باعة يساومون على كيس النايلون.. لنرجع إلى زمن (شنطة السوق) أو لنضع مشترياتنا في جيوبنا..؟!
صاحبة_الجلالة _ أحمد العمار:
حسم البائع الجدل مع الزبون الذي طلب شراء خوخ بـقيمة 200 ليرة سورية، لأنه لا يستطيع شراء كغ كاملا بـ 800 ليرة: لن أبيعك كمية تقل عن نصف كغ، لأنني سأخسر قيمة الكيس، التي وصلت مؤخرا إلى 30 ليرة، لقد كنا نشتري ربطة الأكياس بـ400 ليرة، والآن وصلت إلى 2800 ليرة.. وهكذا فشلت "الصفقة"، وصمت البائع بعد أن عجز عن جواب الزبون الذي سأله مندهشا: وهل أضع الخوخ في جيبي.. ؟!!
يلخص هذا الموقف والمواقف المشابهة، مشكلات صغيرة دفعت بها موجة الغلاء الأخيرة إلى السطح، ولم يكن الباعة والزبائن يهتمون بها فيما مضى، حيث بات البائع (يقرش) ثمن الكيس كنسبة من الكمية المباعة، وبالتالي لن يبيع طالما شكلّ هذا الثمن نسبة محددة من قيمة السلعة..
ويبدو أن مشكلة نقص الأكياس تدحرجت من منافذ بيع القطاع الخاص لتصل إلى نظيرتها في العام، التي يقف نقص الأكياس لديها في بعض الأحيان عقبة أمام المبيعات، ففي إحدى صالات السورية للتجارة، كانت مادة السكر متوافرة بكميات كبيرة، ولكن لم نشاهد زبائن يشترون، وعندما سألنا البائع عن السبب أجاب: لا توجد لدينا أكياس، أحضرنا اليوم 2500 منها، لكنها نفدت جميعا، ومن أراد الحصول على السكر، فليحضر كيسا معه.. !!
وبات من المشاهد المألوفة في مخابز القطاع العام، أن يباع الخبز دون كيس، ثم تتفاجئ بأن طفلا أو طفلة يبيعون لك الكيس بـ 25 ليرة، علما بأنه يفترض أن هذه المخابز تبيع لزبائنها ربطة وليس خبزا، أي سبعة أرغفة ضمن كيس، مع الإشارة إلى تراجع جودة الأكياس سواء لدى منافذ بيع الخاص أم العام، والتي كثيرا ما تتمزق حال استعمالها، ما جعل المتسوقين يترحمون على أيام أكياس الورق و(شنطة السوق) المصنوعة من الجلد الصناعي أو القماش أو الكتان، والتي لطالما خصصتها الأسرة السورية لمشترياتها، سيما من الخضار والفواكه، زمنا طويلا.. !