ردا على الرهاب من روسيا: موسكو لن تقف متفرجة على توسع الناتو
نشرت صحيفة "ترود" مقالا بقلم ف. فومينكو عن خطاب الرئيس الروسي في سان بطرسبورغ، مشيرة إلى احاطته بمسائل عديدة مثل توسع الناتو ورهاب الروس وتأكيده انه ناجم عن ترسخ عالم متعدد الأقطاب
كتبت فكتوريا فومينكو:
أكد فلاديمير بوتين في خطابه، الذي ألقاه في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي يوم 1 يونيو/حزيران الجاري، أن روسيا لن تتجاهل توسع البنية العسكرية للناتو على مقربة من حدودها. وقال: "في ألاسكا، والآن في كوريا الجنوبية تُنصب درع صاروخية. فهل علينا النظر ببساطة إلى هذا من دون مبالاة؟ طبعا لا. ونحن نفكر في كيفية الرد على هذه التهديدات. نعم نحن نرى أنها تهديدات".
واتهم بوتين وسائل الإعلام العالمية بالسكوت عن هذه المشكلات، وقال: "كلكم تلزمون الصمت بهذا الشأن. العالم ساكت، وكأن لا شيء يحدث". وأضاف أن "الرهاب من الروس بدأ يطفح في بعض البلدان". و "في بلدان أخرى يتدفق من الحواف. فبم يرتبط هذا؟". وقال موضحا: "أعتقد أنه مرتبط بتوطد العالم متعدد الأقطاب. وهذا لا يعجب المحتكرين".
تهديد ردا على تهديد
وقال الرئيس الروسي، كان لعزم الولايات المتحدة على نصب عناصر منظومة الدرع الصاروخية صدى واسعا في شهر أبريل/نيسان الماضي. فقد أعلنت واشنطن عن نيتها إرسال منظومات صواريخ "ثاد" الاعتراضية، لحماية حلفائها من عدوان محتمل من جانب كوريا الشمالية.
بيد أن ممثل الخارجية الصينية غين شوان قال إن ذلك أثار ردود أفعال واسعة وحادة ليس فقط في بيونغ يانغ، بل وفي بكين أيضا، و"نحن نعارض نشر عناصر منظومة "ثاد" في كوريا الجنوبية وندعو جميع الأطراف المعنية إلى الكف عن ذلك. ونحن بالطبع سنتخذ الإجراءات الضرورية لضمان مصالحنا".
أما الخبراء فيشيرون إلى أن منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية يمكنها من أراضي كوريا الجنوبية اعتراض ليس فقط صواريخ كوريا الشمالية، بل وحتى الصواريخ البالستية الصينية العابرة للقارات. وهذا يمنح الولايات المتحدة تفوقا واضحا على الصين في حال نشوب نزاع حقيقي.
لا جديد في الأمر
ويشير المعلقون إلى أن العسكريين الأمريكيين عموما لا يأتون بأي شيء جديد في الشرق الأقصى. فمنذ نهاية الألفية الثانية، يعمل البنتاغون على نشر عناصر منظومة الدرع الصاروخية في أوروبا الشرقية. وبموجب مذكرة التفاهم التي وقعت في سبتمبر/أيلول 2011، يجب أن تنشر الصواريخ الاعتراضية الأمريكية على امتداد الحدود الروسية في بولندا ورومانيا، ومحطة الرادار في تركيا. ومنذ ذلك الحين حدثت تغيرات في خطط البنتاغون رغم أن شكلها بقي ثابتا.
وبالطبع يؤكد المسؤولون في الناتو دائما أن هذه المنظومة ليست موجهة ضد روسيا، بل هي لحماية أوروبا من الصواريخ الإيرانية.
وخلال فترة طويلة لم ترد روسيا بخطوات قاسية، فقد طلب دميتري مدفيديف خلال فترة رئاسته من الغرب تقديم ضمانات قانونية بأنها ليست ضد روسيا، لكنه لم يحصل على ما أراد.
واضطرت روسيا إلى الرد على نشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية بنشر منظومات صواريخ "إسكندر" العملياتية في مقاطعة كالينين، التي يمكنها تدمير عناصر المنظومة الأمريكية القريبة من حدود روسيا خلال دقائق معدودة.
كما أصبح معلوما أن المجمع الصناعي العسكري الروسي صمم غواصات من دون طواقم قادرة على حمل شحنات نووية، وقد أكد البنتاغون هذا الأمر.