الفنان أحمد خليل لصاحبة الجلالة
صاحبة_الجلالة _ ماهر عثمان
قال الفنان أحمد خليل لصاحبة الجلالة أنني أوجه نداءا لعلماء سورية ومؤسساتها العلمية ولمراكز الأبحاث العالمية مقدما جسدي بالمجان قربانا للبشرية جمعاء على مذبح الخلاص من مرض السرطان الذي استباح حياة الملايين.. "وهبتكم جسدي استفيدوا منه قبل فوات الآوان.. فما بقي لي مجرد أشهر قليلة".
وما دفع صاحبة الجلالة للتواصل مع الفنان خليل هو ما نشره على صفحته الشخصية منذ أيام حيث قال (( أصدقائي أوجه نداء لكل مراكز البحث العلمي الطبي في سورية وجميع دول العالم الخاصة بالسرطان.. وأنا متبرع لإجراء كل التجارب على جسدي ومرضي وذلك خدمة للإنسانية وإجراء كل ما هو بيدهم من تعميق الدراسات العلمية الطبية متمنيا التوفيق والنجاح في اكتشاف دواء لهذا الداء الذي أصابني قبل سنة.. شرط أن تكون لهذه المراكز صفة رسمية وتابعة لمنظمات دولية ذات شخصية اعتبارية وأن تكو ن سورية ضمن الكوادر وفي حال وفاتي أن يكون الدفن في سورية وتحديدا في مدينتي الشفاء للجميع.. وهذا هاتفي /٠٩٨٨٠٢٧١٨٦/ )).
وللوقوف على هذه المبادرة التي تحمل في طياتها الكثير من الإنسانية تحدث الفنان أحمد خليل بكل شفافية مؤكدا أن ما قام به مجرد موقف إنساني بحت " ما أريده هو أن يكون مرضي سببا لشفاء الناس" مؤكدا أنه رغم الآلام التي لا يمكن أن توصف جراء هذا المرض يتابع عمله وينتج ويكسب من عرف جبينه حيث يتابع علاجه بمشفى الأورام في اللاذقية منوها بالكادر الطبي والفني فيها وبأخلاقهم العالية واهتمامهم بالمرضى.
وتساءل خليل ..لماذا لا يريد أحد في هذا البلد أن يتعلم " أنا أقدم لكم جسدي مجانا لكي تتعلموا وتجربوا أي نوع دواء على هذا المرض الخطير وأنا على قيد الحياة"" معربا عن دهشته لعدم تواصل أي جهة معه سواء أطباء أو من وزارة الصحة أو من مراكز البحوث باعتبار أن مثل هذه الحالة يتسابقون إليها في دول الغرب لما لها من خير للبشرية جمعاء "لو نشرت هذا البوست بلغات أجنبية لتواصل معي الكثيرون من الخارج لكنني لا أريد أن أتجاوز وطني وأريد أن يكون له حصة علمية من هذه التضحية".
وأوضح خليل أنه إذا لم يكن لدينا مراكز أبحاث قادرة على القيام بمثل هذه التجارب فلا مانع بأن تكون هذه التجارب في الخارج لكن بشرط أساسي أن يكون معي وفد من علماء وأطباء سوريين يرافقني بهدف التعلم ونقل التجربة للوطن .
ولفت الفنان خليل إلى أنه منذ أيام تواصلت معه قناة /السي إن إن/ الأمريكية طالبين منه ضرورة أن يصل كلامه إلى أكبر شريحة من العالم لكنه مصر على أن تكون أي خطوة في هذا الموضوع مترافقة مع تواجد رسمي سوري مؤكدا أنه لا يخاف الموت ..لكن يقهره عدم فهم الآخرين لما يقدم " خدوني إلى أي دولة بالعالم بشرط أن يكون معي أبناء بلدي ليستفيدوا" لكن لا مجيب.
وأضاف الفنان خليل إن كل ما أريده هو أن اتعاون مع المعنيين في هذا الشأن في سورية قبل أن أموت .. "وهبتكم جسدي استفيدوا منه قبل فوات الآوان.. فما بقي لي مجرد أشهر قليلة".. فهل يعقل ألا يكون هناك من يتلقف هذا العطاء من وزارة الصحة أو من مراكز البحوث أو من الأطباء والعلماء السوريين..؟ وذلك رغم وجود عقول وكفاءات كبيرة ومبدعة في سورية..؟
وحول استمرار عطائه رغم المرض قال خليل " لقد أقمت معرضا لأكثر من /60/ لوحة مؤخرا في طرطوس وتبرعت بقيمة اللوحات المباعة لمرضى السرطان في طرطوس لكن الغريب أن قيمة المبيعات للوحات لم تتجاوز مليون ليرة سورية أي ما يعادل ثمن لوحة لو بيعت في العاصمة دمشق.
وختم خليل بالقول " أود أن أوجه كلمة فيها الكثير من اللوم على من لم يفهم ما قلته رغم بساطته.. أولا السرطان هو خلايا نشطة جدا أحيانا تكون مؤلمة جدا ومن المؤكد أننا لا نستطيع التغلب عليه ولكن نستطيع وقفه عند حدود وذلك يتبع الإرادة وحب الحياة..وأنا في الفترة الأخيرة قررت التبرع بكل تفاصيلي وجسدي لإجراء ما يلزم في خدمة العلم والإنسانية وإنقاذ ملايين البشر وهذا نادرا ما يحصل.. وأكرر أن بابي مفتوح لكل مراكز الأبحاث في العالم وأضع جسدي تحت تصرف هذه المراكز /وأبعد الله هذا المرض الخبيث عن الجميع وما حدا معصوم ولا تستهتروا بالأمر ولا يفيد هنا سوى العلم وكما قال /الرسول الكريم (ص) أعقل وتوكل.