ضحايا الحرائق في الساحل لم تقتصر على الحجر والشجر موائل النحل من ضحايا الحرائق.. و11 ألف خلية كتقدير أولي للخسائر
صاحبة_الجلالة _ أحمد العمار:
قدر خبير زراعي وعضو جمعية النحاليين أن الحرائق الأخيرة، التي ضربت الغابات في المنطقة الساحلية مؤخرا، أدت في حصيلة اولية إلى إتلاف أكثر من 11 ألف خلية نحل، كان النحالون نشروها في تلك الغابات، فضلا عن الخلايا البرية التي لا تتوافر إحصاءات دقيقة حول عددها، بسبب تداخلها وكثرة قطعانها الممتدة منذ سنين طويلة، والتي تأقلمت وتكيفت مع البيئة هناك على نحو فطري.
وقال المهندس عبد الرحمن قرنفلة إنه من المؤكد أن كارثة الحرائق، ستسهم في خفض انتاج البلاد من العسل، ولكن ليس بنسبة كبيرة، نظرا لوجود إنتاج واسع للعسل بأنواعه المختلفة خارج المنطقة الساحلية، وإن كان مرعى عسله الخاص، الذي يحدد الجودة والطلب والسعر، ويعتمد كثير من النحالين على الغابات كمورد لأفضل أنواع العسل، حيث توفر أزهارا متنوعة جدا لنباتات مختلفة من أشجار وشجيرات وأعشاب وأشواك برية.
ويجمع النحل عسل السنديان الشهير من مفرزات سوق هذا النوع من الأشجار أو البلوط، وليس من أزهارها، وهو غني جدا بالمعادن، وله استعمالات طبية مختلفة. وفقا لقرنفلة، الذي يؤكد أن عسل الغابات هو أفضل أنواع العسل، لأنه ينتج دون نشاط بشري، أو أية ملوثات كيميائية، أومبيدات حشرية، كما أن النحل هناك نادرا ما يتعرض لأمراض تستلزم تدخل الإنسان، واستخدام الأدوية والعقاقير الطبية، فضلا عن أن الغابة توفر مصادر للنحل ليصنع العكبر، الذي هو أفضل مضاد حيوي طبيعي ضد الفيروسات والبكتريا والفطور، ويتسخدمه لسد شقوق وفتحات الخلية، ليمنع تلوثها من الداخل.
ويتعدى دور النحل إنتاج العسل إلى الحفاظ على التوازن البيئي، وتوازن الحياة عموما، حيث يلعب دورا أساسيا في إخصاب عدد كبير جدا من النباتات، عبر نقل غبار الطلع من الأزهار المذكرة، إلى تلك المؤنثة، ليسهم في عملية الإخصاب، وتكاثر النباتات، والحفاظ على التنوع الحيوي، لذا سيؤدي غياب النحل إلى غياب عدد هائل من النباتات، التي تضمن مثل هذا التوازن.
وكان مدير زراعة اللاذقية المهندس منذر خير بك أعلن، في وقت سابق، حصرا بالخسائر التي تعرضت لها المحافظة، مبينا خسارة 6799 خلية من أصل 80 ألفا.