غلاء الأسعار يصل إلى الزعتر الحلبي !
الكثير من المواد الغذائية يمكن الكشف عن صلاحياتها أو الغش فيها سواء من اللون أو من الرائحة أو المذاق أو بمجرد النظر إليها، لكن بعض المواد الغذائية يصعب كشف الغش فيها، كالزعتر مثلا، وللزعتر نوعين أساسيين هما الزعتر الأحمر والزعتر الأخضر.
وتشتهر مدينة حلب بصناعة الزعتر بأنواعه، ولا بد لكل من يزور حلب أن يحمل معه الزعتر هديةً لأهله وأصدقائه، فيما توارثت الأجيال هذه الصناعة عاماً بعد عام حتى باتت تراثاً حلبياً عريقاً وارتبط اسم حلب بالزعتر الحلبي، كما ارتبط باسم بعض العائلات الحلبية الشهيرة بصناعة الزعتر كمهنة تقليدية.
أما البدايات التاريخية للزعتر الحلبي فتعود إلى منطقة باب الفرج والأسواق القديمة مثل سوق المدينة وحي الكلاسة، حيث انطلقت منها العديد من الصناعات التقليدية العريقة.
وفي سياق متصل، شهد الزعتر الحلبي ارتفاعاً في سعره ليتراوح بين 2400 إلى 2600 ل.س للكيلو الواحد.
ويعود سبب ذلك على ارتفاع سعر السمسم حيث وصل سعر السمسم إلى 2600 ليرة، خاصة وأنه مستورد نظراً لأن الإنتاج المحلي لا يكفي حاجة السوق.
ويعد السمسم من المكونات الأساسية للزعتر، ويشكل 40% بالنسبة للزعتر العادي و60% للزعتر الممتاز، فيما يتكون الزعتر من “الشمرا – الكمون – اليانسون – الكزبرة – السماق – القضامة – الفستق – الحنطة المحمصة – والبزر المحمص”.
حيث يتم تنسيق هذه المواد بكميات مدروسة ما يجعل للزعتر مذاقاً خاصاً كما يقول سامر السالم أحد بائعي الزعتر في حلب، ويضيف السالم: “يمكن الكشف عن الغش في الزعتر عند تذوقه، فإذا كان هناك حبيبات لا تذوب أو تبقى عالقة عند البائع فيكون الزعتر مغشوشاً إما بكميات من البرغل الناعم أو بمواد غير صالحة للأكل”.
تلك الأنواع من الغش تدفع البعض لتصنيع الزعتر منزلياً، ضماناً للطعمة وعدم الغش في مكوناته، كما هو الحال مع هنادي التي تفضل أن تصنعه بنفسها ولا تشتري الزعتر من السوق إلا عند الحاجة.
تقول هنادي : “هناك عدة خلطات للزعتر، أنا أعتمد في ذلك على القضامة الصفراء والسمسم المحمص والسماق والزعتر اليابس المطحون والكزبرة والكمون واليانسون والشمرا، وهذه المكونات هي التي تحدد طعم الزعتر الجيد”.
وتضيف هنادي: ” في السابق كنا نشتري الزعتر من السوق وكانت الأنواع مضمونة وذات جودة عالية، لكن الآن يبدو أن كل شيء تغير حتى وصل الغش للزعتر”.
الجدير بالذكر أن الزعتر الحلبي يعد مادة أساسية للتصدير إلى خارج سوريا، وخصوصاً إلى الدول العربية، فيما حافظت حلب على إنتاج كميات من الزعتر ذات الجودة العالية رغم محاولات الغش في مكوناته.
الخبر