الإقامة الذهبية في الإمارات تأشيرة إقامة طويلة الأمد.. خطوة إيجابية أم سلبية؟
مع كل يوم يعلن فنانون سوريون و عرب حصولهم على الإقامة الذهبية في دولة الإمارات و التي تجيز لهم إقامة دائمة على أراضيها دون الحاجة إلى كفيل و يستطيع الحصول عليها أي فنان شرط أن يكون معتمداً من وزارة الثقافة و الشباب الإماراتية، و لكن عليه أن يدفع رسوماً تقارب 3000 دولار
حيث طبقت الإمارات في عام 2019 نظام تأشيرة إقامة طويلة الأمد 5-10 سنوات تجدد تلقائياً عند توافر نفس الشروط و ذلك لفئات معينة تشمل المستثمرين و رواد الأعمال و أصحاب المواهب التخصصية
و يتيح النظام الجديد للمقيمين و الوافدين الأجانب و عائلاتهم الراغبين للقدوم للعمل و العيش و الدراسة في الإمارات الحصول على إقامة طويلة الأمد مع نسبة تملك 100% داخل إمارات الدولة خلافاً للمتعارف عليه الذي يقضي بضرورة وجود شريك محلي بحصة لا تقل عن 51% في مشاريع الأعمال و الاستثمار في البلاد
و في الآونة الأخيرة تم منح عدد كبير من الفنانين السوريين الإقامة الذهبية منهم ياسر العظمة و تيم حسن و قصي خولي و ديمة الجندي و كاريس بشار و مها المصري و سلاف فواخرجي و ناصيف زيتون و نظلي الرواس و القائمة تطول
و قد أعلنوا ذلك عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي معربين عن محبتهم و فخرهم و اعتزازهم بوجودهم في الإمارات و بين شعبها، موجهين شكرهم لهذه الدولة قيادة و شعباً على الثقة في منحهم الإقامة و لتقديرهم الفن و المبدعين
يأتي ذلك بعد أن أعلنت الإمارات في بداية عام 2021 تعديل بعض الأحكام المتعلقة بمنح الجنسية و الجواز الإماراتيين لفئات جديدة تشمل الموهوبين و المستثمرين و المتخصصين و المثقفين.
رافق انتشار الموضوع على السوشال ميديا تعليقات تهكمية من المتابعين الذين وصفوا هذه الخطوة بأنها إفراغ لسورية من فنانيها ، و كان التعليق الأبرز لنقيب الفنانين السوريين زهير رمضان حيث صرّح بأن لا تعنيه أي إقامة أو جنسية و في حال عرضت عليه الإقامة الذهبية سيعتذر عن قبولها، مضيفاً أنه لا يراها ميّزة.
تصريح رمضان دفع زهير قنوع للرد عليه كونه أحد الحاصلين على الإقامة الذهبية حيث كتب على حسابه قائلاً: نقيب الفنانين كان و لا يزال لا يمثلني، كرّمت دولة الإمارات الشقيقة و قدّرت مبدعي العالم العربي و استقطبتهم لتكون منارة الفن و كرّمت بلدانهم بهذا التكريم، فماذا فعلت أنت و برامج عملك البالية، و ماذا فعلت نقابتك العتيدة.
بدوره عبّر عدنان أبو الشامات عبر حسابه الخاص عن حصول زملائه على الإقامة الذهبية قائلاً: إنني أجد أن من الصعب أن أهنىء الزملاء و الزميلات الذين يتشكرون دولة الإمارات على منحهم الإقامة الذهبية أو الجنسية، في الوقت الذي يجب على الإمارات أن تتشكرهم لقبولهم الحصول عليها فهم بالنهاية مكسب لأي بلد يتواجدون فيه.
قد يكون منح الإقامة الدائمة لأصحاب المشاريع و المستثمرين و المواهب الخاصة لمن يرغب بإنشاء عمليات تجارية و التوجه إلى فئة الفنانين من نجوم سورية أمراً عادياً يراه البعض خطوة إيجابية تسهل لهم العديد من الأمور الخاصة و تكفل لهم حرية التنقل دون الاضطرار للانتظار من أجل الحصول على تأشيرة الدخول، و لكن بالمقابل هناك رأي آخر من استقطاب كل هذه الفئات المميزة و التي تعتبر خطوة في منتهى الذكاء لأنها قادرة على رفع سوية أي بلد حتى لو لم يكن بواقع دولة الإمارات وبرأيهم أن لا ميزة لها و سلبياتها تفوق إيجابياتها.
المشهد