وسط تقاذف المسؤولية أسعار الفروج تشهد ارتفاعا كبيرا.. المربون: الحلقات الوسيطة هي السبب.. والحلقات بسبب النقل......
من دون أي مبرر شهدت الأسواق ارتفاعاً كبيراً في أسعار الفروج، التي تفاوتت بين محافظة وأخرى ومنطقة وأخرى، فقد سجلت أسواق دمشق ارتفاعاً كبيراً في الأسعار للفروج الحي الذي تفاوت سعره بين 4500 إلى 5000 ليرة للكيلو الحي والمنظف بقيمة 6500 ليرة والجوانح 6000 ليرة والوردة 8000 ليرة والشرحات 12000 ليرة. بينما حددت نشرة التموين لهذا الأسبوع سعر 26500 ليرة لكيلو الشاورما.
وفي ريف دمشق انخفضت الأسعار بنسبة 10 – 15 بالمئة عما هي عليه في دمشق وكذلك الحال بين منطقة وأخرى.
وبرصد واقع إنتاج الفروج وتوزيعه وبيعه والبداية كانت بالحديث مع عدد من المربين الذين أجمعوا على أن تربية الفروج أصبحت من الأعمال التجارية الخاسرة، نظراً للتكاليف الكبيرة التي يتكبدها المربون، وقال أحد مربي الدواجن في ريف دمشق: قيمة طن الذرة اليوم أكثر من مليون ونصف المليون ليرة وكسبة الصويا نحو 2.2 مليون ليرة للطن، وتضاف لها مستلزمات أخرى غذائية، وهناك تكاليف الأدوية التي تضاعفت عشرات المرات نظراً لاستيراد أغلب مكونات صناعة الأدوية البيطرية، إضافة لارتفاع تكاليف الكهرباء نتيجة استخدام المولدات التي تعمل على المازوت، الذي يتم تأمينه بالسعر التجاري.
وفي حماة أكد المربي مصطفى الإبراهيم أن السعر الذي يحصل عليه المربي هو نصف ما يدفعه المواطن، حيث يباع الفروج في أرض المدجنة بسعر وسطي يتراوح بين 2800-3000 ليرة للكيلو الحي، والحلقات الوسيطة من (تجار وموزعين ومسالخ وباعة جملة ومفرق) هي التي تحصل على المبلغ الأكبر من الفرق بين سعر المدجنة وسعر المستهلك. والسبب كما يراه الإبراهيم أن هناك تكاليف كبيرة نتيجة النقل والشحن، وكذلك الحال بالنسبة للمسالخ والتبريد في ظل ظروف عدم توافر الكهرباء بشكل جيد.
أحد التجار من الحلقة الوسيطة بيّن أن سبب وجود فرق كبير بين سعر البيع في المدجنة وسعر مبيع المستهلك وجود عدة حلقات تعمل في هذه المرحلة، حيث يقوم التاجر بدفع قيمة سلف لصاحب المدجنة ويقوم بتجميد رأسمال غالباً ما يكون المعين لصاحب المدجنة في استمرار عمله، وكذلك هناك تكاليف نقل الدجاج الحي الذي يحتاج إلى عناية خاصة، ولا يمكن شحنه كباقي البضائع لأنه كائن حي يحتاج إلى تنفس والسيارة لا تنقل أكثر من ألف طير وأجور الشحن كبيرة، كما أن هناك نفوقاً خلال عمليات الشحن، وكلها محملة على الأسعار، والنسبة التي يبيعها التاجر للمسلخ لا تكاد تكفي المصاريف وهناك ربح بسيط يساعد التاجر على العيش مع عماله، وحاولنا معرفة واقع العمل في المسالخ الخاصة بالفروج لكن أغلب أصحاب المسالخ رفضوا ذلك لأن جميع هذه المسالخ مخالفة وغير مرخصة، فالجهة الوحيدة التي تلتزم بالذبح الفني والرقابة الصحية هو مسلخ السورية للتجارة في الزبلطاني، ولكن هذا المسلخ لا يوفر الفروج سوى للقطاع العام ومراكز التوزيع الخاصة به في دمشق، أما باقي المسالخ في محيط كلية الزراعة وفي الزبلطاني وخلف دار الكرامة للمسنين فهي جميعها خارج الرقابة الصحية.
المدير العام للمؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط أكد أن المؤسسة تعمل على توفير ما يمكنها من المادة العلفية الخاصة بتربية الفروج، حيث استطاعت تأمين أكثر من 90 ألف طن من مادة الذرة الصفراء مخزنة في مستودعاتها منذ بداية العام وهي في طريقها لتأمين كميات أخرى إضافة إلى تأمين كميات من كسبة الصويا، حيث تحتاج تربية الفروج إلى المادتين، وقامت المؤسسة بتوزيع كغ للطير الواحد لجميع المربين في الدورة الحالية التي بدأت في 19 حزيران وتستمر حتى 19 آب المقبل، مضيفاً: كانت قد وزعت في دورة أيار المنتهية لأكثر من 27 مليون طير في جميع المحافظات بمعدل كغ للطير الواحد، وبلغت الكمية الموزعة من الذرة الصفراء خلال العام الحالي 40 ألف طن.
وبيّن شباط أن المؤسسة تعمل على تأمين دفعة من كسبة الصويا خلال الفترة القريبة لتضيفها إلى المخزون المتوافر لديها من المادة والبالغ 10 آلاف طن من كسبة الصويا، وسيتم البدء بتوزيع كسبة الصويا للمداجن فور اكتمال الكمية، مضيفاً: تعمل المؤسسة على تأمين كامل حاجة الأعلاف لجهات القطاع العام وبالسعر الذي يباع للمربين، حيث يتم بيع الذرة الآن بـ1075 ليرة للكيلو في وقت يباع فيه في السوق بقيمة 1400 ليرة، منوهاً بأنه وللمرة تقوم المؤسسة العامة للأعلاف بتأمين 140 ألف طن من الذرة.
وعن وجود تدخل في أسعار الفروج بيّن المهندس مجدي البشير من «السورية للتجارة» أن المؤسسة تعمل كذراع تدخل إيجابي لتحقيق التوازن في السوق، حيث تطرح يومياً في مدينة دمشق ومن خلال صالاتها أكثر من 4 أطنان من الفروج المنظف والمقسم وبأسعار أقل من النشرة التموينية حيث يباع اليوم الفروج الكامل بسعر 5800 ليرة للكيلو في حين سعر النشرة 6000 ليرة والشرحات 11500 ليرة والنشرة 12500 والوردة 5500 ليرة والنشرة 5900 ليرة، كاشفاً أن المؤسسة وخلال فترة نزول الأسعار في الأسواق قامت بتخزين 100 ألف طن في دمشق وحماة وستقوم بطرحها في صالاتها عند ارتفاع الأسعار في الأسواق بهدف إعادة ضبط الأسعار في الأسواق.