بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

خطة تيلرسون كستار لمؤامرات جديدة ضد روسيا

الخميس 22-06-2017 - نشر 7 سنة - 6543 قراءة

رأى المحلل السياسي أيضين ميهدييف أن فحوى ما تم تسريبه من خطة تيلرسون لتطبيع العلاقات مع روسيا ليس سوى غطاء لمخطط أمريكي يهدف إلى إضعاف روسيا ماليا، وجرها الى سباق التسلح.

ويتناول المحلل في مقاله، الذي نشر في الصحيفة الإلكترونية "برافدا.رو"، البنود الثلاثة التي تضمنتها خطة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لتطبيع العلاقات مع روسيا، كما سربها موقع "بازفيد" الإخباري: إقناع موسكو بسلبية مردود بعض تصرفاتها على كلا الجانبين (الروسي والأمريكي)، التفاعل مع روسيا في تلك الاتجاهات التي تلبي متطلبات المصالح الاستراتيجية الأمريكية، بما يشمل سوريا وكوريا الشمالية والأمن السيبراني، الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا، والذي يتضمن قضايا الحد من التسلح ومخاطر السلاح.

ويشير الكاتب إلى تصريح رئيس لجنة مجلس الاتحاد للشؤون الدولية قسطنطين كوساتشوف، الذي دعا إلى الحذر عند تقييم خطة تيلرسون، التي يمكن، بحسب رأيه، أن تشكل في بنودها الثلاثة "منبرا للحوار أو حاجزا له"؛ موضحا أن المشكلة ليست في "تصرفات روسيا العدوانية"، بل في "التفسيرات الأمريكية لخطواتنا والكيفية التي تعبر فيها الولايات المتحدة عن مصلحتها الخاصة"، - كما قال السيناتور الروسي.

وتورد المقالة تعليقا لعضو آخر في مجلس الاتحاد الروسي وهو فرانتس كلينتسيفيتش، الذي يدعم موقف زميله كوساتشوف، حيث قارن خطة تيلرسون بلوح فارغ، يمكن "كتابة أي شيء عليه".

أما بشأن البند الثاني من خطة تيلرسون، وتحديدا فكرة التعاون بين روسيا والولايات المتحدة لإقامة السلام في سوريا، فيقول الكاتب ميهدييف إن موقفي البلدين هنا يختلفان بوضوح جلي. إذ إن "موسكو تدعم بكل قوة سلطة الرئيس الأسد الشرعية، في الوقت الذي تدعم فيه واشنطن المعارضة المسلحة، وتراهن على العنف لإسقاط السلطة في دمشق".

ويورد كاتب المقال مثالا حيا يشهد على التناقض الواسع سياسيا بين موسكو وواشنطن بشأن الملف السوري، ما حدث في الأيام الأخيرة وتحديدا يوم 18/06/2017، حين أسقط الأمريكيون طائرة "سوخوي-22" السورية، ورد فعل موسكو بتجميد مذكرة التفاهم حول تجنب الحوادث في الأجواء السورية، والتي وقعها الطرفان في سبتمبر /أيلول 2015.

أما فيما يتعلق بالبند الثالث من خطة تيلرسون حول "نزع السلاح والأمن النووي"، كما جاء في وصف صاحب المقال، فإن الوضع هنا كذلك "لا يمنح مبررا للتفاؤل كثيرا"، حيث لا يوجد تطابق في موقف البلدين، بل على العكس من ذلك، فقد شهدت الفترة الأخيرة تبادلا للاتهامات بين الطرفين في انتهاك بنود معاهدة عام 1987 لتقليص الصواريخ البالستية المتوسطة والقصيرة المدى والموقعة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة.

وفي ظل هذه الأوضاع، يلفت ميهدييف الانتباه إلى قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الأخير حول تشديد العقوبات الاقتصادية ضد روسيا، وإلى أن "هيستيريا العداء تحت قبة الكابيتول تكتسب زخما ضد روسيا"، و ترمي كذلك إلى ضرب اقتصادها وعلى وجه الخصوص رزمة العقوبات الجديدة، التي تهدف إلى تعطيل مد خط أنابيب الغاز "السيل الشمالي-2"، الذي لا يلائم مصلحة واشنطن الاقتصادية في أوروبا، والتي وفقا لكاتب المقال لديها مشروعاتها في "جعل أوروبا مدمنة على الغاز الأمريكي"، في إشارة إلى خطط واسعة النطاق لتوريد الغاز الطبيعي المسال على متن الناقلات من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي؛ ما يتطلب إضعاف نفوذ "غاز بروم" الروسية في أوروبا.

ويعود الكاتب إلى الخصائص الشخصية للرئيس دونالد ترامب، الذي أمضى في سدة الرئاسة الأمريكية نصف عام، ولا يزال غامضا بالنسبة إلى روسيا. ويذكِّر ميهدييف بأقواله في فترة المنافسة الانتخابية، مؤكدا أن رونالد ريغان، الذي بنى نهجه في التعامل مع الاتحاد السوفياتي على مبدأ "إمبراطورية الشر" هو قدوة له.

ويرجح المحلل السياسي أن يكون سيد البيت الأبيض الجديد قد تسلح بأساليب ريغان، الذي دفع الاتحاد السوفياتي نحو سباق التسلح لإفراغ الميزانية السوفياتية، وفي الوقت نفسه تآمر مع العربية السعودية لخفض السعر العالمي للنفط إلى حده الأدنى، حيث ساهمت هاتان الحالتان في تفكيك الاتحاد السوفياتي عام 1991.

ويشير الكاتب أيضين ميهدييف إلى أن ترامب يقوم بتكرار تكتيك ريغان في التعامل مع روسيا. فهو من جهة، زاد حجم ميزانية البنتاغون بمبلغ 54 مليار دولار، وصدَّق على استراتيجية الدفاع بإنفاق ما بين 230 - 290 مليار دولار على تحديث الترسانة النووية خلال الأعوام العشرين المقبلة. وبالطبع ستضطر روسيا إلى زيادة نفقاتها الحربية للحفاظ على التكافؤ. ومن جهة أخرى، رفع ترامب وعن قصد القيود المفروضة على استخراج النفط في بلاده، ما أدى إلى انخفاض سعره في السوق العالمي إلى 45 دولارا للبرميل. الأمر الذي يلقي بظلال الشك حتى على قدرة أوبيك في التأثير في سعره.

ويسأل المحلل أيضين ميهدييف في نهاية المقال: أليست خطة تيلرسون ستارا لتحقيق مخططات واشنطن الماكرة في جر روسيا إلى سباق التسلح وإضعاف إيراداتها بصورة حادة من مبيعات النفط؟ ويجيب بنفسه: على الأرجح - نعم.


أخبار ذات صلة