غيض من فيض حكاية جنون الأسعار 44 ساعة عمل يحتاجها المواطن السوري ليحصل على 1كغ من اللحم
صاحبة_الجلالة _ ماهر عثمان
سجلت أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء في سورية ارتفاعا كبيرا خلال الفترة الماضية ترواحت نسبته ما بين 80 و100 بالمئة في بعض المناطق وذلك وسط تساؤلات عن أسباب الارتفاع وتقاذف المسؤولية بين المعنيين بالموضوع حيث حملها البعض لارتفاع أسعار الأدوية البيطرية والعلف والمحروقات وارتفاع أسعار النقل فيما وضعها آخرون"للمسؤولية" برقبة الجمارك على خلفية تهريب المواشي إلى الأردن .
وبالوقوف على أسعار لحوم الأغنام نجدها قد سجلت 10500 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد فيما وصل سعر الكيلوغرام من لحم العجل إلى 6000 ليرة وسطيا وكيلو الفروج 1500 ليرة.
ونحن إذ نستعرض تلك الأسعار فقطعا ليس للخوض في أسباب ارتفاعها وكيفية خفضها واضعين ذلك في سلة المسؤولين عن هذا الأمر وإنما ما ذكرناه آنفا هو لطرق باب غلاء الأسعار وتدني مستوى المعيشة والكشف عن الهوة الكبيرة التي تكتنف العلاقة بينهما من خلال سلعة تعد ضرورية لحياة الإنسان.
والسؤال الذي نطرحه في هذا المقام هو كم عدد ساعات العمل التي يحتاجها المواطن السوري لشراء كيلوغرام واحد من اللحم بحسب متوسط الرواتب والأجور وعدد ساعات العمل ..؟
وبإجراء "حسبة" بسيطة تأخذ بعين الاعتبار أن متوسط الرواتب والأجور لدى موظفي الدولة هو 50 ألف ليرة سورية شهريا وبعدد ساعات عمل تبلغ 210 ساعات في الشهر الواحد بمعدل 7 ساعات عمل يوميا مضروبة بـ 30 يوم عمل تبرز مفاجأة كبيرة.
ولكن قبل المفاجأة ومن أجل رؤية اوضح نستكمل العملية الحسابية من خلال تقسيم الراتب البالغ 50000 ألف ليرة على عدد ساعات العمل الشهرية (210) فيظهر لدينا ثمن ساعة العمل الواحدة في القطاع العام ألا وهي 238 ليرة تقريبا.
وبالعودة إلى أسعار اللحوم التي سقناها أول الحديث وبمقاربتها مع عدد ساعات العمل وثمنها ( 10500 ثمن الكيلوغرام مقسوما على 238 ليرة ثمن ساعة العمل الواحدة ) نجد أن المواطن السوري يحتاج إلى نحو 44 ساعة عمل للحصول على كيلوغرام واحد من لحم الغنم و25 ساعة عمل للحصول على كيلوغرام واحد من لحم العجل و12 ساعة عمل للحصول على فروج بوزن ( 2 كيلوغرام).
وبمعنى آخر فإن شراء الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم يتطلب من المواطن نحو ستة ايام عمل (44 ساعة مقسمة على 7 ) فيما يحتاج الكيلوغرام الواحد من لحم العجل إلى ثلاثة أيام عمل فيما اللحوم البيضاء(الفروج) فتحتاج إلى يومي عمل.
وفي ظل موجة ارتفاع الأسعار التي تشهدها الأسواق تزداد قائمة السلع الضرورية التي تحولت إلى سلع كمالية وتتعمق الهوة بين الدخل والمعيشة .