بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

العادات السيئة وطرق السيطرة عليها فيزيولوجياً ودوائياً إشراف الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

الثلاثاء 03-11-2020 - نشر 4 سنة - 5563 قراءة

بإشراف الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

Prof.Dr.Rashad Murad

 

تقديم طالبة الماجستير الصيدلانية

إيناس مالك الشوفي

مقدمة:

تؤثر بعض العادات السيئة على صحة الإنسان ومظهره الاجتماعي، وتجعله أقل قبولاً في المجتمع، ولابد من الإقلاع عن هذه العادات لعيش حياة صحية بالكامل.

بينت إحدى الدراسات أن 40% من الأفعال التي ننفذها هي عبارة عن عادات لذلك فإننا نتصرف بشكل ألي نصف الوقت تقريباً.

تؤثر بعض العادات على سير حياة الإنسان بشكل سلبي وقد تطال سلوكه ونفسيته وصحته الجسدية. لذلك لابد من اتخاذ التدابير اللازمة للتخلص من مثل تلك العادات.

 

خطوات التخلص من العادات السيئة بشكل عام:

هناك 5 خطوات أساسية لتحويل أي عادة سيئة إلى عادة حميدة والتخلص منها بشكل كامل.

الخطوة الأولى: هي الوعي، وأهم ما فيه أن يعي الشخص أن تصرفاته عبارة عن عادة سيئة ترسخت عبر الزمن وينصح بمحاولة التخفيف منها قبل قطعها بشكل مفاجئ.

الخطوة الثانية: هي العثور على المحفزات، عندما تأتي لممارسة أي عادة ركز على الدافع لفعل ذلك، هل هو الضغط؟؟ هل هو الأصدقاء؟؟ لإن اكتشاف المحفز مفتاح أساسي للمضي في طريق الإقلاع عن العادة.

الخطوة الثالثة: النصح ببدء عادة جديدة لتحل مكان العادة القديمة وشغل النفس فيها.

الخطوة الرابعة: تنفيذ تكتيكات معينة للسيطرة على النفس مثل تخبئة علبة السجائر في مكان يصعب العثور عليها.

الخطوة الخامسة: ضرورة المداومة والاستمرار وعدم التراجع أو الاستسلام لإن التغيير يتطلب وقتاً.

 

  • سنناقش في هذا البحث أربع عادات سيئة وكيفية السيطرة عليها
  • الإدمان على المخدرات والأدوية
  • العادة السرية
  • عادة قضم الأظافر
  • هوس نتف الشعر
  • إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

 

 

التعامل مع الإدمان على المخدرات والأدوية

  • يتم التركيز على التبعية النفسية في العديد من برامج إعادة تأهيل مدمني المخدرات عن طريق محاولة تعليم المريض طرق جديدو للتفاعل في بيئة خالية من المخدرات وتشجيع المريض لتجنب اقرانه الذين لا يزالون يستخدمون المادة المخدرة.
  • هناك علاجات سلوكية تهدف إلى تشجيع المريض على الاعتراف بإدمانه وأسباب الإدمان وتجنب التعامل مع الحالات التي قد تسبب الانتكاس.
  • غالبا يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي لمساعدة المدمنين في الإقلاع عن المادة المخدرة ولتخفيف أعراض متلازمة الانقطاع، ومن هذه الأدوية نذكر التالي:
    • البوبرينورفين: لعلاج الإدمان على الهيروئين
    • الميتادون والكلونيدين: لعلاج الإدمان على المورفين
    • Flumazenil: لعلاج الإدمان على البنزوديازيبينات
    • Naloxone & disulfiram: لعلاج الإدمان على الكحول

 

مراحل العلاج:

  1. مرحلة التقييم لحالة المريض ووضع خطة علاجية مناسبة لحالته (إجراء كافة الفحوص الطبية ومعرفة نسبة السموم والمخدر في الجسم).
  2. الضبط الدوائي والتعامل مع الأعراض الانسحابية لمريض الإدمان سواء كانت نفسية أو جسدية.
  3. العلاج عن طريق أحد برامج التأهيل النفسي والسلوكي: هذه المرحلة تؤهل المريض نفسياً وسلوكياً عن طريق عقد جلسات فردية وجماعية تستهدف معرفة الأسباب النفسية التي دفعت الشخص للإدمان كما تستهدف تصحيح المفاهيم المغلوطة واستبدال السلوكيات والأفكار السليبة بأخرى إيجابية. كما تتضمن التعريف بأخطار الإدمان لعدم التعرض لانتكاس.

