بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

الرسوب والنجاح والفيزيولوجيا وعلاقتهما بحساسية الرفض واضطراب الشخصية الاجتنابي

الأربعاء 30-09-2020 - نشر 4 سنة - 4723 قراءة

 

                       الرسوب والنجاح والفيزيولوجيا

        وعلاقتهما بحساسية الرفض واضطراب الشخصية الاجتنابي

بإشراف الأستاذ الدكتور رشاد محمد ثابت مراد

Prof.Dr.Rashad Murad

 

تقديم باحثة الماجستير الصيدلانية

إيناس مالك الشوفي

تأثير النجاح على الفيزيولوجيا

يؤثر النجاح على المستوى الشخصي والمهني. يزيد النجاح الثقة والأمان والقدرة على العطاء بمستوى أعلى. كما يؤثر النجاح على كيمياء الدماغ جاعلاً منه أكثر تركيزاً وذكاءً، كما يزيد نشاط الدوبامين في المخ، يمتلك الدماغ شبكة مكافأة والتي يدعم نشاطها المرتبط بالدوبامين المشاعر الرائعة التي تنتاب الشخص في حالات النجاح. كما يعمل النجاح كمهدئ فهو يقلل تراكيز هرمونات الإجهاد كالكورتيزول. ولديه أيضاً بعض الخواص المضادة للاكتئاب. أثاره النفسية تعزز الثقة بالنفس كثيراً لدرجة قد تصل إلى الشعور بالسيطرة على العالم.

بينت إحدى الدراسات أن النجاح يعزز إفراز الإندروفين مما يخفف الآلام, كما يعزز إفراز الدوبامين والسيروتونين مما يشجع الشخص على الانغماس في العمل أكثر لتحقيق نجاحات أكثر متناسياً أعباء العمل و الجهد.

 

تأثير الرسوب على الفيزيولوجيا

يسبب الفشل الشعور بالإحباط ويجعل الهدف يبدو أقل قابلية للتحقيق أي يسبب فقدان الدافع والحافز لتحقيقه، كما يجعل الشخص يشعر بأن قدراته أقل من مستوى هدفه وأنه لن يكون قادر على تحقيقه مما يسبب شعور بالعجز، والذي هو أقوى أنواع الفشل.

يسبب الفشل جروح عاطفية ويستجيب العقل لهذه الحالة عبر جعل النفس تستسلم بحيث تكون الحالة أخف وطأة عند تكرارها لمرة أخرى.

إن حدوث حالة فشل واحدة لدى الشخص تسبب ما يسمى بالخوف اللاإرادي من الفشل، و هذا ما قد يسبب تخريب ذاتي لا إرادي، و هي الحالة الأكثر شيوعا التي يحاول الأشخاص من خلالها حماية أنفسهم من ألم الفشل المستقبلي عبر خلق إعاقة ذاتية. أي خلق أعذار ومواقف تبرر لهم سبب فشلهم. مثل تصور أمراض جسدية كالصداع، ألام المعدة التي تجعل من الصعب التركيز على تحقيق الهدف، أو مثلاً تضخيم أزمة صغيرة لتبرير عدم قدرتهم على الاستعداد للمهمة.

ومن أكثر الاثار السلبية سوءاً هو نقل الحزن والفشل من الأباء إلى الأبناء عن غير قصد من خلال الشكوى والتذمر المستمر، أو التفاعل بقسوة وإشعارهم بالإحباط، أو الانسحاب عندما يفشل الأطفال دون محاولة مواساتهم وتحفيزهم للتعلم من الأخطاء. وهذا ما ينقل إليهم الحزن و يطور الخوف من الفشل. في هذا السياق لا بد من الإشارة إلى أن الفشل في البداية يسبب زيادة قوة الإرادة و التحمل لكن يترافق ذلك مع الخوف من الفشل مرة أخرى و ذلك ما يستنزف قوة الإرادة و ذلك لإن الدماغ يحتاج الغلوكوز و التغذية المتوازنة للقيام بالوظائف المثالية (المعرفية، إدراك صنع قرار، تحكيم المواقف، التخطيط،....) وعندما يحدث فرط في العمل تنفذ مصادر الغذاء اللازمة للدماغ مما يسبب ضعف الإرادة

الفشل يحفز إطلاق الكورتيزول المسؤول عن القلق و عدم الشعور بالرضا والقبول.

كما أن الفشل يخلق حالة تدعى التحفيز الاجتنابي و هذا يسبب حدوث قلق يؤثر بدوره على وظائف الجسم.

 إن تأثيرات النجاح و الرسوب و القبول و الرفض على الأشخاص تتفاوت من شخص لاخر و قد تظهر بمظاهر متعددة من أمراض نفسية و اجتماعية و غيرها.

بعض الأشخاص المتعرضين للرفض الكلامي والعاطفي تتطور لديهم أمراض كاضطراب الشخصية الاجتنابي وحساسية الرفض و اكتئاب و غيرها.

 

اضطراب الشخصية الاجتنابي Avoidant personality disorder

لوحظ لدى من الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب أنماط سائدة من القلق الاجتماعي و الكبح لاجتماعي. الشعور بالعجز و الدونية و حساسية شديدة اتجاه  التقييم السلبي و تجنب التفاعل الاجتماعي. ويصف هؤلاء المرضى أنفسهم بأنهم لا يشعرون بالراحة و دائما قلقون، وحيدون، و عموما يشعرون بأنهم غير مرحب بهم من قبل الاخرين. وغالبا ما يعتبرون أنفسهم بأنهم غير أكفاء اجتماعيا أو غير جذابين شخصيا.

