خطاب القسم بعيون اقتصاديين الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد عنوان المرحلة القادمة
أكد رئيس قسم الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور عدنان سليمان أن خطاب القسم بالتأكيد يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ سورية بعد عشر سنوات من الحرب وهي مرحلة إعادة بناء ما دمرته الحرب في سورية.
وبيّن سليمان أن التركيز على الجانب الاقتصادي في خطاب القسم كان واضحاً تماماً لأن الاقتصاد سيكون عنوان المرحلة القادمة وتحديداً زيادة الإنتاج الذي يعتبر رافعة النمو الاقتصادي وبالتالي المطلوب هو الاستثمار.
ولفت إلى أن السيد الرئيس بشار الأسد شدد في خطابه على أن صدور حزمة من القوانين سواء قانون الاستثمار رقم 18 والقوانين والمراسيم المتعلقة بإحداث مؤسسات التمويل الصغير والمشاريع المتوسطة والتمويل الأصغر يعني إطلاق المبادرات الفردية في سياق التشغيل والتخفيف من البطالة وقدرة أصحاب الدخل المحدود على المشاركة بالدورة الاقتصادية بعكس السابق عندما كان التركيز على المشاريع الاقتصادية والصناعية الكبيرة جداً، بمعنى أن هذا التركيز على حزمة المراسيم والقوانين المتعلقة بإطلاق المشروعات الصغيرة والمتوسطة سيأخذ قسماً كبيراً من المجتمع السوري من أصحاب الدخل المحدود والفقراء وأصحاب المشاريع الفردية الصغيرة للمساهمة في الدورة الاقتصادية الأمر الذي يعطي حيزاً كبيراً للتخفيف من حدة البطالة.
وأشار إلى أن السيد الرئيس ركز في خطابه على مسألة إطلاق المشروعات الصناعية في إطار المدن الصناعية وتحدث بأن هنالك 2000 مشروع قيد التشغيل وأكثر من 3000 مشروع رهن الإطلاق وبالتالي التركيز على دور الصناعة في إعادة بناء سورية في المرحلة المقبلة.
وبيّن أن الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد كانا عنواناً مهماً في خطاب القسم حيث تم التركيز على أن مشروع الإصلاح الإداري تم إطلاقه منذ عدة سنوات ولا يزال في إطار إصلاح البنى المؤسسية في الإدارات المركزية وبالتالي فهو يحتاج لفترة زمنية أطول ليشعر به المواطن إلا أنه في النهاية سيصل على مستوى الخدمات العامة وبالتالي يمكن تلمس هذا الإصلاح الذي يعتبر ضرورة ورافعة أساسية لأي إصلاح اقتصادي.
وأكد أن الدولة بدأت بمحاربة الفساد منذ فترة زمنية وتستمر هذه السياسة وهي سياسة محاربة الفساد والفاسدين لأنهم يشكلان مثبطاً وعائقاً كبيراً للدورة الاقتصادية وللاستثمار وتثبيط النمو الاقتصادي وبالتالي يغذون البيروقراطية، مشيراً إلى أن محاربة الفساد والشفافية وتحديث القوانين هي جزء أساسي من إعادة بناء سورية الحديثة والمتجددة.
بدوره أكد الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق شفيق عربش أن السيد الرئيس بشار الأسد يملك صورة واضحة وعلى اطلاع بتفاصيل وأمور الواقع الاقتصادي في سورية، لافتاً إلى أنه من خلال خطاب القسم للسيد الرئيس تبين مدى الإصرار على أنه بلا الإصلاح الإداري ومحاربة الفساد لا يمكن للاقتصاد السوري أن ينهض.
ولفت إلى أن السيد الرئيس كان واضحاً في تركيزه على موضوع محاربة الفساد بإطلاق العملية الإنتاجية، مبيناً أنه من دون القضاء على الفساد ومن دون تبسيط الإجراءات لا يمكن للعملية الإنتاجية أن تنطلق بالشكل الصحيح وأن تكون على السكة الصحيحة.
وأشار إلى أن خطاب القسم يعتبر بداية تجسيد لنصف شعار السيد الرئيس وهو الأمل وبقي العمل.
وأوضح عربش أن الاقتصاد السوري هو اقتصاد متنوع سواء أكان اقتصاد من الناحية الإنتاجية الزراعية والصناعية أم اقتصاداً خدمياً من حيث السياحة وغيرهاً، مبيناً بأنه لدينا في سورية مشاريع ضخمة قيد الإنشاء وفقاً لكلام السيد الرئيس الذي تحدث في خطابه عن بناء 3000 معمل حالياً، مبيناً أننا في سورية بحاجة لنهضة صناعية قائمة على موارد البلد بشكل أساسي من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من أجل أن نفقد العقوبات التي تفرض على سورية منذ أزمان من مفعولها والتي تعتبر ليست جديدة على سورية.
ونوه بأن السيد الرئيس ركز خلال خطابه على واقع الصناعة بشكل أساسي وهو ما اكتشفه سيادة الرئيس خلال زياراته إلى المنشآت الصناعية وأن كثيراً من المنشآت الصناعة تعمل بالكهرباء لذلك ركز على موضوع التوجه نحو الطاقة البديلة لتأمين احتياجات الصناعة السورية من كل الحوامل اللازمة لإطلاقها بالشكل الصحيح.
الوطن