مع أنها تضعّف الثقة بالليرة باعة ومتعاملون يجاهرون بالـ"دولرة" .. !
صاحبة_الجلالة _ أحمد العمار:
شجع تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، خلال الأسابيع الأخيرة، على تزايد ظاهرة الـ"دولرة"، أي التعامل بالدولار بدلا عن الليرة في التعاملات التجارية وحتى الشخصية، على نحو واسع، حيث بات متعاملون وباعة يجاهرون بالتعاطي بالدولار، وذلك بذريعة التحوط من تقلبات سعر الصرف الحادة.
وتتبعت "صاحبة الجلالة" عمليات بيع في غير سوق تجارية، لتجد أن ظاهرة الـ"دولرة" آخذة بالتنامي، علما بأن الوسط التجاري لجأ إلى "تقريش" مبيعاته ومشترياته كلها بالدولار منذ بداية الأزمة، فمن بيع الولاعة وانتهاء ببيع السيارة، يعتمد الباعة على الآلة الحاسبة قبل موافاة الزبون بالسعر النهائي، بعد احتساب قيمة بالبضاعة بأحدث سعر للدولار، ومن ثم البيع بما يوازي هذا السعر بالليرة.
وعدّ مراقبون هذه الظاهرة "حالة طبيعية"، طالما كانت البضائع مستوردة، لأن أية عمليات توريد جديدة لمخازن التاجر ستتم بالدولار، وبالتالي هو بحاجة لأن يعرف هل ربح أم خسر، وحدود رأس المال والأرباح، فيما رأى آخرون أن اللجوء إلى الدولار في التعاملات التجارية، هو "كلمة حق أُريد بها باطل"، لأن الهدف منها ليس التغلب على تقلبات سعر الصرف، بل استخدامها كغطاء لتحقيق أرباح فاحشة.
ولمقاربة المسألة، قمنا (المحرر)، قبل أسبوعين، بشراء بطارية سيارة جافة (55 أمبير) ذات منشأ كوري، من منطقة الفحامة، وسط دمشق، فكان متوسط الأسعار بين 26000-28000 ليرة، ثم قفز هذا المتوسط للمواصفات ذاتها، أمس الأول، إلى 38000-40000 ليرة، علما بأن ارتفاع السعر هنا كان أعلى بكثير من سعر صرف الليرة أمام الدولار.. !
وامتدت الـ"دولرة" إلى التعاملات الشخصية، عند بيع العقارات والسيارات وغيرها، فالأسابيع الأخيرة سجلت مئات تحرير وفسخ العقود، نزولا عن رغبة "مستر دولار"، يجيب أحدهم على سؤالنا: لماذا فسخت عقد بيع البيت مع فلان؟.. بـ(يا أخي غدرني بالسعر)، فالدولار كان عند اتفاقنا صباحا بكذا..، وعند استلام ثمن البيت مساء أصبح بكذا..، وبين هذين "الكذايين"، ضاعت الصفقة، وفقد الثمن والبيت بريقهما.. !!
ويحذر خبراء من تفشي ظاهرة الـ"دولرة" في الأسواق المحلية، كونها تضعّف موقف الليرة، إذ يضر الدولار أو أية عملة أجنبية العملات المحلية، عند الاعتماد عليها كبديل في التعاملات، ولعل المثال الأقرب منا جغرافيا واجتماعيا لبنان، حيث حلّ الدولار، إثر الحرب الأهلية هناك، محل الليرة، التي كانت قبل عقود واحدة من أقوى العملات العربية.