هل يستطيع الاقتصاد السوري تحويل كارثة بيروت الاقتصادية لفرصة ذهبية؟
أكدت الباحثة الاقتصادية الدكتورة رشا سيروب أن سورية تستطيع أن تجعل من تفجير مرفأ بيروت فرصة مهمة لتقوية اقتصادها وزيادة الإنتاج في معاملها ومنشآتها.
وشرحت سيروب، بحسب تلفزيون الخبر، أن هذا ممكن من خلال العمل على تلبية الطلب في السوق اللبنانية، خاصة أنّ لبنان بالأساس بلد مستورد يعتمد على القطاع المالي والسياحة، وليس مثل سورية بلد منتج، وباعتبار مرفأ بيروت يغطي 65% من المستوردات اللبنانية .
وتابعت “بإمكان سورية أن تكون المنقذ الأول للاقتصاد اللبناني من خلال الاعتماد على مرفأي طرطوس واللاذقية باعتبارهما مصنفين كمرفأين متوسطي الحجم على خلاف مرفأ طرابلس الذي يعتبر مرفأ صغير”.
وأضافت ” نستطيع تنمية الاقتصاد السوري، عن طريق التصدير إلى لبنان خاصة أن القدرة الشرائية للمواطن اللبناني أعلى من القدرة الشرائية للمواطن السوري، ولذلك فهي منفذ جيد جداً للاقتصاد السوري في تشجيع الإنتاج وتخفيض معدلات البطالة ووصول البضائع السورية لسوق أخرى غير السوق السورية الداخلية، وتأمين المزيد من القطع الأجنبي” .
وأستطردت سيروب أنه يجب العمل على إعادة تفعيل اتفاقيات الأخوة والتعاون الموقعة بين مرفأي طرطوس وطرابلس، ومرفأي اللاذقية وبيروت تحت مظلة المجلس الأعلى السوري اللبناني، وبالتالي تحويل الكارثة اللبنانية إلى فرصة يستفيد منها كلا البلدين بتعزيز نوع من التكامل والتعاون بين سورية ولبنان.
ونبهت الباحثة الاقتصادية أن هذا يتطلب أن تكون السياسات والإجراءات مدروسة وواضحة، مع متابعة ورقابة، فمشكلتنا في سورية هي في غياب المتابعة والرقابة، لكن إمكانية تطبيق هذه السياسات يعتمد على قرار وتوافق سياسي بين البلدين.
وأكدت سيروب أن الحديث عن نكبة الاقتصاد السوري بسبب التفجير كلام غير منطقي ولا أساس له من الصحة، مشيرة أن إحصاءاتنا الرسمية، تكشف أن مستوردات سورية من لبنان من كافة المنافذ الحدودية سواء البحرية أو البرية أو الجوية لا تتجاوز 3,5% من إجمالي المستوردات السورية، وبالتالي نسبة مساهمة مرفأ بيروت من إجمالي المستوردات السورية ستكون أقل بكثير.
وقالت “غير أن التأثير سيكون واضحاً فيما يخص المساعدات الإنسانية لأن مرفأ بيروت هو المحور الأساسي الذي كان يتم من خلاله تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى سورية، لكن إلى الآن لا يوجد صورة واضحة إن كان سيستمر ورود هذه المساعدات عن طريق مرفأ طرابلس أو سيكون هناك استثناء لسورية بحيث يسمح بوصول المساعدات عن طريق المرافئ السورية (طرطوس واللاذقية)
و لذلك تعتقد سيروب أن ذلك سيكون فرصة لتطلب سورية إعادة إرسال المساعدات الإنسانية عن طريق المرافئ السورية بشكل مباشر.
ونوّهت أنه قد يكون لهذه الكارثة أثر إيجابي من حيث تقليص حجم التهريب الذي كان يتم عبر لبنان، وبالتالي سيضطر التاجر السوري إلى الاعتماد على المرافئ السورية لإدخال السلع والبضائع التي كانت تستورد إلى لبنان وتدخل بشكل غير نظامي إلى سورية، وهذا يتطلب مرونة وشفافية وتسريع في إجراءات التخليص وتخفيض تكاليف المعاملات عبر مرفأي طرطوس واللاذقية