فيديو.. الله يرفع الأسعار .. التموين سعيدة بالبراءة.. وعلماء دين.. لم يسلم عهد الرسول(ص) من غلاء الأسعار.. والمسعر ليس من أسماء الله الحسنى
صاحبة_الجلالة _ خاص
انتشر فيديو لداعية سعودي يقول فيه إن الله عز وجل هو من يرفع الأسعار ويخفضها لأنه هو المسعر كما ورد في حديث شريف للرسول عليه الصلاة والسلام للتتوالى ردود الأفعال ما بين مؤيد أو مقتنع بأن للحديث معنىً أعمق مما ساقه الداعية في الفيديو.
التموين سعيدة بالبراءة
وطبعا وفي ظل غلاء الأسعار المستشري في سورية وبعد مشاهدة الفيديو أرسلناه إلى بعض المسؤولين في وزارة التجارة وحماية والمستهلك حيث جاءت الإجابات أقرب إلى الصمت الذي تشوبه الراحة وكأن لسان حالهم يقول "إذا نحن بريئون من رفع الأسعار".
عهد الرسول (ص) لم يسلم من غلاء الأسعار
وبعيدا عن التموين وللوقوف على فهم أعمق للحديث الشريف تواصلنا مع الدكتور مدين هواري أستاذ الفلسفة الإسلامية / علم الكلام في كلية الشريعة بجامعة دمشق الذي قال.." ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال غلا السعر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله قد غلا السعر فسعِّر لنا فقال: (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق، إني لأرجو أن ألقى ربي وليس أحد يطلبني بمظلمة في دم ولا مال) رواه أحمد وغيره.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلا جاء فقال يا رسول الله سَعِّر فقال بل أدعو ثم جاءه رجل فقال يا رسول الله سعر فقال بل الله يخفض ويرفع وإني لأرجو أن ألقى الله وليس لأحد عندي مظلمة) رواه أبو داود.
ويوضح الدكتور هواري أنه في هذين الحديثين فوائد عظيمة أولها أن ارتفاع الأسعار ورخصها بيد الله تعالى فمن صفاته جل وعلا أنه يبسط ويقبض و يرفع ويخفض ومن ذلك أنه يبسط الأرزاق ويكثرها فترخص أسعارها ويقبض الأرزاق ويقللها فترتفع أسعارها، وفي ذلك دليل على قدرته سبحانه وهو الذي يقلب الليل والنهار وما فيهما كما يشاء سبحانه وتعالى.
ويضيف الدكتور هواري ..أنه إذا كانت هذه الأمور بيد الله سبحانه هو المتصرف فيها كما يشاء فعلى العباد أن يعلقوا قلوبهم بالله ويسألوه ما ينفعهم من رخص الأسعار ووفرة الأرزاق ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له سعر قال بل أدعو أي بل أدعو الله تعالى أن يرخص الأسعار ويبسط الأرزاق لكن على العباد أيضاً أن يرضوا ربهم بطاعته والقيام بشكر نعمته واجتناب معصيته فإنهم إن فعلوا ذلك فتح الله عليهم بركات من السماء والأرض كما قال جل جلاله (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُون) إضافة إلى وفي الأثر.. ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة.. فمحاسبة الناس أنفسهم ومراجعتهم أحوالهم وإصلاحهم سرائرهم وعلانيتهم من أسباب رفع العقوبات ونزول البركات.
ويكمل الدكتور هواري.. أن غلاء الأسعار لم يسلم منه أفضل العهود وأزكاها وهو عصرُ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابِه، ففيه تسلية وعزاء لكل مجتمع قد يصاب في دنياه بشيء من المصائب ولو كان على دين وتقوى وصلاح فإن الابتلاءات كما تكون عقوبات فإنها قد تكون أيضاً لتكفير السيئات ورفع الدرجات.
ورأى الدكتور هواري أن في قوله صلى الله عليه وسلم (إن الله هو المسعر القابض الباسط الرازق) تنبيه أن الله هو الذي يرزق عباده كما قال تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) فهو الذي قد تكفل برزق عباده إنسهم وجنهم ودوابهم وبهائمهم كما قال تعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) وقال تعالى (وكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم) فالذي يرزق الناس في حال الرخص هو الذي يرزقهم في حال الغلاء فلا ينبغي للمؤمن أن يأخذه الهلع والجزع بل يكون مطمئمن القلب واثقاً من وعد الله تعالى عالماً بأن ما كتبه الله له فلا بد أن يصل إليه وما لم يكتبه له فلن يصل إليه. قد كتب له رزقه بالتفصيل وهو في بطن أمه ابنَ مائة وعشرين يوماً.
وختم الدكتور هواري بالقول " اللهم إنا نسألك رخص الأسعار وبركة الأرزاق ودوام نعمة الأمن واجتماع الكلمة وتحكيم الشريعة إنك سميع الدعاء".
"المسعر" ليس من أسماء الله الحسنى
بدوره بين الشيخ عبد الفتاح أنيس دكتور التنمية البشرية أنه لا يقال: إن من أسماء الله المسعر؛ لأن هذا من أفعال الله عز وجل، فالنبي صلى الله عليه وسلم يخبر عن الله بهذه الأشياء، ولا يقال: إن هذا من أسماء الله.
رؤية صاحبة الجلالة
إن التفسير المنطقي لهذا الحديث على سبيل التوقع هو إن رسول الله عليه السلام لم يدخل في فكرة تحديد الأسعار..فهي متروكة لقانون كوني وهو قانون العرض والطلب.