مياه الشرب تحت مجهر المجتمع المحلي الغاضب العطش يضرب كل مكان في السويداء .. و الفساد هو السبب
صاحة_الجلالة – خاص
وصل الوضع في السويداء إلى حافة الانفجار بسبب الإهمال والفساد المستشري والضائقة الاقتصادية التي استوطنت كل بيت، وبات الحصول على لقمة العيش وقطرة الماء هماً ساعياً لا فكاك منه على الرغم من كل الوعود التي يطلقها المسؤولين المحليين الذين يتعرضون الآن لأكبر امتحان بعد أن هدد أفراد من المجتمع المحلي بأخذ المبادرة والعمل بدلاً منهم.
وتعرض الأهالي طوال الأشهر الماضية لأكبر أزمة مياه بتاريخهم الحديث، واستنزفوا ما يمتلكون لشراء الماء المخصص للشرب، وهو ما يعني الموت التلقائي لأي مشروع زراعي مهما كبر أو صغر حجمه، خاصة للأسر التي حاولت طوال عمر الحرب الاكتفاء الذاتي والبحث عن العيش الشريف وسط فوضى السلاح وعدم قدرة السلطات على ضبط الشارع.
وقد انتشرت طوال الأيام الماضية رسائل تهديد فعلية من أفراد يتمتعون بشعبية ومصداقية كبيرة في السويداء؛ تطالب بحلول جذرية لمشكلة المياه ومحاسبة الفاسدين وفضحهم، أو أنهم سوف يقومون بالمبادرة بأنفسهم وبالطرق التي ترضي الناس أولاً وتجعلهم يكتفون من المياه، خاصة أن البنية التحتية موجودة، وتحتاج فقط للضمير البعيد عن الفساد ولغة المال.
وعلمت صاحبة الجلالة من مصادر خاصة أن هذه المجموعة من الرجال قد قدموا كتاباً رسمياً للمحافظ عن طريق وسيط بعد أن أعطوا مهلة محددة للحل دون طائل، وطالبوا من خلالها افتتاح ورشة محلية لإصلاح الغطاسات بخبرات محلية، وفسخ كل العقود مع الورشة الحالية الموجودة خارج المحافظة ودعم جهود الخبراء والكوادر المحلية.
وأكد الكتاب الذي اطلعت صاحبة الجلالة عليه أن الآبار الارتوازية الخاصة تعمل على الكهرباء التي تؤمنها الشركة العامة للكهرباء بصورة طبيعية، والأعطال عادية، ويعتمدون في الإصلاح على الخبرات المحلية، بينما غالبية الآبار الارتوازية التابعة للدولة تتعطل باستمرار بحجة الكهرباء والغواطس، وهي مشكلة مزمنة قبل الأزمة السورية.
فيما أكد صاحب المبادرة لصاحبة الجلالة أنهم تلقوا وعوداً حقيقية بمحاسبة الفاسدين ومن يدعمهم بأسرع وقت، وأن الملف كله نحو الحل خلال أيام قليلة، وقد بدأت عملية غربلة الأسماء، وأن مصادر المعلومات الدقيقة هي من أشخاص داخل المؤسسات المعنية بالمياه والآبار، وهم محميين من أي ضغوط.
صاحبة الجلالة تضع الرأي العام المحلي بصورة أولية لهذه القضية المعقدة؛ على الرغم من المعرفة الدقيقة لكل ما يجري، وتكتفي بهذا العرض حفاظاً على السرية التي تفيد المواطنين في نهاية الأمر، وسوف تستكمل الموضوع أولاً بأول لكشف الحقيقة ومن يحاول طمسها.