 

التعامل مع عادة قضم الأظافر

 

تبين حسب الإحصائيات أن هناك 50% من الأطفال يقومون بقضم أظافرهم، و32% من الشباب يعانون من هذه العادة.

أسبابها:

  1. عدم القدرة على تكوين صداقات تتسبب في الشعور بالوحدة فيقوم الشخص بقضم أظافره لينفس عن معاناته.
  2. العيش في جو أسري متوتر وطلاق الوالدين يؤثر على نفسية الطفل وهذا ما يدفعه لهذا السلوك.
  3. إهمال الأبوين للطفل يدفعه للقيام بهذه العادة للفت انتباه الأهل له.
  4. الشعور بالعجز تجاه موقف ما والتجارب الفاشلة المتكررة.
  5. الضرب والتربية القاسية والحرمان والعقاب الشديد.
  6. قد تكون عادة قضم الأظافر شكل من أشكال الوسواس القهري وهو مرض نفسي خطير.

 

المشاكل التي قد تتطور من قضم الأظافر:

  • من الممكن أن يتسبب قضم الأظافر في حدوث مشكلة لأطراف الأصابع بحيث تصبح حمراء ومتقرحة، كما تصبح الأصابع معرضة للنزف.
  • ازدياد خطر الإصابة بالتهابات الأظافر والفم وهي التي تشمل العديد من مشاكل الأسنان والتهابات اللثة.
  • يمكن على المدى الطويل أن تحدث تشوهات في الأظافر وخلل في نموها وقد تنتقل هذه المشكلة إلى الأجيال اللاحقة.

 

استراتيجيات التخلص من هذه العادة:

  1. الطريقة 1: طريقة طبيعية كدهن الأظافر لمدة شهر بمواد ذات طعمة غير مرغوبة كالثوم، الفلفل الحار، والقرع المر...إلخ.
  2. الطريقة 2: استخدام مواد صممت خصيصاً لهذا الغرض ووضعت بعبوات طلاء الأظافر.
  3. الطريقة 3: ارتداء قفازات قطنية عند مشاهدة التلفاز أو القراءة أو التركيز.
  4. الطريقة 4: ملء وقت الفراغ بتعلم حرفة جديدة أو هواية جديدة أو ممارسة الأنشطة الرياضية.
  5. الطريقة 5: الابتعاد عن مصادر التوتر قدر الإمكان، وممارسة الرياضات الروحية كاليوغا والتأمل لتهدئة الأعصاب.
  6. الطريقة 6: تغطية أطراف الأصابع بشريط لاصق، ويفضل الشريط الشفاف لعدم الشعور بالحرج عتد الخروج خارج المنزل.
  7. الطريقة 7: وضع علكة بنكهة النعناع في الفم عند الشعور برغبة ملحة لقضم الأظافر.
  8. الطريقة 8: تعليق صور لأظافر جميلة وصحية في المحفظة وفي الغرفة لتشكيل حافز قوي للتخلص من هذه العادة السيئة.

 

هوس نتف الشعر

 

 

تعريفه: هوس نتف الشعر هو عدم قدرة المريض على التحكم في نزعه لمناطق معينة من شعر جسمه وهو صورة مرضية تحمل جوانب نفسية.

أشكاله:

  • نتف اندفاعي.
  • نتف قهري.
  • نتف تلقائي.

 

النتف الاندفاعي: يفعله المريض استجابة لرغبة ملحة في النتف، ويكون مصحوباً بما يشبه الشعور باللذة، وعادة يتلوه شعور بالندم بسبب الاستجابة لتلك الرغبة.

النتف القهري: هذا النوع لا يكون مصحوباً بلذة معينة وإنما يقوم المريض به للتخلص من الضيق وهو حالة من حالات الوسواس القهري مثلا تستشعر المريضة أت شعرة أو أكثر غير مستقيمة أو مستفزة بشكل أو بأخر فلا تستطيع التخلص مت إلحاح الرغبة في نزعها إلا بأن تفعل.

النتف التلقائي: يكون سلوكاً تلقائياً عند البعض فلا نسمع منهم أكثر من أنهم يفعلون ذلك دون انتباه كامل أثناء انشغالهم بالتركيز في لأي عمل أو نشاط أخر.

الإنذار: عندما يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة (قبل سن الخامسة) تكون الحالة محدودة والعلاج غير ضروري. عند البالغين قد يكون هوس نتف الشعر ثانوي كامن وراء اضطراب نفسي وتكون العوارض في هذه الحالة طويلة الأمد.

