شاب من السويداء يلغي حفل زفافه لحماية أهله وناسه أبو عاصي: لم أضح بعرسي بل كان يمكن أن أضحي بأهلي وأصدقائي لو أقمت الحفل
صاحبة_الجلالة – ضياء الصحناوي
على وقع الأخبار المرعبة عن فايروس كورونا، وبظل استهتار وعدم مبالاة عدد كبير من المواطنين، قرر الشاب باسل أبو عاصي وعروسه هديل الشعار؛ إلغاء حفل زفافهما وكل العادات المرافقة له، وتحويل المبلغ المرصود للجمعيات الخيرية، ولشراء الكمامات وتوزيعها مجاناً.
الشاب الذي أمضى سنوات طويلة في العمل والغربة، كان يحلم كغيره بعرس كبير، وأجواء لا تنسى تبقى ذكرياتها مدى الحياة، قرر بتشجيع ومباركة من أهل عروسه ومحيطه أن يلغي كل العادات والتقاليد المتبعة، واقتصار الزفاف على أخذ صور تذكارية فقط.
كان القرار أن نقيم عرسنا في مطعم يضم الأهل والأصدقاء، ولكن الانتشار السريع للفايروس، وعدم قدرة الناس على استيعاب خطره الكبير، جعلني أفكر بطريقة مختلفة.. هكذا قال باسل أبو عاصي لصاحبة الجلالة عن قراره، وأضاف أنه كان يقيم في العراق بحكم العمل، وحضر عرساً كبيراً في عز انفجار الوباء، وكان هناك مصابين في السهرة دون أن يعلموا، فكانت النتيجة صادمة، وأولها نقل العروسين إلى المشفى على وجه السرعة، وحجر كافة الموجودين، ووفاة اثنين منهم بعد ذلك.
وأضاف أبو عاصي أنه خرج من بيئة فقيرة كغالبية أهالي هذه المحافظة، فاغترب وعمل بجد وكون ثروة صغيرة استطاع من خلالها تحسين وضعه المادي، وإنشاء عمل يدر عليه وعلى محيطه دخلاً جيداً، ويعرف وضع المواطنين قبل وبعد انتشار الوباء، وفكر وعروسه بإرسال رسالة خاصة للناس أن الحياة يجب أن تستمر، ولكن يجب أن تستمر بخوفنا وحرصنا عليها.
المبلغ الذي رصده العريس للزفاف كبير (تتحفظ صاحبة الجلالة عن ذكره)، وسوف يتم توزيعه على جمعيات ميماس (القرية التي ينحدر منها باسل)، وعلى جمعيتي سهوة الخضر، والكفر، كما رصد مبلغاً كبيراً لشراء الكمامات وتوزيعها في السويداء.
ويختم أبو عاصي بالقول: «أنا لم أضح بعرسي؛ على العكس تماماً، كان يمكن أن أضحي بأهلي وأصدقائي وبنفسي لو أقمت الحفل، وقراري ليس له علاقة بالشهرة أو كسب التعاطف، وكان منشوري على صفحتي لإعلام كل الأصدقاء فقط عن إلغاء الحفلة».
الجدير بالذكر أن قرار أبو عاصي وعروسه لم يكن الأول في السويداء، لكن ظروفه تختلف في ظل انتشار المرض، وعدم قدرة الكثيرين على التصدي له، والوقاية منه، وهو ما يفرض تغييراً في نمط الحياة حتى تمر هذه الجائحة الخطيرة.