إلى أين يذهب السوريون في العيد..؟ عيد بلا مشاوير ....
"كل عام وأنتم بخير" مرفقة بصور المعايدات مع تصفح مواقع التواصل الاجتماعي هو على الأغلب جُلً ما يمكن أن يقوم به السوريون في عطلة عيد الأضحى المبارك التي جاءت هذه المرة متزامنة مع ضعف شديد بالقدرة الشرائية يكرسه غلاء فاحش يهيمن على الأسواق.. وموجة حر شديدة تضرب البلاد يضاعفها تقنين كهربائي.. وكورونا تزداد حالات الإصابة به بين العباد يقيد الحركة والنشاط.
لأول مرة تأتي كل هذه الأمور كلها مجتمعة لتجعل من أيام العيد مجرد عطلة لا أكثر ولا أقل ولترسم للمواطنين خريطة أو برنامج شبه موحد يقوم على البقاء في المنازل وهم الذين لم يستطيعوا حتى أداء طقس العيد الأساسي المتمثل بتقديم أضحية وذلك بعد أن وصل ثمنها لنحو نصف مليون ليرة.
ومن خلال استطلاع أجرته صاحبة الجلالة مساء أمس "ليلة الوقفة" في شوارع وأحياء مدينة دمشق لمعرفة أين سيقضي السوريون عطلتهم جاءت الأجوبة "مؤلمة" تعكس الواقع حيث قال أبو يارا // يعني وين بالبيت.. ليش الواحد عم يضل معو مصاري لياكل حتى "يتبهنك" ويروح مشاوير// فيما رأت الحاجة أم عمر أن الغلاء وقف حائلا أمام التفكير بعمل أي شيء بالعيد حتى صنع الحلويات المنزلية التي كانت ملاذ أصحاب الدخل المحدود فيما مضى محملة التجار مسؤولية رفع الأسعار // التجار صارو ما بيخافو الله.. ضلو يرفعو الأسعار بحجة ارتفاع الدولار ولما نزل ما حدا منهم نزل الأسعار//.
وطبعا الغلاء لم يكن هو المتحكم الوحيد بكيفية قضاء السوريين لعطلة العيد حيث اعتبر عدد من المواطنين أن الكثير من خططهم للخروج إلى المتنزهات والحدائق اصطدمت بموجة الحر التي تشهدها سورية وهو ما عبرت عنه وفاء وهي طالبة جامعية حين قالت //هادا الجو قمة الازعاج .. مو حاجة الواحد ما فيه عم يروح على مطاعم وملاهي..لسى كان ناقص الشوب.. لاء.. وكهربا متل الخلق ما في //.
وأما الذين اعتادوا السفر في الأعياد إلى قراهم في أرياف المحافظات فأصبحت تلك العادة تتطلب منهم الكثير من الحسابات والتفكير نظرا لأن التكاليف أصبحت فلكية مقارنة بالدخل ولاسيما بعد رفع أسعار النقل حيث باتت العائلة المؤلفة من 5 أشخاص تحتاج للذهاب من دمشق إلى اللاذقية على سبيل المثال 25 ألف ليرة ومثلها للإياب أي راتب شهر لخريج جامعي الأمر الذي عبر عنه أبو مقداد وهو من أبناء اللاذقية ويقيم في دمشق // السفرة بعد ما رفعو الاسعار صار بدها خطة خمسية متل خطط الحكومة//.
وفيما يتعلق بمن يمتلكون القدرة المالية والقادرين على إجراء رحل سياحية و حجوزات فندقية وارتياد المنتجعات والمطاعم والشواطىء وحضور الحفلات الفنية.. فهؤلاء قطعا لم يؤثر على أفكارهم في قضاء عطلة العيد لا ضيق ذات اليد ولا الحر أو التقنين الكهربائي.. وإنما كورونا الذي وبسبب ازدياد حالات الاصابة به تعطلت أغلب تلك الفعاليات وتقلص نشاطها لجهة التدابير الاحترازية أي أن تأثير فيروس كورونا على برامج المواطنين العاديين خلال العيد كان أقل لجهة إلغاء الزيارات والاجتماعات العائلية أو السيران .
وأنتم أين ستقضون عطلتكم..؟