سلوك الوزراء مع اقتراب تشكيل الحكومةالجديدة جولات استعراض ... أم اختباء كي لا يتناولوهم الناس .... قرارات مستعجلة
بنظرة سريعة على سلوك الوزراء مع اقتراب تشكيل الحكومة الجديدة نجد قسم منهم التزم الصمت تماما فيما قسم آخر اعتمد على الحملات الاستعراضية بمساندة وسائل السوشيال ميديا فيما قسم أخير لجأ إلى إصدار العديد من القرارات لإثبات وجوده بغض النظر عن صحة تلك القرارات أو ما يمكن أن تعكسه على المواطنين.
وحول هذا الموضوع تواصلت صاحبة الجلالة مع عضو مجلس الشعب عمار الأسد الذي قال.. " أنا سأتحدث عن هذا الموضوع من وجهة نظر الشعب باعتباري أمثله .. فما نتحدث عنه يشبه تماما طالب الشهادة الثانوية الذي يقضي طوال العام بدون دراسة ثم يستعجل قبل الامتحان بأيام ليدرس ويجد وينجح لتحصيل فرع الطب..وهذا أمر ليس معقولا ".
وبين النائب عمار أن هذا السلوك غير صحيح لأننا دولة مؤسسات فيها خطط موضوعة ومتابعة ميدانية مستمرة على أرض الواقع وفيها سماع هموم الناس ومشاكلهم كما يجب أن يكون هناك لقاءات متواصلة بين الوزارات ذات العمل المشترك وكذلك مع الإدارات والخبراء والمدراء ضمن حلقة عمل متكاملة وبالتالي ليس من المنطق أن ننتظر لآخر يوم قبل الامتحان ثم نبذل الجهود لتحقيق النجاح .
ورأى عضو مجلس الشعب أن هذا الكلام هو نبض الشارع ورأي الناس، فالمواطن هو من يلمس أي جهد حكومي يبذل وهو الذي يستطيع تحديد أي وزارة عملت وأيا منها لم تفعل لأنه البوصلة الأمر الذي يؤكده السيد الرئيس بشار الأسد دائما . وختم النائب عمار الأسد بالقول" المواطن الذي ضحى وتحدى وصبر يستحق كل التكريم".
بدوره رأى وزير الاتصالات والتقانة الأسبق الدكتور عمرو سالم أنه من الملاحظ بشكلٍ واضحٍ السلوك المختلف للوزراء مع اقتراب موعد تأليف حكومة جديدة حيث انقسم الوزراء والمحافظون إلى ثلاثة فئات الأولى تتابع نفس سويّة عملها مثل أيّ وقتٍ مضى وبغضّ النّظر عن أدائها الأصلي فيما الثانية يقوم مسؤولوها بأنشطةٍ إعلاميّةٍ ويصدرون قرارات متعدّدة أغلبها يتمّ بشكل غير مدروس بينما الفئة الثالثة تلتزم صمتاً عميقاُ وتبتعد عن الأنظار.
وقال سالم.. " من المؤكّد أنّ متابعة العمل بنفس الوتيرة هو التصرّف الأسلم وهو الواجب.. لكننا مع ذلك لا نستطيع لوم من يقومون بحركةٍ مكثّفةٍ لأنّها في النهاية طبيعة بشريّة".
وأكد سالم أن أفضل تصرّفٍ للمسؤول هو أن يقوم بعمله على أكمل وجهٍ ممكنٍ دون أن يتعلّق بمنصبه.. بل أن يصبو إلى اليوم الّذي ينتقل فيه إلى نشاطٍ آخر وينظر إلى الوزارة أو المؤسسة التي كان يرأسها ويستمتع بعلاقته بها وبمن أنجز معهم.
وختم سالم بالقول .. " في النّهاية، فإنّ تقييم المسؤولين لا يتمّ وفق النشاطات الإعلاميّة ولا من خلال ما يقومون به قبل التغيير. بل هو تقييمٌ مستمرٌ يبنى على ما أنجز وليس بعدد القرارات أو عدد المقابلات والأنشطة