كيف تفاعل السوريون مع خسارات منتخب سوريا الأخيرة؟
أثارت النتائج السلبية للجولة التحضيرية الثانية للمنتخب السوري الأول بكرة القدم في عهد المدرب نبيل معلول، ردود أفعال غاضبة في الشارع الرياضي السوري.
وخاض المنتخب الوطني خلال الأسبوع الفائت مباراتين تحضيريتين أمام البحرين وإيران، خسرهما بالثلاثة نتيجة وأداء، دون أن يتمكن من طرق شباك الخصوم سوى من ركلة جزاء في البحرين.
وساد “الفيسبوك السوري” جو من الغضب، بعد المباراة مع إيران مساء الثلاثاء، والتي اختتمت بها الجولة التحضيرية الثانية للمعلول، بعد جولة أولى شهدت انتصارا وأداء مقبولا مع أوزبكستان، وهزيمة أداء ونتيجة مع الأردن، تشرين الثاني 2020.
ويلحظ المتابع لردود أفعال السوريين عبر “فيسبوك”، وجود حالة شبه إجماع بين المشجعين، على “كارثية” ما يحصل في صفوف المنتخب، من تحضير وأداء وانتقاء ونتائج، في وقت حظيت به تجارب مدربين سابقين، بانقسام حيالها بين مؤيد ومعارض.
وشملت تلك الانتقادات مجالات شتى، فصوب البعض سهام النقد باتجاه خيارات المدرب الفنية، وانتقاءه لبعض لاعبين، استغرب مشجعو أنديتهم وجودهم في المنتخب، واستبعاده لبعض لاعبين ممن يبصمون هذا الموسم في الدوري المحلي.
ورأى آخرون أنه إن كان مبررا استبعاد بعض اللاعبين من الدوري السوري لأسباب ربما تتعلق بالعمر، أو وضعية الفريق في سلم الترتيب، فإنه من الغريب أن يغيب بعض نجوم الدوري ممن استدعي للمنتخب، عن صفوف التشكيلة الأساسية في اللقاءين الأخيرين.
ويعيد بعض المنتقدين حالة الفوضى في الانتقاء، لغياب المدرب نبيل معلول عن الأجواء السورية، ومتابعته لعمله بطريقة “أون لاين” من تونس وكأننا في أيام “الحظر”، وهو ما يبعده عن حسن الاختيار وتقدير الأميز من المميز من الجيد من السيء بين لاعبينا.
ودعا أصحاب تلك النظرية اتحاد كرة القدم، لإيجاد حل لموضوع مستحقات الكادر الفني التونسي، المجمدة من ضمن أموالنا في “الفيفا” بفعل العقوبات، والتي يقال إنها من الأسباب التي تدفع المعلول وكادره للتواجد فقط مرة كل شهرين أو ثلاث في سوريا.
ووجد بعض المنتقدين للمدرب التونسي في غياب نجوم المنتخب “كالسومة والصالح والجويد والدالي” لأسباب خارجة عن إرادة الكادر الفني، عذرا لنبيل معلول، حيث ستسهم عودتهم بحدوث تغير أكيد في شكل المنتخب.
إلا أن من عذر المعلول لذلك السبب، تطرق إلى أن تلك الغيابات لايجب أن تجعل المنتخب يبدو بذلك السوء، خاصة في مواجهة البحرين، كما أن الغيابات أمر وارد في التصفيات النهائية، وعلى المعلول إيجاد آليات للتعامل معها.
وحافظ “الفيسبوك السوري” بالعموم على “شعرة معاوية” التي تربطه بالكادر الفني، فغابت بالمجمل دعوات الإقالة أو الاستقالة، وتوجه النقد باتجاه تصويب وتصحيح المسار الحالي بعد قرابة سنة على بدايته، لا باتجاه تغييره.
وترى الدعوات الناقدة أننا دخلنا في الست أشهر الأخيرة قبل بداية التصفيات الحاسمة المؤهلة للمونديال، وبالتالي لامزيد من الوقت ليهدر بالأخطاء، ويكفي ماضاع من عمر المنتخب في السنة الفائتة، فالقادم حاسم، وأي نقطة تهدر في التصفيات، يصعب تعويضها.
ومن الانتقادات التي ساقها السوريون، التصريحات التي أطلقها مساعد المعلول نادر داوود، بعد لقاء إيران، والتي رأى فيها دونا عن كل الفنيين، أن المنتخب يتطور فرديا وجماعيا، في انفصال عن الواقع والحقيقة.
ورأى المنتقدون أن نصف مشاكل الشارع الرياضي مع المدرب واتحاد الكرة، تكمن في التصريحات التي يطلقونها، وتتضمن وعودا غير واقعية، وتبريرات غير منطقية.
ومن تلك التصريحات مثلا انتقاد المعلول للدوري السوري ولاعبيه وأرضياته، وهو إن كان صحيحا، فلا يجب أن يكون مبررا لأي فشل قادم، والمفترض بالتونسي إما أن يكون قادرا على التعامل مع الواقع، أو أن يغيره للأفضل في وقت قياسي، بشكل لا يؤثر مطلقا على تحقيق الهدف ببلوغ المونديال.
ورأى المنتقدون في بعض تصرفات المعلول، نوع من التعالي على الكرة السورية، وهو أمر كفيل بفشل أي مشروع، مالم يسده التشاركية والتعاون، فمن غير المقبول مثلا أن يقوم مدرب المنتخب بتغيير صورته الشخصية على “فيسبوك” بعد الخسارة مع إيران بعدة ساعات.
وبدأ المعلول تجربته مع منتخب سوريا في شباط 2020، ليستقر بعدها في تونس بسبب ظروف كورونا، قبل أن ينفذ عدة معسكرات مغلقة للمنتخب في الفترة بين آب تشرين الأول، ويخوض أول لقاء ودي مع أوزبكستان في تشرين الثاني.
يذكر أن المدرب نبيل معلول سبق وقاد الترجي التونسي للفوز بدوري أبطال إفريقيا 2011، كما أشرف على تدريب منتخب تونس في مونديال 2018.
الخبر