قد تحدث التهابات ثانوية بسبب الخدش ولكن من النادر حصول مضاعفات أخرى.

العلاج: في المرحلة الأولى يكون العلاج بسيط عن طريق تجنب مصادر التوتر والقلق، القيام بأنشطة تبعث على الاسترخاء (رياضة، تنزه، سماع موسيقا).

في بعض الحالات المرضية المتقدمة يحتاج المريض إلى علاج نفسي وقد يتطلب أحياناً علاج دوائي.

من الأدوية المعتمدة لعلاج هوس نتف الشعر مضادات الاكتئاب متل كلوميبرامين، أستيل سيستيئين بجرعة 1200 ملغ يومياً، وهو من الأحماض الأمينية التي تؤثر على الناقلات العصبية المرتبطة بالحالة المزاجية، كما يستخدم الاولانزابين وهو من مضادات الذهان اللانموذجية.

 

الإدمان على العادة السرية

 

تعريفها:

الإستمناء أو العادة السرية هي حالة من الاستثارة الجنسية التي يتعرض لها الشخص عند لمسه لأعضائه التناسلية. يمكن لكلا الجنسين ممارستها. يلجأ البعض لممارستها نتيجة غياب الشريك.

 

سلبياتها:

  1. الشعور بالذنب: نتيجة لما يعرفه البعض من معتقدات دينية، وثقافية، وشخصية تعارض الاستمناء بالطرق غير الشرعية.
  2. الجروح والالتهابات: إن ما قد يفعله البعض من ممارسة هذه العادة بشدة وعنف، أو استخدام أدوات مؤذية يمكن أن يتسبب بالألم، والجروح، والالتهابات وظهور كدمات، وقد تعاني النساء من العدوى نتيجة لذلك. وقد يعاني الذكر من استسقاء العضو الذكري بسبب ممارستها بشكل متكرر خلال فترة زمنية قصيرة مما يسبب انتفاخ القضيب وهذا ما يعرف بالاستسقاء أو الوذمة.
  3. الإصابة بالأمراض الجنسية: لا تتسبب ممارسة العادة السرية الذاتية أو باستخدام الأدوات الخاصة بالشخص نفسه أي أمراض جنسية، إلا أن مشاركة الأخرين أدواتهم أو لمس أعضاءهم التناسلية يزيد خطر الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
  4. التقليل من حساسية الأعضاء الجنسية: تمتاز الأعضاء التناسلية بأنها حساسة بشكل كبير إذ أنها تحتوي على الكثير من النهايات العصبية لتحقيق أهداف عدة من بينها المتعة الجنسية. إلا أن التحفيز المباشر المطول التي تنطوي عليه العادة السرية بنفس الطريقة وبنفس المعدل يمكن أن يؤدي إلى انعدام الإحساس بشكل مؤقت، كما يتسبب الإفراط في ممارسة العادة السرية بصعوبة الوصول إلى النشوة الجنسية أتناء ممارسة العلاقة الحميمة.

 

إيجابياتها:

  • تخفيف التوتر حيث تساهم بإطلاق الاندروفين.
  • تقوية جهاز المناعة لإنها تزيد تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية.
  • تحسين النوم لإنها تبعث على الاسترخاء.
  • الشعور بالنشوة الجنسية.

 

أسباب اللجوء إليها:

  • إشباع الرغبة الجنسية
  • وجود خلل بالعلاقة الزوجية
  • تأخر سن الزواج
  • مشاهدة الأفلام الإباحية
  • التعرض لضغط نفسي قوي

 

الإدمان واضطراب سير الحياة

نظراً إلى أن العادة السرية من العادات التي يتم الإدمان عليها بكثرة، فإنها تبقى مسيطرة على الشخص وعقله مما يؤدي إلى تدني قدرته على التركيز عند ممارسة عمله أو أنشطته اليومية. كما يمكن أن تؤثر على المسؤوليات والعلاقة الزوجية والعاطفية ويسبب تفككها، إضافة إلى ما تسببه من شعور بالضيق خصوصاً عندما يصبح إدماناً يجبر الشخص عليها وتتعارض مع حياته الطبيعية.

 

علاج الإدمان عليها

  1. الابتعاد عن المحفزات كالمناظر أو المشاهد الجنسية.
  2. الانشغال بالتفكير بشيء مفيد وممارسة الرياضة وقراءة الكتب وممارسة هوايات جديدة.
  3. تجنب البقاء بالمفرد.
  4. الحصول على علاقة شرعية.

