من الخطف التقليدي إلى الخطف الالكتروني عالفيسبوك.. "تجارة الخطف" في السويداء تطور نفسها.. والطعم.. فتيات وفيزا إلى كندا
صاحبة_ الجلالة – خاص
غالباُ ما سمع الناس أو قرأوا عن إطلاق سراح مخطوف دون أن يتجرأ أحد على ذكر تفاصيل عملية الاستدراج أو المقايضة، وطريقة الإفراج. حيث تصطدم هذه المعلومات بالخوف الذي تبثه عصابات الخطف، ويقتنع كافة الأطراف أنهم يريدون العنب، وليتكفل أحد آخر قتل الناطور.
ولكن الناطور مع الوقت بات نواطير لطرق الربح السريع على حساب الناس ودمائهم، وحكاية شابين استدرجا عن طريق فتاتين إلى السويداء، تكفي لكي يتنبه بعض الناس من الطرق الساذجة التي توقعهم في التهلكة على الرغم من تعليمهم العالي ونضوجهم العقلي.
بعد عشرين يوماً من التعذيب الجسدي والنفسي؛ افرجت عصابة في السويداء عن الشاب "محمد ك" بفضل أحد المشايخ الذي حمل القضية على عاتقه من ألفها ليائها.
يقول تاجر معروف من مدينة السويداء: تواصل معي زميل لي من دمشق يطلب المساعدة بالإفراج عن المخطوف "محمد"، و أخبرني أن العصابة تطلب فدية كبيرة، وترسل فيديوهات تعذيب لعائلته من جواله الخاص، وتهدد بقتله إذا لم تدفع الفدية المطلوبة البالغة ٤٠ مليون ليرة. مضيفاً أن لا أحد من عائلته يغامر بالمجيء إلى السويداء، وليس من طريقة لإرسال المال. فقرر على الفور وضع قادة إحدى فصائل السويداء بالحادثة؛ وهو شيخ معروف بنزاهته و رجولته في أغلب المعارك التي خاضها ابناء الجبل ضد التنظيمات الارهابية، وأخبره أنه مستعد لدفع أي مبلغ تطلبه العصابة مقابل موقف كرامة يسجل لأبناء السويداء، فحصل الشيخ (ع . ج) على رقم الجوال الذي ترسل منه العصابة فيديوهات التعذيب، وأرسل لهم رسالة من رقمه الخاص رسالة يعلمهم أنه المسؤول عن المخطوف، والمفوض من عائلته لدفع الفدية واستلامه.
ويضيف التاجر أنه خلال ساعات استجابت العصابة لطلب الشيخ، وبدأت تفاوضه على المبلغ الذي أصبح ٥ مليون حيث اعتقد الجميع انها عملية نصب من العصابة ولن تسلم المخطوف، فكان عليهم المغامرة والحذر الكبير.
يوم الاربعاء ١٩ أيار الماضي الثامنة مساء طلبت العصابة من الشيخ التوجه غرباً باتجاه محافظة درعا، ثم شمالاً باتجاه قرية "المسيكي "، وهي ضمن قضاء السويداء، ويقطنها العشائر، و في منطقة ترابية معزولة تمت المقايضة بحضور انتشار عدد من رجال الطرفين؛ بعد التأكد من هوية المخطوف الذي شعر أنه في عالم آخر لم يستوعبه بعد.
وصل "محمد ك" إلى مدينة "السويداء" بعد معاناة دامت عشرين يوماً، وقد استضافته عائلة من المدينة، حيث قال عن طريقة خطفه: أتيت إلى السويداء لتقديم أوراقي للسفر إلى كندا بعد أن قرأت إعلاناً على الفيسبوك، و قد استدرجتني صاحبة الإعلان بعد عدة اتصالات، واقنعتني بضرورة توقيع أوراق لدى المحامي، وتابعتني من لحظة ركوبي البولمان في دمشق؛ للحظة تسليمي للعصابة من خلال زميل لها كان بانتظاري في سيارته " لانسر زرقاء"، وقادني إلى طريق فرعي، ثم سلمني لحاجز ادعى أنه حاجز أمني. ويضيف "محمد": هنا بدأ التعامل معي بقسوة وبلهجة مختلفة، حتى أدركت خلال هذه الفترة أنها عصابة مشتركة. و في أقل من ساعة كنت في قبو تحت الأرض بجوار مخطوف آخر من دمشق اسمه " أسامة س " وهو وحيد لأسرته، وقد استدرج بطريقة مشابهة، وعن طريق فتاة، وخرج قبلي بأيام بعد أن دفعت أسرته فدية المالية قدرها ٤٥ مليون ليرة. مشيراً أنه عايش العصابة عشرين يوماً وهو مغمض العينين؛ حيث كانوا على خلاف دائم فيما بينهم، ويحقدون على مشغّلهم "المعلم"، ويكيلون له الشتائم في غيابه، و في أكثر من مرة سمعهم يهددون بقتله أو بحرق أرضه، مؤكداً أنه بدا عليهم الغضب والتوتر عندما علموا أن مشايخ من السويداء تولت أمر القضية.
و يختم: لي أصدقاء كثر من السويداء عاشرتهم في الإمارات العربية، وكذلك في دمشق. إنهم لا يشبهون هؤلاء الحثالة الذين لا يمثلون سوى أنفسهم، وإني أكن كل الشكر والعرفان لمن ساهم في إطلاق سراحي وأخص بذلك العرفان الشيخ ورجاله.