اول طالبة تنال شهادة الدكتوراه في الرياضة
قصةُ نجاحٍ مميّزة خطّتها د. ميادة علي حيدر الطالبة في كلية التربية الرياضية في جامعة "تشرين" بتسجيل اسمها في سجل الشرف للجامعة عبر نيلها أوّل شهادة دكتوراه تمنح من كلية التربية الرياضية لفتاة بعد 25 عاماً من تأسيسها.
د.ميادة حيدر لاعبة منتخب سورية بالكرة الطائرة ,شابة واثقة بنفسها وقدراتها، في عينيها بريق التحدي وحب الحياة وروح الأمل , تشجيع من حولها جعلها تخطو متألقة في ميدان كرة الطائرة إلى الأمام، أعطت لرياضتها كل طاقتها فأعطتها الروح الإيجابية، تضيء كشمس متألقة بالحضور الجريء والثقافة الواسعة واللباقة الآسرة وتلقائيتها التي تتعامل فيها مع الجميع.. في هذا الحوار تتحدث د.ميادة عن مشوارها الرياضي بنجاحاته وتحدياته ..وفي التفاصيل:
*- ماشعورك وأنت أول فتاة تنال شهادة "الدكتوراه" من كلية التربية الرياضية في سورية؟
سعيدة جداً بتحقيق حلمي واستكمال ما بدأتُ به وبالنسبة لي أنني الأولى فمن المتعارف عليه أنّ الترتيب الأول في أي مجال من مجالات الحياة يلعب الدور الأساسي في الحصول على الفرص الأكثر والأفضل, الحمدُ لله الذي أعانني على تحقيق هذا الإنجاز ووُجب التنويه إلى أنني الفتاة الأولى التي تنال شهادة الدكتوراه في كلية التربية الرياضية " جامعة تشرين" - اللاذقية.
*- أطروحتك حملت عنوان" تأثير نموذج كولب في تعلم بعض المهارات الأساسية في الكرة الطائرة".. فما أبرز عناوينها وكيف يمكن الاستفادة منها في تطوير اللعبة؟
تعليم المتعلم بالطريقة التي يفضلها ويُحب أن يتعلم فيها, فالتعليم الحديث يَجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية , وبصفتي لاعبة منتخب سورية في الكرة الطائرة بكل فخر واعتزاز فقد قمت بتطبيق نموذج كولب على تعلم بعض المهارات الأساسية في هذه اللعبة , وبالنسبة للاستفادة منها يمكن أن يكون في استخدام هذه الأساليب مع اللاعبين واللاعبات مع التغيير في الهدف من الوحدة التدريبية مع اللاعبين يكون التركيز على التطوير وتعلم أداء أكثر من طريقة أو شكل في تنفيذ المهارة الواحدة .
*- هل أنت اليوم هو ماكنت تتوقعين تحقيقه يوم بدأت مشوارك الرياضي مع كرة الطائرة؟
بالتأكيد ,في الحقيقة مع بداياتي في ممارسة الرياضة منذ الصغر وبشكل خاص الكرة الطائرة كانت تتضح الرؤية وتتبلور الأهداف أكثر مع كل سنة فعندما وصلت للثانوية العامة كان قراري مُسبقاً بأني سوف أدرس كلية تربية رياضية وأشكر كثيراً من كان له الفضل في منحي الثقة دائماً وتوجيه أنظاري للتفوق في الفرع لاستكمال الدراسات العُليا مدربي القدير كريم اليازجي الذي دفعني لما أنا عليه اليوم.
*- كيف تنظرين إلى واقع كرة الطائرة السورية؟
سؤال هام, بالنسبة لواقع كرة الطائرة ,بالرغم من كل الجهود المبذولة إلا أنها ليست بالمستوى الذي نتمنى ونرغب, واقع صعب ومتعب يحتاج إلى جهود وتعاون أكثر لنعيد أحياء هذه اللعبة ,ولديّ الأمل الكبير أنها ستحلق من جديد وذلك بناء على ما لمسته من المعنيين في دعم اللعبة بالفترة الاخيرة.
*- لماذا خفت بريق اللعبة وقلة إنجازاتها وهي كانت من الألعاب المتألقة عربياً في مرحلة سابقة؟
هناك العديد من الأسباب التي أثرت على الكرة الطائرة أولها في الإمكانيات المادية المتواضعة وقلة اهتمام الأندية الكبيرة باللعبة, فنلاحظ غالبية الأندية التي تهتم بالكرة الطائرة اليوم هي أندية فقيرة بسيطة رصيدها هو عشقها للعبة فقط لاغير.
