فساد حلو.. وفساد غبي مديرة السورية بحمص كُشفت.. ماذا عن أمثالها في ملفات الغاز و المازوت والخبز..؟
صاحبة_الجلالة _ خاص
يتنوع الفساد وأشكاله فهناك ملفات صغيرة وأخرى كبيرة .. رشاوى قليلة وأخرى خيالية وصفقات بملايين الليرات وأخرى بمئات الملايين.. وكذلك اللصوص فمنهم لصوص ماكرون أي "أذكياء" وآخرون "أغبياء" ..لصوص يفلتون من قبضة العدالة لفترات طويلة لكن يقعون.. وآخرون يجدون أنفسهم خلف القضبان من فرط غبائهم وسذاجتهم.. مع التاكيد على أن الفساد بكل أشكاله يبقى فسادا واللص مهما كان دهاؤه أو فقدانه للحنكة يبقى لصا.
وأقرب قصص هؤلاء وأكثرها طرافة وغرابة قصة مديرة صالة السورية للتجارة في حمص التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير بعد أن ضبط في منزلها 6 أطنان من مادة السكر.. فكم حجم السذاجة لدى إنسان يرتكب جرما ويخبىء الدليل في منزله ..
ومقاربتنا لقصة مديرة السورية في حمص قطعا ليس دفاعا عنها بعد أعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ضبط الكميات في منزلها وإحالتها للتحقيق..لكن هذه الحادثة التي كُشفت وطرحت الكثير من الأسئلة وإشارات الاستفهام تقود للتفكير في قضايا يمكن أن يكون الفساد أحد اهم أسبابها ولم تكشف بعد رغم أن المواطن ما يزال يعيش تداعياتها مثل الغاز والمازوت والخبز والبنزين والمؤطرة جميعا في بطاقة قيل عنها أنها ذكية . فالغاز المنزلي على ما يبدو يتجه نحو أزمة جديدة بحسب دلالات ما نقله موقع الاقتصادي عن وزير النفط والثروة المعدنية بسام طعمة بداية الشهر الجاري " إن موضوع توزيع الغاز على عدد أفراد الأسرة مثل الخبز يُدرس" وذلك في وقت ينأى الوزير أو مكتبه الاعلامي عن إعطاء معلومة تؤكد أو تنفي في وقت أصبحت مثل هذه التصاريح تشكل كابوسا لدى المواطنين بناء على التجارب السابقة بعد كل تصريح.
كما يأتي قيام شركة تكامل ووزارة النفط "عالساكت" بتخفيض مخصصات مازوت التدفئة من /200/ ليتر إلى /100/ ليتر لتثير زوبعة أسئلة وتكهنات بأن وراء الأكمه ما ورائها ولا سيما أن أغلب العائلات السورية لم تحصل على مخصصاتها ليس هذا العام فقط وإنما مخصصات النصف الثاني من العام الماضي التي لم تعط أصحابها أولوية كما زعمت الوزارة ولم تشفع لهم بأن مخصصاتهم "تبخرت" دون ان يعلموا لصالح من.. ومن استفاد منها..في وقت ينتشر المازوت في السوق السوداء بأسعار خيالية تجاوزت الألف ليرة في بعض المحافظات السورية. "خبز الذكية" الذي جعل الناس بين خيارين أحلاهما مر .. بين ان يقفوا لساعات طويلة ليأخذوا ربطتين من الخبز تاركين اعمالهم المجدولة على الـ/24/ ساعة كيف يستطيعوا البقاء..
وبين أن يشتروها من الباعة خارج الأفران بألف ليرة ويزيد ويوفرون ساعات الانتظار لأعمالهم.. أفلا يتطلب كل ذلك وجود إجابات عن كيفية وصول ربطات الخبز تلك للباعة وكيف تخرجها البطاقة الذكية .. وكم هي أرباحها إذا كانت الدولة بعمالها وأفرانها ومشتقاتها النفطية تبيعها بـ100 ليرة ..فإلى أي جيوب تذهب الـ900 الباقية..؟
وما نود قوله في الختام هو أن موضوع 6 أطنان من السكر تعتبر قضية فساد يجب محاسبة المسؤولين عنها لكن لا يجب أن تحجب الرؤية عن الأخطر منها .. فهناك أطنان من السماد تبخرت وانحرم منها المزراعين.. وفلاحون في الساحل والغاب خسروا أبقارهم نتيجة فساد أدوية الجدري الموزعه.. ومواطنون في الأرياف تركوا واطفالهم لمصيرهم أمام موجة البرد العاتية والثلوج..
دون مازوت تدفئة أو إمكانية الوصول إلى جرة الغاز وربطة الخبز.. وهناك .. وهناك الكثير.
هامش.. مديرة السورية للتجارة في حمص كشفت.. لكن ماذا عن باقي اللصوص الأذكياء..؟