مواطن يشعل أحذية ضيوفه دون أن يعلموا.. وآخرون يقتلعون أشجارهم نكاية باللصوص
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
أقدم مواطن على إشعال أحذية ضيوفه في سهرة ثلجية قاسية بعد أن أجهز على كل مدخراته من الحطب والثياب البالية، دون أن يشعرهم بالبرد إلا بعد مغادرتهم منزله حفاة؛ وسط حالة من الضحك الصارخ والحزن الشديد التي تلخص حال غالبية السوريين الباحثين عن الدفء.
وبعيداً عن الحكومة التي تركت الجبليين يموتون برداً وهم على ارتفاع يزيد عن الألف متر، حاول الأهالي بشتى الطرق الممكنة وغير الممكنة تجاوز شهري كانون الثاني وشباط؛ متحملين الصقيع والثلوج وقلة الحيلة، خوفاً من الذل أمام أطفالهم الذين لا ذنب لهم بشيء. فمن الألبسة البالية، إلى الأحذية المهترئة، إلى مخلفات الأشجار في الحقول والكروم والطرق، إلى كل ما يمكن إشعاله والاستغناء عنه دون أن يرمش لهم جفن.
يقول أبو تميم الموظف المتقاعد أنه طلب من أشقائه أن يمدوه بكل ما لا حاجة لهم به من ثياب وأحذية بعد أن استنزف المائة ليتر التي حصل عليها (بطلوع الروح). وتابع أنه بات يخرج صباحاً بكيس كبير باتجاه البساتين البعيدة، ليملأه ببقايا التقليم، ويعود منهكاً. ولا ينفي الرجل أن المجتمع المحلي ساهم بشكل كبير في عدم موت الناس برداً من خلال الحملات التي طالته وعدد كبير من العائلات الفقيرة، فقد حصل على عشرين ليتراً من المازوت تم جلبهم إلى باب المنزل، لكن تلك الكمية لم تصمد أمام العاصفة الثلجية القاسية.
الكارثة الكبرى التي تتعرض لها المحافظة منذ سنوات في قطع الأشجار الحراجية والمثمرة من قبل لصوص الحطب؛ لم تمنع عدداً من الأهالي في السطو على بعض أشجار الحدائق، حيث حاولوا قطع الأغصان الكبيرة لمحاولة تجاوز محنتهم.
فيما كان لأحد شبان مدينة شهبا رأي مثير للدهشة عندما قام بقطع أشجار الصنوبر الخاصين به حتى لا يسطو عليهم اللصوص. وقال أنه قام بذلك كي يستفيد منهم قبل أن يجهز عليهم بائعي الحطب؟.