ابن طبيب بريطاني يطلب من وزير الصحة تقديم اعتذار رسمي

طلب انتصار تشودري، البالغ من العمر 18 عاما، من وزير الصحة البريطاني استخدام الإفادة الصحفية اليومية التي تقدمها الحكومة البريطانية للاعتذار عن التأخر في حصول العاملين في المجال الطبي على المعدات الشخصية الواقية من فيروس كورونا.

وكان والد الشاب، الطبيب عبد المعبود تشودري، الذي كان يبلغ من العمر 53 عاما، قد حذر قبل وفاته من نقص معدات الوقاية الصحية المتاحة للأطباء.

وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن الاستماع إلى العاملين في الصفوف الأمامية سيساعد الحكومة في تحسين أدائها.

وأضاف بأنه لا يود “التقليل من قيمة” الجهود التي يبذلها الأشخاص الذين يسعون من أجل حصول العاملين في الصفوف الأمامية على المعدات الشخصية الواقية من الإصابة بالفيروس.

وقال هانكوك: “عدد كبير من الناس يبذلون كل ما في وسعهم وقد قاموا بذلك منذ بدء الأزمة. لا أريد التقليل من قيمة الجهود الضخمة التي بذلها عدة آلاف من الناس يعملون على مدار الساعة من أجل محاولة حل المشكلة”.

وقال الشاب انتصار في اتصال هاتفي مع إذاعة “إل بي سي” الثلاثاء: “الرأي العام لا يتوقع من الحكومة معالجة تفشي الوباء بشكل كامل. لكن نريد منك فقط أن تقر علانية بحدوث أخطاء في معالجة هذا الفيروس”.

وأضاف قائلا: “الاعتراف العلني بحدوث خطأ ما لا يعني الاقرار بالذنب، إنما يتعلق الأمر حقيقة بأن تبدو أكثر إنسانية. ولهذا، يُرجى منك أن تقوم بهذا خلال المؤتمر الصحفي اليومي- تقديم الاعتذار العام”.

ورد وزير الصحة قائلا: “من الأهمية البالغة أن نتعلم عن كيفية إنجاز الأشياء بشكل أفضل وأعتقد أن الاستماع إلى أصوات العاملين في الصفوف الأمامية سيشكل جزءا مهما جدا بشأن كيفية تحسين أدائنا”.

وقال انتصار لبرنامج “توداي بروغرام” الذي يبثه “راديو 4” في بي بي سي في وقت سابق إن الوزراء ينبغي أن يأخذوا في الاعتبار تقديم اعتذار خاص للأسر (المنكوبة) في وقت ما من المستقبل، لكن الاعتذار العام من شأنه أن يساعد الآن في تحسين الثقة العامة.

وأضاف انتصار: “بالتأكيد أرغب في الحصول على اعتذار عام لأنني أشعر بأن تعامل الحكومة مع الوباء لم يقتصر على معالجة أزمة المعدات الشخصية الواقية، لكن التعامل مع أزمة الفيروس برمتها لم يكن الأفضل”.

وقال: “اعتقد أننا يمكن أن نغفر ذلك كبلد بسبب أن هذا وضع غير مسبوق، ولهذا من الصعوبة معرفة ما يمكن القيام به”.

وأردف قائلا: “لكنهم ينبغي أن يحاسبوا أنفسهم على هذا، والتعلم من ذلك، ثم الانتقال إلى مرحلة أخرى حتى يمكننا أن نثق بهم أكثر فأكثر”.

توفي الطبيب تشودري، الذي كان اختصاصيا في المسالك البولية، في مستشفى برومفورد في شرقي لندن في وقت سابق من الشهر الحالي.

وأفادت الأرقام الرسمية أن 82 عاملا على الأقل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية و16 عاملا في العناية الصحية تأكدت وفاتهم في المستشفيات بإنجلترا. وخلص تحليل منفصل قامت به قناة بي بي سي نيوز الإخبارية بشأن الأرقام المنشورة إلى أن 113 عاملا في المجال الطبي توفوا جراء فيروس كورونا في مختلف أنحاء المملكة المتحدة.

وتأتي مناشدة تشودري في أعقاب تحقيق لبرنامج بانوراما في بي بي سي خلص إلى أن الحكومة فشلت في شراء معدات الوقاية الشخصية ذات الأهمية البالغة في التعامل مع الوباء.

وخلص البرنامج إلى أن مخازن الحكومة عند تفشي وباء كوفيد-19 في المملكة المتحدة كانت تخلو من والأقنعة الواقية، وأجهزة الفحص، وأكياس حفظ الجثث.