بعد حرائق الزيتون العام الماضي .. هل أصبح “بيدون الزيت” حلماً للمواطن مواطنون : الزيت بالقطارة .. ولمن استطاع إليه سبيلا
تعرضت محافظة اللاذقية كما محافظات حماة، حمص وطرطوس، نهاية العام الفائت لسلسلة من الحرائق، وسجلت خسارات كبيرة في القطاع الزراعي الذي يعتمد عليه المواطنون، بحياتهم اليومية، وكان يشكل مردوده المالي حجر أساس لتأمين حاجياتهم، في تلك المناطق.
الموسم لن يعود كما كان قبل عشر سنوات
قال عدد من متضرري حرائق العام الماضي، في اللاذقية لتلفزيون الخبر: ” تعرضت أرزاقنا نهاية العام الماضي لكارثة، ولن تعود كما كانت عليه قبل عشر سنوات.”
وتابع أحد الأهالي: “قبل اندلاع الحرائق، كان اعتمادنا كليا على ما ننتجه ونبيعه من موسم الزيتون والأشجار المثمرة، كالحمضيات والعنب والكرز وغيرها، كان المردود المادي يغطي نفقاتنا كأسر مكونة وسطيا من خمسة أشخاص.”
وأضاف المتضرر “تم تعويضنا بمبالغ مالية حصل أغلبنا عليها من خلال دفعتين، وفي الوقت الحالي نسعى لزراعة أي شيء علنا نسد مصاريفنا، لأن الأموال لا تدوم.”
وأوضح اخر: “مساحات كبيرة مزروعة بالزيتون احترقت، والكثير من الأشجار عمرها أكثر من عشرين وثلاثين سنة، وهي تحتاج لأكثر من عشر سنين لتعطي مرة أخرى.”
من 3 طن زيتون قبل الحرائق لـ 10 بيدونات زيت
قال “فؤاد” وهو المشرف على معصرة لزيت الزيتون في قرية “يرتي” بريف اللاذقية :”قبل الحرائق، كان محصول المزارع العادي الذي يملك عدة دونمات مزروعة بالزيتون، يتراوح من 1طن حتى 3 طن زيتون.”
وأضاف”وبعد الحرائق، أصبح “الباشا” بين المزارعين، ينتج 10 بيدونات زيت، وهذا الفرق طبيعي بسبب العدد الهائل للأشجار المحروقة كليا والمتضررة.”
وتابع فؤاد “لدينا أشجار تضررت جزئيا لكن تأثرت حبة الزيتون فيها بعد ذلك من الشمس، لذلك اتجه أصحابها خوفا من الخسارة، لتصنيع الصابون.”
وأضاف: “كحلول بديلة، حاول المزارعون زراعة الدخان والقمح بالرغم من حاجة المزروعات للسماد والري.”
بيدون الزيت بـ 185 ألف ليرة ووصل في وقت ستبق لـ 200 ألف ليرة
وأوضح فؤاد: “أغلب الزيت في المعاصر وعند المواطنين هو زيت قديم تم عصره من الزيتون قبل سنتين، أي قبل موسم الحرائق التي خسرنا بسببها 90% من الموسم المعتاد.”
وأضاف “يباع بيدون زيت زيتون الذي يحوي 17 ليتر تقريبا، بحوالي 185 ألف ليرة، ووصل في فترة من الفترات إلى 200ألف ليرة سورية.”
الزيت بالقطارة .. ولمن استطاع إليه سبيلا
وقال عدد من أهالي اللاذقية لتلفزيون الخبر: “بسبب عدم قدرتنا الشرائية لنشتري بيدون ب 200ألف ليرة، أصبحنا نشتري زيت الزيتون بالليتر أو الكيلو أو النصف كيلو، ومعنا من ال12 ألف لل14 ألف.”
وأضاف أخرون: “قمنا بإلغاء زيت الزيتون من حياتنا، واستبدلناه بزيت نباتي كالقطن مثلا فهو أرخص الموجود “وإلنا الله”.
وقالت سيدة من مدينة اللاذقية “نشتري زيت الزيتون انتاج القنجرة، من “سوق الريجي” بـ 10500 ليرة لليتر الواحد، وهو مقبول وطعمه “كويس”.
“لحسة زيت” بـ 500 ليرة بالأسواق
وتناقل المواطنون في الفترة السابقة، خبر مفاده، طرح ظرف زيت زيتون بصالات حكومية، بوزن 20 غرام في الأسواق السورية بسعر 500 ليرة.
وقال شادي دلالة مدير فرع السورية للتجارة في اللاذقية، لتلفزيون الخبر: “لم يتم طرح أي عينة لمادة زيت الزيتون في الصالات التابعة للمؤسسة كما أشيع.”
وأضاف: “طرحنا ومازلنا، عبوات زيت زيتون إنتاج وطني ومحلي، بسعة ليتر واحد بسعر 12500 ليرة سورية، والمادة متوفرة في الصالات الرئيسية كصالة أفاميا.”
ضبط أسعار زيت الزيتون في الأسواق
وقال أحمد زاهر مدير دائرة الأسعار في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية المادة قليلة، ويعتبر انتاج المادة محلي، وبالنسبة لتسعر زيت زيتون بشكل خاص، فإن الآلية تعتمد على العرض والطلب، ووفرة المادة تلعب دور كبير.
وأضاف: “لانطالب الفلاحين والمزارعين بفاتورة، كون الإنتاج من أراضيهم، وتكاليف الاعتناء بالأشجار والموسم عالية، أما عندما يتعلق الأمر بالتصدير، فإن الفلاح يكون مجبر بتقديم الفواتير.”
وأوضح زاهر “عندما يكون سعر لتر الزيت في الأسواق الشعبية والصالات يتراوح من 10ألاف ل 12 ألف، فيحق للفلاح أن يسعر الزيت ب 15 ألف ليرة، يعني البيدون ب 200 ألف.”
وأردف زاهر: عندما يبدأ موسم عصر الزيتون، تقوم المديرية بوضع تسعيرة للمعصرة، من خلالها يتم تحديد أجرة عصر كيلو الزيت، وتحدد النسبة من ” 5-7″ ٪.”
يذكر أنه مع مطلع شهر تشرين الأول من العام الفائت، اندلع حوالي 180 حريقا في محافظات اللاذقية، طرطوس، حماة وحمص، وتضرر بسببها 13 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، و11 ألف هكتار من الأراضي الحراجية، وقدرت الخسائر بـ 29 مليار ليرة سورية، حيث أن 47 ألف طن من الزيتون كان جاهز للقطاف.
الخبر