«بيض نباتي» بأسعار باهظة يقتحم الأسواق والمواطن يقف مستغرباً!
كان ينقص المواطن المزيد من الضغوطات والطلبات التي لا تنتهي، وها هو «البيض النباتي» يطل برأسه واسمه الجديد ليزاحم البيض بأنواعه المختلفة وبأسعاره الملتهبة.
في مدن القلمون كمدينة ديرعطية بدأت بعض مزارع الدجاج تنتج ما يطلق عليه بين أوساط المربين «البيض النباتي» وبدأ يحقق وجوداً لافتاً ووقف أمامه المستهلك مستغرباً ومندهشاً عندما باشرت المحال التجارية والسوبر ماركت في مدن القلمون كالنبك وديرعطية ومن خلال عدد من أسواقها ببيع بيض المائدة «النباتي» بأوزان مختلفة إذ يباع طبق البيض المغلف سعة 30 بيضة بسعر ما يقارب من 1800 ليرة.
وقال صاحب مزرعة لإنتاج البيض النباتي في ديرعطية عبد المجيد التجار إن إطلاق مشروع إنتاج البيض «النباتي» جاء انسجاماً مع الرسالة التي بدأ الكثير من الجهات المعنية بالعمل عليها من خلال ضبط الأسعار قدر الإمكان والمساهمة في تحقيق التوازن السعري والكمي في السوق المحلي للمواد الغذائية والاستهلاكية وكذلك لتوفير مادة أساسية يحتاجها المواطن يومياً بأسعار أقل من أسعار السلع المناظرة لها في السوق المحلي وفي ظل زيادة الإقبال على شراء هذه المادة خلال فصل الشتاء.
وكشف (التَجّار) أمام اللجنة الصحية في مجلس مدينة ديرعطية التي قامت بالكشف على المزرعة أن البيضة الواحدة تبلغ كلفتها 71 ليرة في حين تباع بــ 50 ليرة تسهيلاً وتيسيراً خاصة أن المشروع في بداية انطلاقته وأكد أن ما يقدمه إلى طيور الدجاج من طعام هو القمح إضافة إلى الصويا والذرة وهذه المواد يتم تركيبها يدوياً كعلف خال من أي إضافات أخرى، ولفت إلى أن بعض مربي المداجن في المنطقة يلجؤون إلى تقديم مواد مركبة لطيور الدجاج لديهم وهي حبيبات تضم مخلفات الحيوانات وأن البعض منهم قام بتجفيف بقايا المسالخ وتقديمها كعلف لطيور الدجاج وهذا أحد الأسباب الرئيسة في رداءة بعض أنواع البيض.
الدكتور محمد زرزور- مدير مركز ديرعطية الصحي وعضو اللجنة الصحية في مجلس المدينة و محمود حسن مدير مكتب الخدمات في المجلس أكدا خلال الجولة ضرورة توخي الدقة في تقديم العلف الصحي والطبيعي الخالي من الإضافات المخالفة والاستمرار في تقديم منتج ذي مواصفات جيدة على نحو يكون قدوة للآخرين من حيث النوع والسعر.
من جانبهم عدّ عدد من المواطنين أن «البيض النباتي» مجرد خدعة من قبل بعض بائعي الدواجن بادعاء وجوده لتسويغ رفع أسعاره، في حين إن المعلومات المؤكدة تشير إلى أن مصدر كل أنواع البيض هو مزارع الدواجن ذاتها، الأمر الذي فسره مصدر زراعي بأنه استغلال وجشع من بعض التجار بقيامهم بوضع بيض المائدة «العادي» في علب خاصة وتصريحهم بأن هذا البيض نباتي لبيعه بسعر عالٍ جداً.
وحسبما صرحت به المهندسة الزراعية ليلى مرمر- رئيسة الوحدة الإرشادية في مدينة دير عطية والطبيب البيطري أحمد طفيلية المشرف على مداجن منطقة النبك والثروة الحيوانية فيها، إنه لا يوجد في المنطقة ما يسمى البيض النباتي وأن الأمر في مجمله مجرد كلام غير دقيق وهو دعاية وهمية مثل «البيض النباتي» أو «الدجاج النباتي» أو «مغذى نباتي 100%» أو «عضوي» أو «غني بأي من الأحماض الدهنية» و«قليل الكوليسترول» وغير ذلك من عبارات دعائية تكتب فوق عبوات المنتج.
بدوره، قال طفيلية، رداً على استفسارات «تشرين» بهذا الشأن: من المفترض ألا يطرح أي منتج من (منتجات مميزة) من الدواجن وبيض المائدة إلا بعد الحصول على ترخيص مسبق من الجهات المعنية بموجب تعليمات ترخيص منتجات الدواجن التي تحمل «صفة مميزة».
بينما رأت خبيرة التغذية عائشة إبراهيم عاصي أن طير الدجاج الذي يتغذى على عليقة لا تحتوي على بروتين حيواني أفضل لصحة الإنسان، ولكن هذا لا يعني أن الدجاج الذي يتغذى على عليقة ببروتين حيواني يضر بصحة الإنسان، وإلا لما كان منتجو الأعلاف استخدموا مواد من أصول حيوانية سليمة، وعالجوها بالحرارة بطريقة صحيحة.
ووفقاً لعاصي في معرض تعليقها على الدجاج النباتي وبيضه أكدت ضرورة إلزام مربي الدواجن بمتطلبات خاصة لإنتاج الدجاج النباتي، حماية للمستهلك ولمنتجي الدجاج النباتي على السواء، ومنعاً لقيام مربين بطرح دواجن في الأسواق لا تتغذى على عليقة نباتية والكتابة عليها بأنها نباتية.
ورصدنا مؤخراً في أسواق مدن القلمون قيام عدد كبير من التجار وأصحاب المحال التجارية والسوبر ماركت بوضع صحون بيض مغلفة تباع على أساس أنها نباتية بزيادة عن السعر العادي ويضيفون إليه زمن الصلاحية وتاريخ الإنتاج، بينما يخشى المستهلك أن يكون ذلك غشاً مقصوداً، مطالباً «حماية المستهلك» والجهات الرقابية المتعددة بالقيام بدورها وعدم تأثر المستهلك بالمغريات الإعلانية وبالأسعار المخفضة وهي جودة نرجو أن تكون حقيقية، كما دعا المستهلكين لإبلاغ الجهات الرقابية عن ظواهر الغش والخداع في هذا المنتج أو غيره.
إضافة إلى ذلك يشهد قطاع تربية الدواجن في منطقة القلمون تراجعاً كبيراً وغير مسبوق بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وعدم توافر المحروقات واحتكار أدوية اللقاحات الخاصة بالدواجن، إذ إن المنطقة تضم 120 مدجنة مرخصة وغير مرخصة منها ما يقارب 150 طيراً بياضاً بينما ترفد السوق المحلية بنحو 400 طن فروج في الدورة الواحدة.
وتسبب عزوف المربين عن تربية الدجاج البياض في ارتفاع أسعار البيض بشكل كبير وملحوظ مؤخراً إذ ارتفع الصندوق الواحد الذي يحتوي 30 بيضة من 1200 ليرة إلى 1700 ليرة سورية.
وطالب مواطنون في القلمون بتدخل الجهات المعنية في أسرع وقت بشأن قضية ارتفاع أسعار بيض المائدة التي باتت تشهد ارتفاعاً يومياً خصوصاً أن بيض المادة يعد وجبة أساسية ويومية لكثير من الأسر.
تشرين