 

إدمان مواقع التواصل الاجتماعي

 

تعريفه:

يعرف على أنه الاستخدام المفرط لمواقع التواصل وهو نوع من الاعتماد النفسي والسلوكي على منصات التواصل الاجتماعي، ينتج عنه ضرر فادح في أداء الأفراد في مختلف مجالات الحياة لمدة طويلة. تشير الأبحاث إلى أنه يؤثر على النساء أكثر من الرجال.

يشخص الأفراد بمثل هذا الاضطراب في حال مشاركته في المواقع الالكترونية باعتبارها مسؤولية يومية تحتاج إلى تنفيذ أو لأهداف أخرى مع عدم إعطاء العواقل السلبية أي اعتبار.

هناك جدل حول إذا ما كان حالة مرضية منفصلة عن باقي الاضطرابات أو حالة تنتج عن اضطرابات نفسية كامنة.

 

القلق الاجتماعي:

  • تسمح مواقع التواصل الاجتماعي للمستخدمين بمشاركة مشاعرهم وقيمهم وعلاقاتهم وأفكارهم علانية.
  • يمكن أن يسبب تنمر الكتروني وهو من أشيع أنواع التنمر، لإن الناس لديهم شجاعة أكثر للكتابة بجرأة مقارنة مع التحدث وجه لوجه.
  • يسبب الخوف من احكام الاخرين وتقييمهم السلبي.
  • اختلاف تصرفات الناس على المواقع الاجتماعي عنها في الواقع.
  • على الرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن ان تشبع احتياجات التواصل الشخصية فإن الأشخاص الذين يستخدمونها بكثرة يكونون عرضة للاضطرابات النفسية.

 

التشخيص:

يوجد 4 عوامل تشير الى الاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي:

  1. تقلبات المزاج: عندما يستخدمها الشخص لتحسين مزاجه والهروب من المشاكل الواقعية.
  2. المرجعية: عندما تسيطر على أفكار الأشخاص على حساب الأنشطة الأخرى.
  3. الاحتمالية: عندما يزيد الشخص من وقت استخدامه لها لتجربة مشاعر عاشها الشخص من قبل اثناء استخدامه لهذه المنصات.
  4. الانسحابية: عندما لا يستطيع الشخص الوصول إلى منصات التواصل الاجتماعي تتغير عادات نومه وأكله وتظهر أعراض اكتئاب وقلق عليه.
  5. المشاكل في الحياة الواقعية.

 

هناك ثلاثة نماذج من الأشخاص معرضين لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي.

النموذج المعرفي السلوكي: عندما يزيد الشخص من استخدام منصات التواصل الاجتماعي في بيئات غير معروفة أو في المواقف المحرجة.

نموذج المهارة الاجتماعية: عندما يمسك الأشخاص هواتفهم ويستخدمونها لأنهم يفضلون التواصل الافتراضي بدلا من التواصل الواقعي لافتقارهم لمهارة تقديم الذات للاخرين.

النموذج المعرفي الاجتماعي: عندما يستخدمها الأشخاص لأنهم يحبون شعور التعليق والاعجاب على صورهم ووسمهم في الصور.

 

الفئة الأكثر خطورة لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي هم الأطفال

وجاء في أحدث الدراسات أن جائحة كورونا أدت إلى زيادة غير مسبوقة في الوقت الذي يقضيه الأفراد أمام شاشات الأجهزة الالكترونية.

قد يؤدي الاستخدام المتزايد للأطفال لمواقع الانترنت إلى تعريضهم لأخطار كبيرة كالاستغلال الجنسي والاستدراج عبر شبكة الانترنت، والتعرض للتنمر الالكتروني.

لهذا لابد أن يلعب الأهل دوراً فاعلاً في تقليل استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي، وملء أوقات فراغهم بنشاطات أخرى كالرياضة، وقراءة الكتب، والمراقبة الدائمة للمحتوى الذي يتصفحه الأبناء.

 

العلاج

لا يوجد علاج مخصص لهذه المشكلة ولكن أصدرت الاكاديمية الأمريكية لطب الأطفال توصية للوقت الذي يقضيه الأطفال امام الشاشة

المساعدة الذاتية وتشمل استخدام مؤقت للتطبيقات.

دعم المنظمات والمدارس.

 


أخبار ذات صلة