شرطي مرور السويداء .. لا حول و لا قوة .... و لا مخالفة في ظل فوضى السلاح.. شرطة مرور السويداء لا تخالف المخالف شرطي مرور لمواطن: «لدينا أطفال ونريد أن نعيش معهم»
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
لم يجد أحد المواطنين مكاناً يركن فيه سياراته لمدة نصف ساعة كي يقضي عمله إلا في الشارع الذي يحمل اسم إحدى شركات الاتصالات المعروفة، لكنه اكتشف عند عودته أن شرطي المرور قد وضع له مخالفة وقوف غير نظامي على مقدمة السيارة، فعلم أن الشرطي على حق تماماً ورضي بتحمل خطأه، لكنه اكتشف بنفس اللحظة أن كل السيارات المتوقفة بجانب سيارته أنها بلا لوحات نظامية، وأن العدد الباقي هي لسيارات تحمل لوحات لبنانية، وأنه الوحيد الذي كتبت بحقه مخالفة.
يقول المواطن لصاحبة الجلالة أنه بشكل تلقائي قادته قدماه إلى مكان شرطي المرور الذي استقبله من بعيد بابتسامة العارف من هو، فابتسم هو الآخر مبادلاً شريكه بالمواطنة التحية والسلام، وطلب بكل ود أن يشرح له الموقف كمواطن عادي يرغب بالمساواة فقط مع المخالفين للقوانين؛ وإعفاؤه من المخالفة!. لكن الشرطي وبكل شفافية وصدق برر عمله بأنه لا يستطيع مخالفة أي سيارة مخالفة منها مكتفيا بالقول (وفهمك كفاية .. سامحنا).
يتعامل غالبية سائقي الآليات بكل أنواعها مع شرطة المرور في السويداء بكل ود، وهي علاقة ناتجة عن الخوف من بعضهم البعض؛ فالسائقين يتجنبون أي صدام مع الشرطة كي لا تتوقف معاملاتهم الكثيرة مع مؤسسات الدولة، وشرطة المرور يخافون التعاطي مع السيارات وأصحابها كي لا يتعرضون لأي موقف قد يحرجهم أو يجعلهم عرضة للخطر في ظل فوضى السلاح والتبعيات والعلاقات المتشعبة.
يقول أحد أفراد شرطة المرور أنه لا يستطيع إيقاف سيارة مفيمة أو بلا لوحات أو أي سيارة تحمل أرقاماً غريبة لعدم قدرته على رد الخطر الذي يمكن أن يحدث له، والجميع يعلم ذلك. ولهذا فإنهم يكتفون بالمخالفات الواضحة كالتوقف في الممنوع على سبيل المثال.
وأوضح أنه كاد يتعرض وزملائه للخطر في أكثر من مهمة بسبب انتشار السلاح، «لدينا أطفال ونريد أن نعيش معهم».
وتنتشر آلاف السيارات المسروقة والمهربة في شوارع السويداء، وأكثر المشاهد التي تثير الدهشة هو وقوفها على طوابير المحطات لتعبئة البنزين ببطاقات أو دون بطاقات، والأهم في الموضوع أن لا أحد يستطيع منعهم من تجاوز الدور.
هامش لا بد منه
في هذا التقرير الصغير نحن لا نتهم شرطة المرور بالتخاذل، ولا بسوء التعاطي مع المواطنين، ولا بالحصول على الرشوة ... فهم شريحة من المجتمع الذي لا يستطيع القيام بعمله كما يجب، كباقي المواطنين الذين باتوا أسرى الفوضى متعددة الأوجه التي فرضت قوانين الأمر الواقع على الجميع في السويداء.
الصورة المرفقة ليس لها علاقة بالتقرير، وأخذت بشكل عفوي.