تحذير خطير… “الثلاثة الكبار” يستمعون إلى همساتك مع زوجتك وحديثك إلى صديقك
“الحيطان لها آذان”، مثل يستخدم للتعبير عن احتمالية تجسس أي شخص على آخر بسهولة، لكن لم يدر من أطلق ذلك المثل أنه يمكن تطبيقه على واقع الحياة الحالية بصورة سهلة. ونشرت وكالة أمريكية تقريرا صادما، حول ما وصفت به “الاختراق المتعمد” من قبل شركات التقنية الكبرى أو ما يطلق عليهم “الثلاثة الكبار” لخصوصية مستخدميها. وأوضحت وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أن شركات “أمازون” و”آبل” و”غوغل”، أو ما يطلق عليهم “الثلاثة الكبار” عينوا بصورة رسمية إدارة مخصصة للاستماع والتنصت إلى همسات الشخص مع زوجته أو حديث آخر مع صديقه. ويستغل الثلاثة الكبار إطلاقهم عدد كبير من المنتجات التقنية الحديثة، مثل السماعات الذكية والتطبيقات الصوتية، من أجل اختراق “المايكروفون” الخاص بأي هاتف ذكي، والاستماع لأي حديث يجريه الشخص بجانب هاتفه المحمول. وأجرت “بلومبرغ” لقاءات صحفية مع عدد من الموظفين في “أمازون”، الذين يعملون على مراجعة تسجيلات سماعات “أليكسا” التي تنتجها وتسوقها الشركة. وأشار الموظفون إلى أنه رغم أن الهدف الرئيسي من عملهم هو مراجعة التسجيلات الصوتية، من أجل تحسين قدرة تلك الأجهزة على التعرف على الأصوات، إلا أن بعضهم كان يستمتع كثيرا بالاستماع إلى أحاديث مستخدمي تلك المنتجات الخاصة، وربما أحاديثهم الحميمية مع شريك حياتهم مثلا. وقالت “بلومبرغ” إنها أجرت نحو 7 لقاءات مع أشخاص، قالوا إنهم كانوا يستمعون إلى تسجيلات من أجهزة “أمازون إيكو” وخدمات “أليكسا” التابعة لأمازون. وأشار مسترقو السمع إلى تسجيلات المستخدمين، إلا أنهم كانوا يجرونها بغرض تحسين أداء أنظمة أمازون للتعرف على النطق، مشيرين إلى التسجيلات الصوتية تكون مرتبطة برقم حساب واسم المشترك الأول ورقم سماعة “إيكو”. وكشف مسترقو السمع إلى أنهم كانوا يضطرون في بعض الأحيان إلى الاستماع إلى تسجيلات مزعجة بالنسبة لهم، مثلا قال أحدهم إنه كان يستمع إلى ما يشبه بـ”اعتداء جنسي محتمل” لا يدري إذا كان على مستخدم أو مستخدمة الهاتف أو من قبل مستخدم أو مستخدمة الهاتف، وفي آخر كان يستمع إلى علاقة حميمية كاملة بين رجل وشريكة حياته. ويشير مسترقو السمع إلى أن القواعد تشير إلى أنه ليس من واجب أو مسؤولية أمازون التدخل في مثل تلك الحالات. وأوضحت الوكالة الأمريكية إلى أن شركتي “آبل” و”غوغل” يعملان بنفس الإجراءات والإدارات لتطوير خدمات “سيري” و”مساعد غوغل الصوتي”. ولكن مصادر من شركة “غوغل” قالت إنه قبل الاستماع إلى التسجيلات يتم تشويه الصوت الخاص بالمستخدم، حتى لا يتم التعرف عليه. وقالت المصادر إن هذه التسجيلات تكون غير مرتبطة بأي معلومات قد تدل على شخصية المتكلم، كما أن الشركة تقوم بتشويه الصوت من أجل التمويه على صوت الزبون. ونقل بدوره موقع “بزنس إنسايدر” عن عدد من المستخدمين، ما وصفوه بغضبهم من معرفتهم أن هناك بشرا يسترقون السمع على أحاديثهم الخاصة. وأشار الموقع التقني إلى أن الأزمة أن ضوابط الخصوصية والأمان، للشركات الثلاثة لا تنص على موافقة المستخدم على استماع الشركة لتسجيلات محادثاتهم أو عرضها على مراجعين بشريين. كما أن المستخدم نفسه لا يمتلك أي إجراءات من أجل منع استخدام تسجيلاته في منع ما يطلق عليه “الثلاثة الكبار”، المساعدة على تطوير خواص جديدة.