عادةً نلاحظ اضطراب الشخصية الاجتنابي في بدايات مرحلة البلوغ. ويرتبط كلا من تجاهل مشاعر الأطفال العاطفية و رفض جماعة الأقران (كالمتنمرين مثلا) بزيادة خطر نشوء اضطراب الشخصية الاجتنابي.

العلامات والأعراض:

ينشغل هؤلاء المرضى بعيوبهم و بتكوين علاقات مع الاخرين في حالة واحدة فقط إذا كانوا يؤمنون بأن الاخرين لن ينبذوهم. فالخسارة و النبذ مؤلمين بشدة لدى هؤلاء المرضى.

  • حساسية شديدة اتجاه النبذ.
  • فرض العزلة الاجتماعية على الذات.
  • الخجل و القلق الشديد في المواقف الاجتماعية.
  • تجنب التواصل الجسدي لأنه قد ارتبط بمحفزات غير سارة.
  • الشعور بالعجز.
  • انخفاض شديد في تقدير الذات.
  • كره الذات.
  • الشك في الاخرين.
  • البعد العاطفي المتعلق بالعلاقات الحميمة.
  • مشاكل في الأداء المهني.
  • في بعض الحالات المتطورة يكو لديهم رهاب الأماكن العامة.

 

الأسباب:

متعلقة بعوامل اجتماعية، وراثية، ونفسية. و قد ارتبطت العديد من حالات اضطراب الشخصية الاجتنابي بمرحلتي الطفولة و المراهقة.

الأنواع:

الأنواع الفرعية

السمات

اضطراب الشخصية الاجتنابي الرهابي

تبلد الحس- تجنب التهور- تأنيب الضمير

اضطراب الشخصية الاجتنابي المتناقض

النزاع و الخلاف الداخلي- مخاوف من الاعتماد على الغير- مضطرب- غير متصالح مع ذاته- متردد- غاضب- يصاب بتشنجات دائما

اضطراب الشخصية الاجتنابي شديد الحساسية

شكاك- حذر جدا- منفعل- حساس اتجاه النقد- ضيق الخلق- حاد الطبع

اضطراب الشخصية الاجتنابي الخاذلة لذاتها

يحطم ذاته- يتخلص من الصور و الذكريات- و هو شخص انتحاري

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

العلاج:

  • التدريب على المهارات الاجتماعية
  • العلاج المعرفي بتعريض المريض للتواصل الاجتماعي بزيادة تدريجية
  • العلاج الدوائي مثل MAOs

 

حساسية الرفض

 

درست تأثيرات القبول و الرفض على الانسان من الناحية الفيزيولوجية و السيكولوجية. بينت الدراسات أن للرفض تأثير كبير على الانسان حتى أنه يطال حياته اليومية. كما أن هناك أناس أكثر حساسية للرفض من غيرهم. وفقاً لدراسة أجريت عام 2007 درست كيفية استجابة الأفراد الذين يعانون من حساسية الرفض لتعبيرات الوجه أظهر هؤلاء الأفراد تغيرات في نشاط الدماغ عند تعرضهم للرفض الكلامي و الحركي و ذلك باستخدام الرنين المغناطيسي.

كما تحدث حالة من زيادة النشاط الفيزيولوجي عند التعرض للرفض حيث يبقى الجسم بحالة استعداد و تأهب و يزداد افراز الأدرينالين ليزيد النشاط الجسدي و الفكري.

كما يعاني هؤلاء الأشخاص من حالة تسمى الانتباه المتحيز بما معناه أنهم يركزون على حالة الرفض فإذا طلب شخص من 10 أشخاص المجيء إليه، و وافق 9 أشخاص منهم و رفض شخص فإنه سيركز على الشخص الذي رفض و ينتابه شعور سيء.

تختلف حساسية الرفض من شخص لأخر و لكن هناك أسباب للإصابة بها، من هذه الأسباب تجارب الطفولة حيث أن التجارب المبكرة للرفض و سوء المعاملة تساهم بشكل كبير في تطور حساسية الرفض فالتعرض للرفض الجسدي و العاطفي من قبل أحد الأبوين يزيد الامر سوء.

يؤدي الرفض إلى جعل الأمراض النفسية و العقلية بحالة أسوأ و قد تكون عامل خطير في تطوير الاكتئاب و هذا ما نشرته دراسة Behavior research and theraby

كما كشفت دراسة أخرى أجريت عام 2019 وجود صلة بين حساسية الرفض و الأفكار الانتحارية.

يحمل الرفض على مسارات الألم الجسدي في الدماغ و تظهر دراسات الرنين المغناطيسي FMRI أن نفس المناطق التي تتفعل عند الألم الجسدي تتفعل عند حالات الرفض. كما أن بعض حالات الرفض تترافق مع صعوبة بالتنفس و ألم صدري و ارتفاع ضغط الدم..

المخ لا يستطيع أن يحدد الفرق بين الالام الناجمة عن الرفض و الالام البدنية كقلع الضرس. ولذلك كان لاستخدام مسكنات الألم كالباراسيتامول اثر إيجابي في التخفيف من الألم الناتج عن الرفض العاطفي


أخبار ذات صلة