن نبدأ فعلياً بتطبيق معاهدة باريس للمناخ وخاصة على الدول الأكثر انتاجاً لغاز ثاني أكسيد الكربون".
وختم العصيري .. إن النتيجة الحتمية لزيادة هذا الغاز هو تحويل كوكبنا الصالح للحياة إلى شبيه لكوكب الزهرة بحرارته المرتفعة وغلافه الجوي الكثيف والغني بغاز ثاني أكسيد الكربون ..نحن لا نهول ولا نبالغ بل الواقع هو من يتحدث ودرجات الحرارة المسجلة بمتناول الجميع والأرصاد الجوية السوية لا توفر جهداً للتوعية والتحذير من خطورة التلاعب بالمناخ ونحن بدورنا نتواصل مع الجهات العلمية ونقوم يومياً بمتابعة هذه النسبة وتغيراتها وتأثير هذه التغيرات ونتابع البقع الشمسية والانفجارات الشمسية وعلاقتها بالتغير المناخية .