هل ستستفيد سورية من الهجوم على الكونغرس..؟ في أمريكا أسموهم إرهابيين ومتمردين.. وفي سورية أسموهم معارضة..!؟
صاحبة_الجلالة _ ماهر عثمان
لاشك ان المشاهد التي تابعها العالم من هجوم مؤيدي الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على مبنى الكونغرس الأمريكي كانت مثيرة للاهتمام رغم توقعها من الكثيرين وخاصة أن الذي دعا إليها هو رئيس مازال على كرسيه في البيت الأبيض.
لكن ليس هذا موضوعنا الآن.. فالموضوع الرئيس هو كيف تعامل العالم مع هذا الحدث حيث تم وصف أولئك المهاجمين بأشد أنواع العبارات سوءا على المستوى الأمريكي الداخلي وعلى المستوى الدولي فاعتبروهم مجرد رعاع متمردون وإرهابيون.
تلك النعوت صدرت من كبار المسؤولين الأمريكيين الذين كان أكبر وصف لهم لمهاجمي مبنى الكونغرس " الإرهابيين الذين يجب معاقبتهم " وأقله " رعاع بعيدون عن التحضر " .
أما على المستوى العالمي فقد وصفهم رؤساء العالم الغربي وأصدقاء أمريكا مثل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وآخرون الذين وصفوا ما حدث بأنه عار وضد الديمقراطية.
الملفت والغريب هو أن أعمال هؤلاء المهاجمين لمبنى الكابيتول وما قاموا به من أعمال لا يعادل واحد بالمئة من الجرائم التي ارتكبها من يطلق عليهم القادة والمسؤولين الأمريكيين والغرب في سورية اسم " معارضون" حيث قتلوا وحرقوا وشوهوا وخطفوا وذبحوا وفجروا وهجروا .... ومع ذلك يطلقون عليهم تعابير وصفات المعارضة بل حتى أنهم يكرمونهم ويمنحونهم الجوائز ويغدقون عليهم الأموال ويفتحون أمام سمومهم هواء كل وسائل إعلامهم ومراكز دراساتهم ومنصاتهم الإلكترونية .
وبالتالي الآن من واجب الدبلوماسيين السوريين والإعلام السوري أن يتعامل مع هذا الموضوع من هذه الزاوية وبطريقة جادة ومهنية ليقولوا للعالم " أن من وصفتموه في الكابيتول على أنه إرهاباً ليس إلا حدثا بسيطاً أمام الإرهاب الذي قام به من تدعونهم بالمعارضة في سورية" ..
وبمعنى آخر أن ما حدث ليس فرصة لإظهار الحقيقة لأن الحقيقة واضحة تماما وإنما هي فرصة لإحراج قادة تلك الدول ومسؤوليها أمام شعوبهم التي شاهدت وسمعت وتابعت ما جرى علها تدفعهم للتراجع عن تبني ما أسموهم في سورية بالمعارضة والذين هم بالحقيقة.. إرهابيون متمرسون ومتدربون في مدارس الولايات المتحدة والغرب.