أكبر المنتجين للشحوم المعدنية في البلاد ووكيل (فوكس) الألمانية زيوت رخيصة من دول الجوار استخدمت في (السرافيس) وأساءت لنظيرتها المحلية
صاحبة_الجلالة _ أحمد العمار:
لا يحدد المستهلك جودة الزيوت والشحوم المعدنية حال شرائها، إنما بناء على نتائج أدائها، وانعكاس ذلك على سلامة محرك السيارة أو الألة التي استخدمت فيها هذه الزيوت أو الشحوم، وإذا كانت السوق، قبل الأزمة، منضبطة إلى حد كبير، إلا أن سنين الأزمة خلطت أوراق الجيد والردئ من هذه السلع، حيث دخلتها زيوت وشحوم رخيصة منشأها دول الجوار، جرى تصنيعها ضمن مواصفات رديئة، لا تتطابق والاشتراطات المعمولة بها في هذه الصناعة حول العالم.
يشير المدير العام لشركة عبد الكريم للزيوت المعدنية- عضو مجموعة عبد الكريم- فواز غليون إلى أن هذه الزيوت الرخيصة، هي زيوت معاد تكريرها، واستخدمت على نطاق واسع، خلال الأزمة، في حافلات نقل الركاب (السرافيس)، وذلك بالنظر للحاجة الكبيرة والمتكررة في هذا القطاع، حيث يلجأ سائقو هذه الحافلات، والذين هم على الأغلب ليسوا أصحابها، إلى استعمال هذه الزيوت التي يقل سعرها بنحو 20-30% عن سعر الزيوت عالية الجودة والمضمونة، والشيء نفسه بالنسبة لزيوت الفرامل والآلات والشحوم وغيرها..
وتستحوذ شركة عبد الكريم على أكبر حصة سوقية من سوق الزيوت التي ينتجها القطاع الخاص، أي باستثناء الكميات المنتجة في معمل مزج الزيوت التابع لمصفاة حمص، أما عن جودة منتجاتها، فيقول غليون لـ"صاحبة الجلالة" إن الشركة هي الوكيل الحصري لزيوت (فوكس) الألمانية والمعروفة حول العالم، وتنتج في سورية تحت علامتين تجاريتين FUCHS ) بترخيص من (فوكس) الأم، و(ARMADA) كعلامة خاصة بالشركة ولا علاقة لـ(فوكس) بها، إضافة لإنتاج زيوت لعملاء أو مناطق محددة، ولعلامات فرعية مثل (CARRIER) و(AOG) و(CHAMPION)، وبالتالي، فإن جودة هذه المنتجات مضمونة بإشراف (فوكس) العالمية، التي يسحب خبراء منها عينات من إنتاج الشركة بشكل دوري، ويجرون عليها الاختبارات اللازمة، وهو أمر متبع لدى الوكلاء جميعا، مع الإشارة إلى أن صناعة الزيوت تعتمد بالدرجة الأولى على زيوت الأساس، ثم إضافات أخرى كمضاد الأكسدة ومحسن اللزوجة ومانع التآكل وسواها..
ويضيف غليون أنه لا يتوافر حجم دقيق لسوق زيوت السيارات في البلاد، والتي تآكلت بعض الشيء، خلال الأزمة، جراء تراجع عدد السيارات، ووقف استيرادها، إضافة لتوقف عدد كبير من المنشآت الصناعية، التي كانت مركباتها وآلاتها تتطلب كميات كبيرة من الزيوت والشحوم، مبينا أنه في الوقت الذي تتنافس فيه الشركة مع منتجين أخرين في إنتاج الزيوت المعدنية، فإنها أكبر المنتجين للشحوم المعدنية في السوق المحلية، وتغطي احتياجات القطاعين الخاص والعام من هذه المادة.
وتعاني الشركة، وفقا لغليون، من المشكلات نفسها التي تعاني منها الصناعة الوطنية هذه الأيام، سيما لجهة تأثير العقوبات الاقتصادية الظالمة على البلاد، وقلة الطلب، وتذبذب أسعار الصرف، وغيرها.. علما بأن الشركة لم تتوقف عن الإنتاج طوال سنين الأزمة، كما أنها ظلت ملتزمة بدفع رواتب موظفيها بالرغم من ظروف العمل الحرجة جدا، والتي مرت بها من وقت لآخر، كما أنها توفر تأمينا صحيا لهؤلاء الموظفين المسجلين جميعا في التأمينات الاجتماعية.
يشار إلى أن مجموعة عبد الكريم بدأت إنتاج الزيوت من معملها في تل كردي في ريف دمشق عام 1986، وركزت على إنتاج الزيوت والشحوم، ثم أنشأت معملا للكيمياويات الخاصة بترخيص من شركة كيمياويات عالمية لمعالجة النفط الخام، وآخر للبراميل المعدنية، إلى جانب استثمارات أخرى.