بداية القابضة

رئيس التحرير : عبد الفتاح العوض

رئيس مجلس الإدارة : د. صباح هاشم

من نحن اتصل بنا
أجنحة الشام

لا مفر من الدفع

السبت 27-05-2017 - نشر 8 سنة - 5815 قراءة

تطرق المحلل السياسي الألماني ألكسندر رار، في مقال نشرته صحيفة "إيزفيستيا"، إلى نتائج قمة الناتو الأخيرة التي عقدت في بروكسل.

يوم (25/05/2017) عقدت قمة الناتو في بروكسل بحضور دونالد ترامب، التي انتظرتها طويلا النخب السياسية الأوروبية وقيادة الحلف، ولا سيما أن انتخابه رئيسا للولايات المتحدة أقلق القارة العجوز، حيث يكفي أن نتذكر أول تصريح له بعد تنصيبه، الذي أشار فيه إلى أن "الناتو منظمة بالية".

وها هم في هذه القمة التقوا وجها لوجه. ومع أن هذا اللقاء جرى في ظروف معقدة، فإنه بغض النظر عن الكلمات التي أطلقت، كان كل شيء مرتبطا بما سيحصل بعد تصريحات ترامب. وخاصة أن شخصا واحدا يقود الناتو – الرئيس الأمريكي. فإذا استمر الرئيس الأمريكي بالتصريحات التي أطلقها خلال حملته الانتخابية، فسيكون بإمكانه تصحيح نهج الحلف، وخاصة بعد قوله إنه لم يعد هناك نزاع بين الشرق والغرب، وإن مشكلة أوكرانيا لم تعد من الأولويات، لذلك يجب التركيز على نزاع جديد – الشمال-الجنوب، أي على محاربة فعلية للإرهاب الإسلاموي الدولي.

وبالطبع، رد ترامب في نهاية اللقاء على قلق معارضيه داخل البلاد وخارجها عندما قال إن "روسيا تشكل خطورة على الحلف". وهذا ليس غريبا بل متوقع. ويجب أن نفهم ماذا يكون بعد الضغوط الكبيرة التي تمارسها ضده بعض النخب السياسية المتنفذة بسبب علاقاته المزعومة مع الكرملين. لذلك نحن كمراقبين في انتظار بدء الحلف بقيادة واشنطن باتخاذ اجراءات حقيقية، ويتخلى عن ممارسة فنون الخطابة. 

إن الفرصة مواتية حاليا لتحسين العلاقات مع روسيا، وتكمن في مسألة محاربة "داعش" في سوريا والعراق. وإضافة إلى هذا، طلب ترامب بجدية من حلفائه سداد ما عليهم من ديون من أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة، وهذا لم يفعله أي رئيس أمريكي في السابق، مشددا على ضرورة تخصيص اثنين في المئة من حجم الناتج الإجمالي المحلي للنفقات العسكرية، كحد أدنى. وبالطبع لن تتمكن دول الناتو جميعها من تنفيذ هذا الطلب باستثناء ألمانيا ومن المحتمل بريطانيا. أما البقية فسوف تبحث عن تنازلات وحلول وسطية.

ويعتقد المحلل السياسي الألماني أن اتجاها جديدا في الحلف سيتشكل في المستقبل المنظور. فقد أعلن دونالد ترامب مرارا عن ضرورة اتخاذ نهج واقعي في السياسة الخارجية وفهم المخاطر الحقيقية وبذل الجهود لكي يدعم الحلفاء في الناتو العمليات الأمريكية في الشرق الأوسط ولو ماليا، إذا لم يريدوا المشاركة الفعلية في القتال. وإذا لم يرغبوا في تنفيذ هذه المهمة الجديدة - محاربة الارهاب، فإن سيد البيت الأبيض سيكون من حقه القيام بذلك مع حلفاء جدد بما فيهم روسيا.

واستنادا إلى العملية الإرهابية الأخيرة في مانشستر والعمليات السابقة التي شهدتها أوروبا، لن تتمكن أي دولة من الاعتراض على ما طرحه ترامب.

والمسألة الثانية – ما دام هذا التعاون يتم في إطار الناتو. فإن العديد من الدول ستحاول تنفيذه بسرعة أو الاتفاق بشأن أشكال تمويل عمليات محاربة الارهاب.

وقد تميزت هذه القمة بهذه الاتجاهات. وأمام ترامب مهمات جدية، وعليه تحديد استراتيجية واضحة لحلف شمال الأطلسي، التي فقدها بسبب "الخطر الروسي" المزعوم.

وسيكون بالإمكان الحديث عن لقاءات جديدة في إطار مجلس روسيا – الناتو بعد اللقاء المقرر بين الرئيسين بوتين وترامب في شهر يوليو/تموز المقبل خلال قمة مجموعة العشرين، وبعدها سيصبح واضحا هل سيصلح ترامب الحلف أم ستبقى تصريحاته حبرا على ورق.


أخبار ذات صلة