ثانياً -الحرب الكبيرة التي نحن أمامها منذ عشر سنوات والتي أثرت على الرياضة السورية والكرة الطائرة خاصةً والتي لم تسمح لنا بالمشاركة ولا الاحتكاك بالفرق الأُخرى, أتمنى أن يَعمّ الأمن والسلام على بلدنا الغالي سورية
كما أنها لم تأخذ حقها كباقي الألعاب في إقامة المعسكرات بالرغم من وجود الخبرات والخامات الواعدة الرائعة نأمل بالعودة السريعة.
*- كيف يمكن أن نطور اللعبة ونعيدها لسكة الإنجازات؟
نحن بحاجة لاستثمار الطاقات والإمكانيات المتوفرة فلدينا أسماء كبيرة من المدربين أصحاب بصمة وكفاءة يجب أن نستفيد منها ما أمكن , كما أننا بحاجة لتأمين العوامل والشروط اللازمة لإنجاح التحضير والإعداد وخاصة للمنتخبات الوطنية وأخص بالذكر الناشئات والشابات عندها نبدأ نفكر وبثقة كيف نعود إلى منصات التتويج.
*- كيف استطعت الموازنة بين ممارستك للرياضة ودراستك؟
أي إنسان يضع هدفاً أمامه يريد تحقيقه ويمتلك إرادة قوية يحتاج إلى أمرين مهمين الأول تنظيم الوقت والثاني أن يكون مستعداً للتضحية فلا يمكن أن نصل إلى أهدافنا بدون بعض الحرمان ومن الصعب أن نجمع كل شيء بالتأكيد واجهت لحظات اضطررت فيها للابتعاد عن الملاعب ولكن كنت محظوظة بمساندة ودعم قوي من عائلتي والنادي الذي كان يقدر دائماً أنّ الدراسة بالدرجة الأولى ومن ثم التمرين.
*- لو أصبحت رئيسة لاتحاد كرة الطائرة .. ما أول قرار تتخذينه؟
لم أُفكر إطلاقاً في هذا العمل، لكن وفق رؤيتي وخبرتي المتواضعة أرى أن أي رئيس اتحاد أو أي عمل في أحد مجالات الحياة يجب أن يرغب ويكون قادراً على تسخير كافة الكفاءات وأن يحتضنها من أجل تكوين خلاصة إيجابية ناجحة في دفع العمل للأفضل وإشاعة بيئة ملائمة جاذبة للعمل يسودها الانسجام والتعاون وتحديد الأهداف الواجب تحقيقها وتنفيذها بشكل واضح والأهم وضع الآلية الزمنية لها.
*- يقولون أن رياضة كرة الطائرة تساعد كثيراً في صقل شخصية ممارسها... فهل أنت صاحبة شخصية قوية؟
الأمر ليس متعلقاً فقط بالكرة الطائرة وإنما بالرياضة بكل أشكالها تلعب دوراً كبيراً في صقل شخصية اللاعب وامتلاكه الروح الرياضية .. أعتقد أنني صاحبة شخصية قوية وأُفضل أن تحصل على إجابة هذا السؤال من أحد غيري ممن يعرفونني حتى لا أقوم بمدح نفسي.
*- ما رسالتك كامرأة رياضية؟
من حق المرأة أن تمارس النشاط الرياضي, أحب كل فتاة رياضية وأتمنى أن تكون الرياضة ثقافة وأسلوب حياة لكل النساء.
*- من داعمك الأول ومصدر طاقتك؟
كل من يَعمل بإخلاص وعدل ونزاهة وكل من يَحترم العلم وكل من يحب البلد هؤلاء هم داعميني ومصدر طاقتي.
*- هل تشعرين بالرضا عما وصلت إليه؟
أشعر بالرضا الكثير ولكن لم أكتفي بَعد، ولن أتوقف هُنا لديّ الكثير من الطموحات والأحلام التي سأعمل جاهدة لتحقيقها.
*- ما حكمتك في الحياة؟
إذا فعلت كل شيء فكن كمن لم يَفعل شيئاً.
*- ماذا عن الطموحات المستقبلية؟
أتمنى أن أكون شخصاً ناجحاً في حياتي العملية القادمة وأن أستطيع تقديم كل ما أمكن لمن سيكمل هذا الطريق من بعدي فالعلم والبحث مستمر ولايقف عند أحد ,وأن أترك أثراً طيباً وبصمة جميلة في عالم كرة الطائرة كلاعبة أو مدربة مستقبلاً.
المصدر موقع الاتحاد الرياضي العام