ذهب أصحاب الأموال بالمناصب الفوز بالتزكية.. "الأسماك الكبيرة تأكل الصغيرة"
بعد انتظار طويل لقانون الغرف وتأجيل انتخابات مجالس الغرف مرات عديدة لحين صدوره وبدء الانتخابات وصرف المرشحين لملايين الليرات كحملات إعلانية.. يتفاجأ المتابعون اليوم بأن التزكية هي العماد والأساس في أغلب الغرف التي شهدت "انتخابات" ولاسيما أن الانتخابات تمت في مفاصل منها بعيدا عن روح القانون الذي كان منتظرا.
"فازوا بالتزكية" عبارة رافقت انتخابات غرف التجارة لغاية الآن في كل من اللاذقية والحسكة وريف دمشق التي كانت الأكثر إثارة للاستغراب وهي التي كان من المقرر إجراؤها /5/ الشهر الجاري أي بعد يومين بمعى أن الفائزين لم يجروا أية انتخابات ما يطرح العديد من الأسئلة وأولها لماذا كان التأجيل المتكرر لهذه الانتخابات بانتظار صدور القانون .. ولماذا يعلن عن إجراء انتخابات بالأساس إذا كان مفهوم التزكية قائما ..؟ حيث كان بإمكان التجار الاتفاق فيما بينهم على أعضاء المجالس الأمر الذي هو جوهر هذه "التزكية" بحسب ما وصفه أمس مدير اتحاد غرف التجارة السورية فراس جيجكلي في تصريح صحفي حيث قال إن " المرشحين لانتخابات مجلس إدارة غرفة تجارة ريف دمشق اتفقوا أمس فيما بينهم، وانسحب ٧ مرشحين من أصل ١٩ مرشحا ليبقى 12 يعتبرون فائزين بالتزكية".
وبالنظر إلى أسماء الفائزين بالتزكية قد يفهم المتابع بعض الأمور فعلى سبيل المثال عندما ننظر إلى أسماء بعض الفائزين بالتزكية في غرفة تجارة ريف دمشق
نجد كل من أسامة مصطفى وعامر خيتي ومحمد خير سريول وآخرين من أسماء رجال الأعمال الذي أطلق عامة الشعب عليهم أسماء "الحيتان الكبيرة" .. فهل "تزكيتهم" جاءت من باب المصادفة أم أن "الأسماك الكبيرة .. أكلت الأسماك الصغيرة" ضمن ذاك الاتفاق الذي تمخضت عنه التزكية أو التوافقات كما أحب تسميتها مدير اتحاد غرف التجارة السورية والتي لا يعلم أحد كيف تمت وعلى أية معايير وأسس وماذا حصّل المنسحبون من "الأسماك الصغيرة" لقاء ذلك ..وهل كانت هذه الاتفاقات موجودة أساسا قبل بدء الانتخابات ..؟ كل هذه الأسئلة وأكثر أصبحت مثار جدا وتتطلب إيضحات ولاسيما من وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك طلال البرازي.
وللوقوف على قانونية موضوع "التزكية" تواصلت صاحبة الجلالة مع مصدر قانوني الذي أكد أن الفوز بالتزكية قائم قانونا ولكن في حالات الانسحاب وبقاء العدد المطلوب فقط لشغل تلك المناصب موضحا أنها قد تتم في بعض الأحيان من خلال عملية مبرمجة ومتفق عليها "لعبة" وخاصة ان الانتخابات وما يتخللها هي بالأساس لعبة انتخابية أو عملية كما يحلو للبعض تسميتها.
ويبقى القول أنه إذا كان الفوز بالانتخابات بالتزكية فكيف ستكون النتائج على أرض الواقع في مرحلة حساسة تمر بها البلد وتتطلب دور مهم من التجار ورجال الأعمال للإقلاع بالاقتصاد الوطني ونسج علاقات خارجية تخرج الشعب قليلا من عنق العقوبات والحصار..؟