الحجر المنزلي ينشر ثقافة الاعتماد على المونة لتخفيف النفقات
ابتدعت ربات المنازل من وحي ظروف كورونا طرقاً لترشيد الاستهلاك، ومن باب عدم رمي الأطعمة الزائدة فقد وجدن طرقاُ للتدبير والحفظ بما يوازي رواتب أسرهن والدخل الشهري.
تقول السيدة حياة أن أزمة كورونا أحدثت تغييراً جذرياً في حياتها المعيشية حيث أنها لم تعد تشتري إلا السلع الضرورية و”بالحبة” مشيرة إلى أنها قبل ذلك كانت تتبضع بكميات كبيرة، واليوم اكتشفت بأن التدبير المنزلي أصبح الصفة السائدة لدى معظم الأسر نظراً لغلاء الأسعار التي أصبحت تفوق قدرتهم الشرائية.
في حين لجأت تغريد إلى تنشيف الخبز واستخدامه في طبخات يومية في شهر رمضان كالفتوش والفتة وغير ذلك، تقول: لجأت إلى ذلك لأن هناك صعوبة في تأمين كل شيء فحتى لو توفرت”المادة” فهي تباع بضعف سعرها ومعظمنا لا يستطيع الشراء بشكل يومي للأسف.
وائل الحسن خبير التنمية البشرية يبين بأن العديد من الأسر السورية لجأت إلى الاقتصاد في استهلاك حاجياتها الغذائية، في وقت جعل الناس يعيدون النظر في ترتيب حساباتهم، حتى يتحول الظرف إلى عادة إيجابية، يوفّرون من خلاله المال ويحافظون على الصحة، لكن يجب نشر الوعي بين أفراد المجتمع حول أهمية ترشيد الاستهلاك الغذائي خلال فترة الحجر المنزلي، والاستفادة من بقايا الطعام قدر الإمكان بدلاً من التخلص منها.
ومن المهم بحسب خبير التنمية البشرية الاعتماد على المواد الغذائية التي تسهم في الشعور بالشبع لفترات طويلة، كالبروتينات النباتية الموجودة في الفول والعدس والحمص، وكذلك الحساء والبيض والأجبان والفواكه والمكسرات غير المملحة والخضروات الورقية، إضافة إلى تجنب قطع أجزاء كبيرة من الثمار عند تقشيرها والتقليل من الإسراف في الطعام.
كما بالإمكان الاعتماد على المواد التموينية الأساسية وترشيد استهلاكها بصورة مدروسة، ضمن الحدّ الأدنى من الاستهلاك والاعتماد على نظام بديل ضمن المتاح في المنزل، وتعويد الجسم على عادة الصيام والإفطار على وجبة غذائية واحدة قليلة الدهون.
ومن ناحية عدم توفر السلع وغلائها أو حتى احتكارها من قبل التجار قال الحسن: يبدو أن الهلع من الفيروس عزز المخاوف لدى الكثيرين من أن يتحول الموضوع إلى سيناريو كارثي لا يمكن التعامل معه بسهولة فيما بعد مما ساعد على وجود نشاط لبعض التجار وضعاف النفوس للاستفادة من الأزمة عبر زيادة مشترياتها من السلع الغذائية الرئيسية بهدف تخزينها، ومن ثم إعادة بيعها لاحقاً، لتحقيق هوامش مضاربه كبيرة، ففي حال استمرت مظاهر الاستهلاك السلبية يجب تحديد سقف للمشتريات، في مسعى إلى الحد من معدلات التلف التي تتزايد عادة في ظل عمليات التخزين غير المبررة وغير الآمنة، والمدفوعة باعتبارات نفسية وليس للحاجة.
تشرين