حسن م. يوسف يكتب.. لدي خبرة قديمة في معرفة فنون التطفيش، ولي قصة مماثلة مع (الثورجية) سميرة مسالمة، عندما عيَّنها من كانت مُدَلَّلته ورئيسة تحرير لجريدة تشرين. خطاب قديم بنبرة جديدة!
منذ سنوات طويلة يقوم القاعدون على الإعلام والثقافة عندنا بتغيير لهجة الخطاب، دون المساس بجوهره القديم، وهم يعتبرون الانتقال من النبرة الهادئة الى نبرة أخرى أعلى أو أكثر حدة، نوعاً من التغيير! وإذا ما طالبهم أحد ما بتغيير جوهر الخطاب الإعلامي والثقافي، لا بتغيير نبرته فقط، كما فعلت على الهواء، في برنامج "ملفات للنقاش" على الفضائية السورية مؤخراً، عندها قد تنزعج الإدارة منه، فلا يعاد بث البرنامج، كما لا يوضع على الإنترنت كالعادة، ولا يعطى الضيف نسخة من التسجيل، وقد يدرج اسمه في القائمة السوداء أيضاً رغم أن ما يسمون بـ “المعارضة" يصنفونه: كـ "عميل ومطلوب"!
*منذ ستة أعوام ونيف اتصل بي الصديق وضاح الخاطر الذي كان آنذاك يعمل مديراً لإذاعة سوريانا إف إم، وطلب مني أن أشارك بحديث إذاعي أسبوعي بعنوان "بوح الكلام". والحقيقة أنني أحببت التجربة لأن جمهور الإذاعة يختلف كلياً عن جمهور الكتاب والتلفزيون. لذا تابعت تقديم الحديث بعد إقالة الصديق وضاح. وكنت أنوي المتابعة رغم اختفاء أوامر صرف شهر في عام 2019 وشهر آخر في عام 2020. إلا أن رقيب سوريانا بدأ يستخدم مقصه بشكل غير مبرر مؤخراً، مما أحدث ضرراً بالغاً بأكثر من حديث لي. وقد قام جلالة الرقيب في آخر حديث بحذف اسم الشاعر محمد عمران رئيس تحرير "ملحق الثورة الثقافي" الذي كان له فضل كبير عليَّ وعلى معظم الأدباء من أبناء جيلي. ونظراً لأن سبب الحذف لا يمكن أن يكون متعلقاً باسم الشاعر محمد عمران، إذ أن الرجل توفي قبل ربع قرن، وكان طوال حياته قومياً عربياً وبعثياً ملتزماً. لذا فهمت أن الغرض من الحذف هو تطفيشي، فإذاعة سوريانا تتبع لمن أحرجتهم بلقائي التلفزيوني، لذا قررت إيقاف تعاوني مع سوريانا، وأبلغتهم بذلك فلم يكلفوا أنفسهم عناء الرد ولو بكلمة واحدة!
*والحقيقة أن لدي خبرة قديمة في معرفة فنون التطفيش، ولي قصة مماثلة مع (الثورجية) سميرة مسالمة، عندما عيَّنها من كانت مُدَلَّلته، مديرةً عامة ورئيسة تحرير لجريدة تشرين. فقد أسرت للمقربين منها قبل أن تداوم في الجريدة أنها تنوي نقل زاويتي "عقل في الكف" من الصفحة الأخيرة إلى إحدى الصفحات الداخلية، والهدف من ذلك واضح جداً! وعندما أبلغني أحد المحبين بنيتها هذه، قررت استباق الأمور وطلبت لقاءها في أول يوم لها في الجريدة، واعتذرت عن الاستمرار بكتابة الزاوية لارتباطي بكتابة مسلسل تلفزيوني.
*أمس الأول اكتشفت بمحض الصدفة أن مديرية الثقافة وفرع اتحاد الكتاب العرب في اللاذقية قد أقاما "ملتقى القصة القصيرة الأول" في اليوم الأخير من شباط واليوم الأول من آذار. وبصراحة، شعرت بالغبن عندما علمت بالأمر، فرغم أنني، خلال خدمتي على جبهة الحروف، جربت كل الأنواع الكتابية، إلا أنني كنت ولا أزال وسأبقى أعتبر نفسي كاتب قصة قصيرة. وقد كرمتني وزارة الثقافة عام 2017 بمنحي جائزة الدولة التقديرية في الآداب لما قدمته في مجال القصة القصيرة، كما قامت الهيئة العامة للكتاب بإصدار مجموعاتي القصصية الخمس في مجلد واحد، لذا فقد حز في نفسي أن يقام ملتقى للقصة القصيرة في محافظتي ولا أدعى إليه! وقد أحزنني أكثر ألا أسمع به! فهل زعل مني مدير الثقافة لأنني انتقدت محدودية الإعلان عن ندوة الروائي السوري الأكبر حنا مينة؟ أرجو ألا يكون الأمر كذلك!
ما علينا، لجأت لمحرك البحث غوغل وطلبت منه أن يطلعني على ما نشر عن ملتقى القصة القصيرة الأول في اللاذقية وقد ذهلت عندما لم أجد عنه سوى مادة يتيمة كتبها مراسل الوكالة العربية السورية للأنباء سانا عن فعاليات اليوم الأول! كما عثرت على مقطع فيديو على صفحة الصديقة القاصة نور نديم عمران يتضمن لقاء معها ومع مدير الثقافة وبعض المشاركين في الملتقى. وقد فضحت الكاميرا سر انطفاء ذكر الملتقى في الإعلام من خلال كشفها لحقيقة أن عدد المشاركين في الملتقى أكبر من عدد الجمهور!
* قديماً قال سلفنا الصالح: "رحم الله امرأً أهدى إليَّ عيوبي" أما نحن فقد عشنا حتى بات من لا يقومون بواجبهم على أكمل وجه يطالبوننا بأن نسبح بحمدهم بكرة وعشياً! فلا نامت أعين الجبناء!