كي تستفيد من بطاقتك الصحية عليك أن تمرض ضمن أوقات الدوام الرسمي
صاحبة_الجلالة _ خاص
رئيس جمعية المخلصين الجمركيين ابراهيم شطاحي
أصبح التأمين الصحي رغم أهميته على أرض الواقع نتيجة عدة مشاكل متراكمة تحتاج إلى حلول "امتياز" لا يقدم ولا يؤخر إذا ما تعرض من يتمتع به لمشكلة صحية واضطر إلى دخول أحد المستشفيات وإجراء عملية ناهيك عن مشكلات صرف الوصفات الطبية ونقص الأدوية ومكشلات التغطية للأمراض.
ومن الواقع الفعلي لما يحصل يوميا بكل المشافي الخاصة هو أن المريض الذي يمتلك بطاقة ضمان صحي ويضطر لدخول المشفى الخاص بعد ظهر أي يوم حيث يبرز لهم البطاقة فيعتذرون لأن "دوام مندوب التأمين انتهى" وهو غير موجود والأمر نفسه خلال يومي الجمعة والسبت وأيام العطل الرسمية وبالتالي كي يستفيد المواطن من بطاقته الصحية عليه أن يمرض ضمن أوقات الدوام المتبع بالدوائر الرسمية أو أن يدفع سلفة نقدية تتناسب ومرضه والتي لا يمكن إعادتها لأنها دخلَت بقيود المشفى.
وتتمة لقصة السلفة تعطي المشفى المريض لدى تخرجه فاتورة "لوغاريتمية" بالمبلغ المدفوع من قبله.. لكنه ما ان يذهب إلى شركة التأمين المتعاقد معها حتى يدفعون له جزء من فاتورة المشفى لايتجاوز ربع قيمتها تحت عنوان " نحن ندفع حسب تسعيرة وزارة الصحة والحمدلله على سلامتك أنك خرجت على قدميك ونشكر تعاونك".. بمعنى ( روح بلط الزرقا).
والحديث عن "تبليط الزرقا" يقودنا إلى عمليات الابتزاز التي تتم في المشافي حيث يتعرض المريض الذي يحتاج إلى عمل جراحي إلى "سؤال فخ" وهو هل لديك طبيب خاص بكَ تريد احضاره ؟ فإن كان الجواب لا وليكن الطبيب المختص من المشفى فيعتذرون لعدم وجوده حتى يضطر المريض للموافقة معهم بأن يبحثوا له عن طبيب بهدف فاتورة إضافية تكون بانتظاره عند تخريجه قد تؤدي به للاصابة بمرض من نوع آخر نتيجة الصدمة.
وكل هذه الأمثلة هي جزء بسيط عما يحدث للمواطن المعتر ناهيك عن الصيادلة ومعاملتهم للمريض الذي يحمل بطاقة "الامتياز" الصحي .
وطبعا هذا السرد ليس لمهاجمة الضمان الصحي بل العكس تماما هو لتسليط الضوء على جوانب الخلل فيه في محاولة لإيجاد حلول قد تكون بدايتها بعقد اجتماع بين المندوبين المعنيين بهذا الموضوع ووزارة الصحة وشركات التأمين ومندوب عن المشافي والصيادلة بهدف الوصول الى معايير وأسس تطبيق الضمان الصحي مع الواجبات والحقوق للمواطن وبقية الأطراف وعرضها في حال الاتفاق على رئاسة مجلس الوزراء .
ونظرا لأهمية الضمان الصحي في حياة المجتمعات نضع هذا المقترح الذي يعتبر البداية الحقيقية لإخراج التأمين عن الصورة التي كونها المجتمع عنه بسبب مشاكل يمكن إيجاد الحلول لها.. نضعه برسم برسم السيدين وزير الصحة ورئيس الهيئة العامة للاشراف على التأمين.