طفل يعيد مبلغاً من المال ويرفض المساعدة بسطته الصغيرة تطعمه الخبز ولا تمنعه من الدراسة
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
وجد الطفل علي محمد رضوان خطاب مبلغ 131 ألف وخمسمائة ليرة سورية في كيس أسود عندما كان يتجول ببسطته المتواضعة في شوارع مدينة شهبا –شمال السويداء- وأعاده إلى صاحبه؛ على الرغم من حاجته الماسة للمال.
الطفل الذي لم يبلغ الأحد عشر عاماً بعد؛ قال لصاحبة الجلالة أنها المرة الثالثة التي يجد فيها مفقودات شخصية ويعيدها لأصحابها بعد أن يتأكد أنها لأصحابها الحقيقيين، وأضاف أنه كان يتجول ببسطته الصغيرة ويبيع القداحات وأصابع السليكون واللاصق السريع؛ عندما شكّ في كيس أسود مرمي على الرصيف في شارع البلاط الشرقي للمدينة، وعندما لمسه عرف أنه وجد مالاً ضائعاً، ففتح الكيس وعدّ المبلغ، ودخل إلى المحلات القريبة يسأل أصحابها عن أي شخص فقد مالاً، وبالفعل كان هناك شخص يفتش عن نقوده وترك عنوانه مع أصحاب المحلات، فاتصلوا به على الفور، وعندما جاء سأله الصغير عن قيمة المبلغ، وأعاده إليه على الفور وسط دهشة كل من كان حاضراً.
ياسر سلوم صاحب إحدى المحلات في مدينة شهبا قال لصاحبة الجلالة أن كل من يعرف الطفل "علي" يعلم مدى أمانته وصدقه، ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها، وقد أعاد وشقيقه "عبد الكريم" مبلغ 35 ألف ليرة مع أوراق ثبوتية لصاحبها من قبل، علماً أنه لا يقبل الصدقة، ويبيع بالأسعار الرائجة كي يكسب من عرق جبينه ويساعد والدته في تأمين متطلبات المنزل، وهذه الحالة لا يقوم بها إلا صاحب أخلاق رفيعة في زمن صعب جداً.
يذكر أن علي خطاب ينحدر من غوطة دمشق، ويتابع دراسته الابتدائية، وهو في الصف الرابع، ويذهب بعد دوامه إلى العمل متأبطاً بسطته الصغيرة، ليعود في الليل بمبلغ لا يقل عن الألفي ليرة في اليوم، حيث ختم حديثه بالطلب من الناس ألا ينشروا صوره عبر الفيسبوك ويكتبون تحتها (طفل بحاجة لمساعدة)، فهو لا يحتاج أحداً، ولو كان بحاجة لكان فكر على الأقل الاحتفاظ بالمبلغ الذي وجده.