بلودان… «مكان الإله بعل»
لا ينفصلُ يوم الجمعة عند سكان دمشق عن فكرة «السيران» والخروج مع العائلة لأخذ قسط من الراحة بعد عناء الأسبوع. واقترنت كلمة سيران بمتنزهات الربوة صيفاً، وبساتين الغوطة في الربيع، وبمرتفعات بلودان في فصل الشتاء. ورغم أن بلودان هي مصيف بامتياز، لارتفاعها عن سطح البحر نحو 1500 متر، فإنها تنفرد بكونها المنطقة الجبلية الوحيدة القريبة من دمشق، التي يكسوها بياض الثلج شتاءً، فلا يتعذّر على أبناء العاصمة المجيء إليها. اشتقّ اسم بلودان من الكلمتين الآراميتين «بيل، دان» ويعني «مكان الإله بعل»، وتشتهر بالزراعة، وخاصة أشجار اللوز، لذلك أطلق عليها «بلد اللوز». كذلك تحتوي على مغارة أثرية تسمّى «مغارة موسى» حيكت عنها الكثير من الأساطير، وتقول إحداها إن هذه المغارة هي مدخل إلى «العالم المسحور». تبعد بلودان عن مركز دمشق نحو 50 كيلومتراً غرباً، وتطل على سهل الزبداني، وتلتصق ببلدة مضايا التي كانت تعجّ بالسياح العرب، والبضاعة الأجنبية. تراجعت الحركة في هذه البلدة خلال سنوات الحرب بسبب قربها من مناطق ساخنة، لكنها عادت تدريجاً في العامين الماضيين. ومع مطلع هذا العام سُجّل ارتفاع ملحوظ في عدد الزوار والمشتاقين لذكريات الزمن الجميل، إذ شهد الأسبوع الماضي زيارة نحو 30 ألف شخص، كلّهم توجهوا إلى بلودان لالتقاط صورة مع ثلوج الشتاء الغزيرة هذا العام. الاخبار